تونس... ندوة صحفية تسلط الضوء على أعمال المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات

تحتضن تونس المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات من 4 إلى 10أيلول/سبتمبر، بمشاركة 300 امرأة من 50 دولة عربية وأفريقية وأوروبية.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ نظمت اللجنة التحضيرية للمؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات اليوم الخميس 1أيلول/سبتمبر، ندوة صحفية لتسليط الضوء على أعمال المؤتمر.

النساء القاعديات في كل بقاع العالم تعانين من التهميش والاستغلال والعنف والاضطهاد والتمييز القائم على النوع الاجتماعي، فهن تحتجن إلى التحرك على أكثر من صعيد، لذلك اجتمعت عدة نساء من مختلف بلدان العالم بقاعة الندوات بمقر نقابة الصحفيين التونسيين، للحديث عن المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات كشكل من أشكال المناصرة لافتكاك حقوقهن ودفع أصحاب القرار لتحسين وضعهن بالتشريعات ودفع المجتمع إلى تغيير العقليات لمساواة حقوقهن مع الرجل.

وقالت عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر أميرة دلّش أن "القاعديات هن الكادحات المناضلات الفلاحات والعاملات اللواتي تفتقرن لأدنى المرافق ولا ننسى النساء الفلسطينيات اللواتي تكون معاناتهن مضاعفة بسبب ممارسات إسرائيل تجاههن".

وأوضحت العضو في اللجنة التحضيرية المكلفة بالإعلام أماني بن عبيد بأن "تاريخياً المؤتمر نظم في النيبال وبعد ذلك في فنزويلا، ويركز على البلدان التي تعاني فيها المرأة من الاضطهاد"، مؤكدةً أنه "هدفنا من تنظيم المؤتمر في تونس نشر الوعي في صفوف التونسيين بأهمية التصدي للعنف المسلط ضد المرأة".

وبينت أن المؤتمر الذي سينطلق في الرابع من أيلول/سبتمبر الجاري، سيركز على وضع المرأة في الريف والعاملات وسيتناول أيضاً واقع الشابات.

 

 

وبدورها قالت رئيسة نقابة عمال النظافة بهولندا خديجة حياتي أن المرأة في جميع بلدان العالم تشترك في نفس المعاناة وتعاني من العنف والاضطهاد والحصول على أجر أقل، ولذلك هي تحتاج إلى مثل هذه المبادرات والتحركات لتحسين أوضاعها، مؤكدةً على ضرورة خروجها من دائرة الصمت لأنها هي الوحيدة القادرة على تغيير وضعها وافتكاك حقوقها.

وأشارت إلى أن المرأة في مناطق النزاعات والحروب تعاني أكثر من غيرها وتحتاج إلى مناصرة وإرادة للتغيير.

ومن جانبها قالت منسقة البلدان الأوربية للمؤتمر هالينكا اوقيستان، أن 150 امرأة ستشارك في هذا المؤتمر إلى جانب التونسيات، فهناك عاملات في الجبال وعاملات في المناجم وبمواقع كثيرة، متمنية أن تكون مخرجات المؤتمر هامة لفائدة شريحة العاملات في كل مكان نظراً لأهمية دورهن في جميع المجالات بينما لا تحظين بالقدر الكافي من الحقوق.

 

 

"نضال نساء روج أفا تحول إلى مركز للنضال العالمي من أجل الحرية والديمقراطية"

وفي ختام الندوة الصحفية أصدرت اللجنة التحضيرية للمؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات بياناً جاء فيه "ينعقد المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات في ظل واقع مأسوي يلقي بكل ثقله على الطبقات الكادحة عموماً وعلى النساء خاصة، في ظل استمرار واقع استغلال المرأة وتهميشها وحتى نبذها وتعنيفها".

وأضاف البيان "الأزمة الاقتصادية التي خلّفتها جائحة كورونا التي طالت مخلّفاتها العاملات والعمال الذين تعرّضوا للطرد والبطالة القسرية والتفقير وتدهور قدرتهم الشرائية، والحرب في أوكرانيا إضافة للحروب السابقة في سوريا واليمن التي كان ضحاياها الأوائل من المدنيين النساء والأطفال وما نتج عنها من أزمة اللاجئين وتدفقهم نحو أوروبا، جميعها أثرت على العاملات".

وأوضح البيان أنه "يمارس كم رهيب من العنف ضد النساء. حيث لا زالت القيم والأخلاق الاقطاعية الأبوية تهيمن في المنطقة العربية، وتعمق من الأوضاع الهشة للنساء. فلا زلن تعتبرن، كطرف متدني اجتماعياً، ولا زلن مقيدات بالآلاف من قيود التقاليد والعادات، فما عاشته المرأة العربية في مناطق التوتر سواء كان ذلك جراء الإرهاب أو الاحتلال أو استبداد الأنظمة الرجعية المتخلّفة على غرار ما عاشته النساء في سوريا والعراق على وقع الاعتداءات والاختطافات التي قام بها مرتزقة داعش لتحويلهنّ إلى جاريات واستغلالهنّ جنسياً أو كدروع بشرية."

