تمكين الشابات اقتصادياً واحدة من نتائج مؤتمر "شباب ملهمون" بغزة
قدمت جمعية الوداد للشابات العديد من الدورات التي مكنتهن من تطوير أدائهن بالمجتمع من النواحي الاجتماعية والنفسية والتعليمية وساعدتهن على وضع بصمة في مجتمعاتهن.
رفيف اسليم
غزة ـ عقدت جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي أمس الخميس 23 حزيران/يونيو، مؤتمراً بعنوان "شباب ملهمون"، بحضور نسوي كبير وعدد من الشباب لدراسة الواقع الاقتصادي والرؤى الشبابية لتحسينه في المجتمع الفلسطيني.
قالت رئيس مجلس إدارة جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي نعيمة القيق لوكالتنا أن العنوان الذي اعتمده المؤتمر "شباب ملهمون" يقصد به الفئتين الشباب/ات لدراسة واقعهم الاقتصادي وما هي المعوقات التي تمنع من بدأهم عملهم الخاص أي كانت ماهيته في ظل الوضع الراهن في قطاع غزة، لافتةً إلى أن دراسة الواقع الاجتماعي والمعيشي هو جزء مهم من الدراسة التي أجرتها الجمعية على مجموعة من الشباب/ات.
وقد حظيت الشابات وفقما أشارت نعيمة القيق بعناية مكثفة من قبل الجمعية لتشجعهن على تطوير أنفسهن والقيام بأدوار ريادية في المجتمع الفلسطيني، لافتةً إلى أن المجتمعات غالباً ما تظلم المرأة فترى أنها لا تصلح للعمل في المواقع القيادية، لكن الجمعية بددت تلك الفكرة لدى الشابات ورسخت لديهن أن المرأة هي نصف المجتمع وإن لم تتطور لن تتحسن أوضاع المجتمعات ولا الأسر التي تعتبر اللبنة الأساسية التي تنشأ برعايتها وتضحياتها بالتالي هي أهل لتولي الأدوار القيادية.
وأضافت نعيمة القيق أنه على مدار عدة أشهر قدمت جمعية الوداد للشابات العديد من الدورات التي مكنتهم من تطوير أدائهم في المجتمع من النواحي الاجتماعية والنفسية والتعليمية وساعدتهم على وضع بصمة في مجتمعاتهم وأسرهم عبر المبادرات المجتمعية والثقافية, مشيرةً إلى أن تمكين الشابات لن يتم سوى بتكاتف المجتمع المحلي ومؤسسات المجتمع المدني والحكومي وتوفير المناخ الاجتماعي المناسب.
وبدون المقتدرات المناسبة لن تتم عملية التمكين لتلك الشابات وفقما أشارت نعيمة القيق فمن ناحية التعليم يجب مساعدتهم في إكمال دراستهم الجامعية كي يكونوا شخصيات استقلالية قادرات على بدء العمل، لافتةً إلى أن العديد من الشابات لا تستطعن إكمال تعليمهن الجامعي بالتالي قد يكن خسرن الكثير من الفرص التي ربما ستحقق لهم الاستقلال المادي في المستقبل.
وأضافت نعيمة القيق أن ملهمون تأتي من ابتكارات الشابات والوسائل التي سيخلقنها للخروج من الأزمات الاقتصادية من خلال دراسة الوضع التعليمي والاقتصادي والبطالة والهجرة التي تؤثر على المجتمع ككل، مشيرةً إلى أن نتائج الحوارات لتلك القضايا ربما تكون مشروع عمل قادم أو خطة لتطوير وضع الشابات ودمجهم في المجتمع بالرغم من جميع المعوقات.
ضحى الداعور إحدى المستفيدات من الدورات التدريبية التي تقدمها جمعية الوداد للشابات بهدف دمجهم وتمكينهم في المجتمع، تقول أن الفترة التي تلقت بها التدريبات عملت على تغير طريقة تفكيرها، مشيرةً إلى أنه أصبح لديها المعرفة بالمؤسسات المقدمة للخدمات المختلفة ونمت لديها روح القيادة في العديد من المبادرات كمبادرة الناس للناس التي خدمت 70 عائلة من الفقراء إضافة إلى مبادرة أخرى في التوعية على أهمية نظافة المجتمع والمحافظة على الممتلكات العامة.
