التنمر الإلكتروني ضد الصحفيات... محور برنامج تدريبي في تعز

تتعرض الصحفيات والناشطات اليمنيات لكثير من التحديات أثناء أداء عملهن ونشاطهن أبرزها التنمر الإلكتروني، ويعجزن عن مواجهة آثار التنمر النفسية أو مواجهتها قانونياً ورقمياً.

رانيا عبد الله

تعز ـ شددت الصحفيات والناشطات اليمنيات المشاركات في برنامج تدريبي حول كيفية مواجهة التنمر الإلكتروني، على ضرورة الخروج برؤيا واقعية واستراتيجية توفر خدمات على أرض الواقع تحد من الأضرار الناجمة عن العنف الرقمي.

من منطلق الضرورة الملحة لإيجاد طرق لمواجهة التنمر الإلكتروني، نظم مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في مدينة تعز جنوب غرب اليمن برنامج تدريبي حول "مواجهة آثار حالات التنمر الرقمي ضد الصحفيات اليمنيات" ضمن مشروع الحريات الإعلامية في اليمن.

ويهدف البرنامج التدريبي الذي ضم ٢٠ صحفية وناشطة من خمس محافظات يمنية وهي إب، تعز، صنعاء، عدن والحديدة، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام من 28 حتى 30 آب/أغسطس، إلى اكساب المشاركات مهارات مواجهة التنمر الرقمي والحد منه من خلال معرفة جدار الحماية النفسية والرقمية، والتوعية القانونية ضمن التشريعات اليمنية.

 

أثار سلبية

وعلى هامش البرنامج التدريبي قالت الصحفية عبير عبد الله "ما تتعرض له الصحفيات والناشطات اليمنيات من تنمر، وتهديد على مواقع التواصل الاجتماعي سواء قبل سنوات الحرب واثناءها أثر بشكل كبير نفسياً على الصحفيات والناشطات وابتعدن عن وسائل التواصل الاجتماعي خوفاً من الآثار السلبية التي تنتج من خلال التنمر والتهديد الذي تتعرضن له".

وأشارت إلى أن الصحفيات والناشطات في اليمن بحاجة لمثل هذه الدورات التأهيلية لمواجهة التنمر الإلكتروني لدعم وتعزيز وحماية الصحفيات من آثار التنمر التي تحدث نتيجة عملهن، وتعزيز قدرتهن على مواصلة عملهن.

من جهتها قالت الصحفية رانيا الشرجبي "نحن كصحفيات في اليمن نعاني من نظرة المجتمع للمرأة كعاملة في المجال الإعلامي الصحفي، لأن هذا المجال بنظر المجتمع مخصص للرجال، واقتحام المرأة له يعرضها للمخاطر والتهديد، فعند نشر صورهن أو أعمالهن أو مقالتهن تتعرضن للتنمر الإلكتروني والألفاظ الجارحة، ومثل هذه الدورات تقدم لنا كصحفيات الدعم النفسي والنصائح القانونية والرقمية لمواجهة هذا التنمر".

 

مهارات مواجهة التنمر

وأوضحت الصحفية فاطمة رشاد أن "هذه الورشة جاءت لتلبي احتياجات الإعلاميات والصحفيات كونها مهمة، فمعظمهن تحتجن لمثل الدورات التدريبية، بالإضافة إلى الدعم النفسي من خلال معرفتهن بالإجراءات القانونية والوصول الى الصحة النفسية".

وأضافت "إننا نعيش سلوكيات وأخلاقيات زادت بشكل كبير من التنمر في المجتمع كنتيجة من نتائج الحرب والصراع الذي نعيشه، وتعتبر المرأة هي الأضعف والأكثر تعرضاً للتنمر ويتضاعف هذا التنمر إذا كانت صحفية"، لافتةً إلى أن "هذه الدورة اكسبتنا المهارات لمواجهة التنمر".

 

آثار جسدية ونفسية

وأكدت الصحفية منال شرف أن للعنف الإلكتروني تأثير على حياة الصحفيات الشخصية "نحن كصحفيات يمنيات نتعرض لكثير من المخاطر المتعلقة أولاً بعملنا الصحفي وكوننا نساء أيضاً، وواحدة من هذه المخاطر التنمر الإلكتروني والتي لا تتعرض الصحفيات للتأثيرات السلبية في الجانب النفسي فحسب، بل أيضاً يتعدى الأمر  للتأثير على  الصحة الجسدية وعلى حياتنا اليومية والأسرية وعلى حياتنا العملية".

وأضافت "هناك صحفيات توقفن عن العمل بسبب كمية التنمر الإلكتروني الذي تعرضن له، وأخريات توقفن عن إبداء آرائهن على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهن من أغلقن صفحاتهن الخاصة، فمثل هذه الدورات مهمة جداً لتعزيز الاستراتيجيات لدى الصحفيات التي بوسعها تمكن الصحفيات من مقاومة مثل هذه المخاطر والتعامل معها بطريقة سليمة".

 

استهداف عدد أكبر

وأوضحت منسقة البرامج في مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي هيفاء العديني أن "هذه الورشة أتت لمواجهة حالات التنمر ضد الصحفيات ضمن مشروع الحرية الإعلامية في اليمن استهدف عدد من الصحفيات والناشطات من خمس محافظات يمنية، وهذه الورشة تهدف إلى زيادة الوعي والحد من هذه الظاهرة في الجوانب النفسية والقانونية والرقمية، ويأتي المشروع كمرحلة أولى وسيتم استهداف عدد أكبر من الناشطات والصحفيات في كافة محافظات البلاد في المشاريع والبرامج القادمة".

 

 

رؤيا واقعية

من جهتها قالت أستاذ مساعد الصحة النفسية بجامعة تعز أنجيلا المعمري "تحدثنا خلال البرنامج التدريبي عن آثار التنمر الرقمي والآثار النفسية التي تتعرض لها الصحفيات والناشطات، وجدت أن هذه الدورات التدريبية هامة جداً لتنفيذها باستمرار للخروج برؤيا واقعية واستراتيجية لتوفير مثل هذه الخدمات على أرض الواقع للحد من الأضرار النفسية التي قد ترافق الصحفيات إلى مراحل وفترات متقدمة".