وأوضح إن "المرأة في تونس ليست بعيدة عن واقع الاستغلال والتفقير والعنف، إذ أنّ ما تعيشه المرأة الريفية من استغلال فاحش عبر تشغيلها بأجور زهيدة ووضعها في ظروف عمل لاإنسانية حيث شهدنا موت المئات من النساء الريفيات في شاحنات الموت التي تقلّهنّ لأماكن عملهنّ، أو ظروف عمل عاملات النسيج وعاملات التنظيف وغيرهنّ. إضافة إلى تزايد العنف ضدّ النساء وتعدد أشكاله، ليصل في بعض الأحيان حدّ الموت كرفقة الشارني، أروى الطرودي، رحمة، ونساء لم تُعرف بعد أسمائهنّ".

وأكد البيان على أن "الوعي بالأسس التي تجعل المرأة مستعبدة إلى اليوم هو من أولويات المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات، إذ لا يمكن لنضالهنّ الاستمرار قدماً إلا بتوعية النساء حول أسباب اضطهادهنّ واسغلالهن،ّ مثلهنّ مثل شركائهم في النضال من الرجال ضدّ الرأسمالية العالمية التي لا تدّخر جهداً في استغلال كلّ العادات والإرث المسيء للمرأة من أجل اخضاعها طبقياً وتكريس دونيتها وهو ما يتجلّى في منظومة الأجر. لا زالت النساء محرومات من الإمكانيات المتساوية والمساواة في الحقوق، وفي وظائف العمل الثابتة والأجر والعمل المتساوي، وتمكينها من دور أهم في الإنتاج الاجتماعي ولا زال ينظر إلى المرأة على أنها سلعة، كما أن الاتجار بالنساء والأطفال عرف نمواً رهيباً في العالم خلال السنوات الأخيرة، فالمؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات يناضل فكرياً ضدّ كلّ هذه التوجهات الرجعية وضد نمط التفكير الأبوي ومن خلفهم ضد الإمبريالية ومن أجل التحرر في جميع أنحاء العالم".

وأوضح "أن العمل كان شاقاً أمام النساء القاعديات لتأسيس خطهم الكفاحي هذا، لكنهن أحرزن مع ذلك نجاحاً كبيراً منذ انعقاد ندوتهن العالمية الأولى للمرأة القاعدية في كاركاس في فنزويلا عام 2011. ومنذ ذلك الحين، شاركت النساء القاعديات بعدد متزايد من البلدان في تنظيم أيام النضال الثلاثة 8 أذار/مارس، 1أيار/مايو، 25 تشرين الثاني/نوفمبر، والتي ترتبط دولياً مع بعضها البعض. كما تعرفن على أشكال الصراع وتبادلن المعلومات حول التطورات السياسية والنقاشات الهامة الجارية في كل بلد على حدة. كما دعمن بعضهن البعض كمواجهة العنف المتزايد ضد المرأة، والتعبئة ضد الحروب العدوانية، وضد الكوارث البيئية، ضد إغلاق الشركات وتسريح العمال، ضد سرقة الأراضي".

وأشار البيان إلى أنه "من بين كل هذه الأحداث، تم دعم نضال نساء روج أفا وكوباني في شمال وشرق سوريا، والذي اعتبر ذو أهمية خاصة لأنه لم يكن موجهاً فقط ضد استغلال واضطهاد المرأة، ولكن تحول إلى مركز للنضال العالمي من أجل الحرية والديمقراطية وتحقيق حرية المرأة. لقد تعلمت النساء القاعديات خلال هذه الحلقة النضالية كيف أن عدوا يظهر أنه لا يقهر، يمكن التغلب عليه، وأن مجتمعاً جديداً يمكن بنائه. لذلك، تعتبر روج آفا مثالاً ساطعاً على ما يمكن للنساء المناضلات أن يحققنه وأصبح نموذجاً في مكافحة الاستعمار والرجعية والهياكل الأبوية".

واختتم البيان بالتأكيد على أن "حركة النساء القاعديات قامت بتطوير هياكلها الخاصة، وتنسيق التعاون فيما بينهن عبر القارات. كما تعلمن ربط أنشطتهن السياسية بتمويل عملهن. بهذه الطريقة أصبحن قادرات على تمويل كافة أنشطتهن بشكل مستقل ودعم بعضهن البعض، وكلّ هذا العمل قائم على التطوّع".