في اليوم الـ 24.... إطلاق نار كثيف في مدن شرق كردستان لقمع الاحتجاجات

يواصل المتظاهرون الإيرانيون الاحتجاج في شوارع وجامعات ومدارس إيران، فيما خرج مسؤولون تابعون للنظام لتحريض القوات الأمنية على القمع، كما أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية عن ضرورة منع المسؤولين الإيرانيين المتورطين في قمع الاحتجاجات من دخول الاتحاد الأوروبي.

مركز الأخبار ـ استمرت الصدامات الشديدة بالشوارع في بعض مدن شرق كردستان وإيران حتى وقت متأخر من الليل، تزامناً مع احتجاجات الشعب التي اندلعت بعد مقتل مهسا أميني، وتظهر مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق وابل نيران كثيف من قبل قوات الأمن الإيرانية تجاه أهالي سنه.

نشرت منظمة "هنكاو" الكردية لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين 10 تشرين الأول/أكتوبر، مقطع فيديو أوضحت  فيه أن مدينة سنه تحولت إلى "ساحة حرب" ويظهر هذا الفيديو أن سنه في الساعات الأولى من فجر اليوم أصبحت تحت وابل كثيف من إطلاق النار.

وأشارت إلى أن "النظام الإيراني يريد ارتكاب مجزرة أخرى في هذه المدينة"، كما لم يتوقف صوت إطلاق النيران في بهاران والطريق السريع 25، وسماع صوت إطلاق نار كثيف في مدينة سقز، واستهدفت قوات الحرس الثوري مجموعة من العمال في منطقة هنكه جال الحدودية في بانه شرق كردستان وقتل أحدهم.

وقالت شبكة حقوق الإنسان الكردستانية "انتشرت قافلة لقوات برية تابعة للحرس الثوري الإيراني مزودة بمعدات عسكرية ثقيلة في مناطق "بانه" الحدودية مع إقليم كردستان، وحذرت سكان هذه المناطق من أنه لا يحق لهم السفر إلى هذه المناطق حتى إشعار آخر".

وتظهر مقاطع الفيديو تجمع الناس ليلاً على الأقل في مدن طهران، وسنه في شرق كردستان، ومهاباد في محافظة أذربيجان الغربية، وزنجان، عاصمة محافظة زنجان، واستمرت الاحتجاجات ضد النظام الإيراني عبر تنظيم مسيرات الأحد 9 تشرين الأول/أكتوبر، في عدة أجزاء من البلاد.

كما تم تنظيم تجمع في حي ولي عصر ونازي آباد بطهران، ولأول مرة نزل أهالي مقاطعة ثلاث باباجاني في كرمانشاه إلى الشوارع، وأضرم أهالي سنه النيران في الشوارع لإغلاق طريق رجال الأمن ورددوا هتافات مثل "الموت للديكتاتور".

ودعت مجموعة "شباب أحياء طهران" للاحتجاج في جميع أنحاء إيران، وقالت في بيان جديد إن مجموعة شباب "محلات" تشكلت في عدة مدن، وجاء في البيان "نحذر مرتزقة خامنئي بالتوقف عن العنف وعن إراقة الدماء قبل نفاد صبرنا".

كما أعلنت المجموعة عن تشكيل مجموعات شبابية في عدة مدن إيرانية، الأمر الذي سيؤدي لأول مرة إلى تنسيق الاحتجاجات على مستوى البلاد.

وبحسب وسائل إعلامية، فقد تم قطع الإنترنت عبر الهاتف المحمول تماماً في الأهواز والعديد من المدن الأخرى في محافظة خوزستان خوفاً من انضمام المحافظة المعروفة باحتجاجاتها القوية ضد النظام الإيراني.

 

احتجاجات طلابية

واستمرت احتجاجات الطلاب ضد النظام حيث نظم طلاب جامعة العلامة طباطبائي في طهران وجامعة سوهانك للفنون تظاهرة في محيط الجامعة، ورفعوا أيديهم مصبوغة بلون الدم احتجاجاً على عنف القوات الأمنية

كما اجتمع طلاب جامعة أراك وهم يهتفون "لا تخافوا، لا تخافوا، نحن معاً"، وأظهر مقطع فيديو لطلاب جامعة باراجين في قزوين وهم يخاطبون الأهالي الذين لم يلتحقوا بالمظاهرات حتى الآن "لا نحتاج إلى متفرجين انضموا للاحتجاجات".

وهتفت طالبات جامعة الزهراء في طهران "عارنا. عارنا هو مرشدنا الأحمق"، كما رددت تلميذات المدارس في "بندر عباس" نشيداً ضد النظام، وآخرين رددوا هتافات "هذا العام هو عام الدم، ستتم فيه الإطاحة بالمرشد خامنئي"، فيما خرج تلاميذ المدارس في حي صادقية بطهران إلى الشوارع وهتفوا ضد المرشد خامنئي.

ومن جانبه هدد نائب وزير العلوم الإيراني قاسم أموابديني، طلاب الجامعات المضربين قائلاً إن "الغياب لأكثر من ثلاث مرات عن الصف الدراسي سيؤدي إلى شطب اسم الطالب وحرمانه من الامتحان".

وشارك ناشطون مقطع فيديو من محاولات عناصر أمن يرتدون ملابس مدنية الدخول إلى مدرسة ثانوية للفتيات، قبل أن يجتمع الأهالي بعد مناشدات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأشار شهود عيان كذلك إلى وجود قوات الأمن التي حاولت منع تجمع أهالي الطالبات، وأظهر مقطع فيديو آخر عنصرين من الشرطة؛ أحدهما يحمل أسلحة نارية، بينما يركضان خلف طالبات في مدينة بندر عباس جنوب البلاد.

 

عقوبات جديدة

وطالبت ألمانيا بمنع المتورطين في قمع احتجاجات إيران من دخول دول الاتحاد الأوروبي، حيث دعت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك، أمس الأحد 9 تشرين الأول/أكتوبر، الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ضد إيران، ومنع دخول المتورطين في قمع الاحتجاجات إلى دول الاتحاد وتجميد أصولهم.

وأضافت "أولئك الذين يقومون بضرب النساء والفتيات في شوارع إيران ويعتقلون المحتجين بشكل قسري ويقتلونهم، يقفون في الجانب الخطأ والمظلم من التاريخ".

ومن جانبها أدانت وزيرة خارجية أستراليا بيني وانغ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، القمع الشديد للاحتجاجات من قبل النظام الإيراني "التقارير عن الهجمات على الأطفال واعتقال الطلاب في ساحات المدارس مقلقة".

وأعربت صحيفة "كيهان"، التابعة لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، عن قلقها من الإضرابات في بازار طهران، واتهمت من وصفتهم بـ "مثيري الشغب" بممارسة تهديدات والضغط على التجار لإغلاق محالهم. وبذلك؛ حذرت من محاولات "لتعطيل عجلة الاقتصاد والتعليم"، وكذلك تضرر التجار، مطالبة بمواجهة حازمة ودون تسامح من مع يحاولون "الإخلال بالأمن في طهران؛ خصوصاً في الأسواق".

فيما قالت وكالة "إيسنا" الحكومية، بوقوع مظاهرات "محدودة" في نحو 10 مناطق بالمدينة، لافتةً إلى أن "العديد من تجار سوق البازار أغلقوا متاجرهم خوفاً من الأضرار التي قد تسببها الاضطرابات"، نافية أن يكون "إغلاقها جزءاً من إضراب".