وأوضحت أنها استفادت من دورات إعداد المدرب والذكاء العاطفي التي ساعدتها في التعرف على شخصيتها بالتالي مهدت لها طريق في معرفة من أين ستبدأ حياتها المهنية، مشيرةً إلى أن بعد تلقيها لتلك الدورات شعرت بأن شخصيتها الخجولة تبددت، كما علمت أين مواضع الضعف لديها وأصبحت تعلم كيفية معالجتها، لذلك هي تنصح جميع الفتيات للبدء بالانخراط في المؤسسات والحياة المجتمعية ليشعرن بأنهن يقدم لمجتمعاتهن وأنهن جزء من عملية التغير التي تحدث بشكل مستمر.
وتعتبر جمعية الوداد جمعية أهلية غير حكومية تعمل على تنمية وتأهيل المجتمع المحلي في مجالات التنمية المجتمعية وبناء القدرات والتأهيل النفسي والاجتماعي، باستهدافها فئات الأطفال والشباب والمرأة وكبار السن، من خلال تقديم خدمات التوعية والإرشاد والتدريب في المجالات الاجتماعية والنفسية والتربوية بجودة عالية ودون تمييز.
وبالعودة لأحد نتائج المؤتمر أوضحت فداء المدهون وهي أكاديمية وريادية أعمال ضمن منصات العمل الحر أن الجيل الجديد من الشابات يعيش اليوم في عصر مفتوح ومليء بالمعلومات بالتالي أصبح تعلم المهارات لبناء الخبرات والعمل في المجال الحر عبر الانترنت وسيلة ممكنة لبدء حياتهن العملية وتحقيق الاستقلال المادي، لافتةً إلى أن منصات العمل الحر تعطي الفرصة لتكتشف الشابات المجالات التي من الممكن أن يبدعن خلالها وهي عديدة ويكاد لا يكون حصر لها.
وأشارت فداء المدهون إلى أن "منصات العمل الحر هي عبارة عن أن هناك شخص ما يمكن أن نطلق عليه "مبادر" لديه مشروع أو مهمة ما، أن يوظف مستقل ماهر بشكل مؤقت لكي يقوم بتنفيذ المشروع أو المهمة التي يحتاجها بالطريقة وفي التوقيت المناسب له، من ناحية أخرى هناك المستقلون الذين يمتلكون مهارات معينة، ويريدون توظيف هذه المهارات للحصول على عمل وبالتالي ربح مادي وهي متواجدة بكثرة عبر الانترنت.
وحذرت فداء المدهون الشابات من التعامل مع المنصات المجهولة فهناك أخرى ذات باع طويل في تقديم ذلك العمل وتحافظ على الأمان المالي للمستخدمة وذلك كوسيلة لحماية أنفسهن من عملية النصب التي قد تتعرض له، لافتة إلى أنه من المهم أن تكسر الشابات حاجز الخوف والفشل واليأس لأنها تؤمن أن الفتاة تستطيع أن تنجح في أي مكان تريد أن تكون به.
وأوضحت أن الجامعات الفلسطينية في كل عام تخرج المئات من الطلبة لسوق العمل فإذا ما بقيت الشابة تتنظر الفرصة أو الوظيفة الحكومية دون أن تبدأ بالبحث عن شغفها وتطور من مهاراتها سيكون الأمر أشبه بمتاهة تسحب سنوات من عمرها دون فائدة واصفة العصر الحالي عالم المهارات والخبرات، الذي قد لا يحتاج لشهادات جامعية فمن الممكن أن تبدأ الشابة وهي طالبة أو بدون دراسة، لكن يبقى عليها أن تختار مهارة وتتعلمها ذاتيا ومن ثم تبدأ بالتطبيق والعمل.
واستناداً إلى معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في قطاع غزة فقد بلغ معدل البطالة 46.9%، بواقع 41.9 للذكور مقابل 65.0% بين الإناث، كما بلغ أعلى معدل بطالة بين الشباب للفئة العمرية 15 ـ 24 سنة لكلا الجنسين 68.9%، بواقع 65.0 للشباب مقابل 86.8% للشابات في نفس الفئة العمرية.