تحت شعار "بالوحدة النسائية سنحقق الثورة الديمقراطية"... تحالف "ندى" ينظم ندوته الأولى
تستمر فعاليات اليوم العالمي للمرأة، بتنظيم التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "ندى"، ندوة رقمية، أمس الاثنين 14 آذار/مارس
"بالوحدة النسائية سنحقق الثورة الديمقراطية"، تحت هذا الشعار نظم التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أو كما يعرف باسم تحالف "ندى" ندوته الرقمية الأولى عبر تطبيق زووم، بمناسبة يوم المرأة العالمي.
كارولين بزي
بيروت ـ تستمر فعاليات اليوم العالمي للمرأة، بتنظيم التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "ندى"، ندوة رقمية، أمس الاثنين 14 آذار/مارس، تطرقت فيها المشاركات لعدد من القضايا التي تهم المرأة وتعاني منها في الشرق الأوسط.
في بداية اللقاء تم التطرق إلى المؤتمر النسائي الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي أقيم في آمد بشمال كردستان في العام 2013، وتحدثت خلال هذا المحور البرلمانية عن حزب الشعب الديمقراطي من تركيا ديلان تاش دمير، ولفتت إلى أن هناك نساء شاركن في المؤتمر الأول هن معتقلات في السجون التركية اليوم. وأشارت إلى أنه في المؤتمر لم يكن هناك تفاعل مع نساء من شمال أفريقيا ولكن كان هناك جمعيات ومنظمات من الشرق الأوسط.
لم يتغير واقع المرأة المأساوي والتي تواجه فيه المرأة العنف بكافة أشكاله، بل ازدادت وتيرته، "لكن ذلك لم يمنع ارتفاع عدد المشاركات والمندوبات وانضمام نساء من شمال وجنوب أفريقيا إلى المؤتمر الثاني"، وفق ما أكدت.
"المرأة قادرة على المواجهة"
وتحدثت الصحفية والناشطة النسوية المصرية ولاء أبوستيت عن نتائج المؤتمر الثاني، وأبرزها تشكيل "التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" والذي خرج بشعار "بالوحدة النسائية سنحقق الثورة الديمقراطية". ولفتت إلى أن المؤتمر الثاني ناقش مشاكل المرأة وواقعها في مختلف الدول العربية والإقليمية وعلى كافة الصعد، وانعكاس الحروب على المرأة.
واعتبرت أن انعقاد المؤتمر في ظل الظروف القاسية التي يعيشها لبنان تحديداً والعالم بسبب انتشار وباء كورونا، يؤكد أن المرأة قادرة على المواجهة وبأن النساء قادرات على إحداث التغيير على كافة الصعد.
"العنف القائم على النوع الاجتماعي أكثر القضايا المقلقة في السودان"
فيما تحدثت منسقة البحوث في مركز الدراسات الجندرية في السودان نعمات كوكو عن تحالف "ندى"، مشيرةً إلى أنه جاء نتيجةً للظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة وتبعات هذه الأحداث على المرأة، "من المؤشرات الأساسية لقوة المرأة وثباتها واستمرارها في النضال أن يظهر هذا التحالف رغم التحديات التي تواجه المنطقة عموماً وخاصة أن التحالف أكد على الشعار الأساسي وهو الديمقراطية، وأكد أنها القضية المركزية التي يمكن أن تلتف حولها النساء في شمال أفريقيا والشرق الأوسط".
وفي حديث لوكالتنا على هامش الندوة، ورداً على سؤال حول كيفية تفعيل تحالف "ندى" في السودان، قالت نعمات كوكو "بدأنا بتشكيل مجموعات، تضم مجموعة إعلامية، مجموعة لديها قواعد في مختلف أنحاء السودان ونعتبر أنه من الأهمية أن يكون التحالف قاعدي وليس فوقي، وكذلك سينضم إلى التحالف على المستوى الوطني منظمات من مناطق النزاعات. وتعكس هذه المنظمات التنوع في السودان، التنوع الثقافي، العرقي والديني، حتى يعكس طبيعة المجتمع في السودان".
وتتابع "سيكون التحالف أكثر فعالية، كما أن الحركة النسائية وكل قوى الثورة والتغيير يلتفون حول مستقبل الديمقراطية في السودان والتحول الديمقراطي والتأكيد على أنه لا بد من استعادة المسار الديمقراطي وتحقيق فترة الانتقال الديمقراطي كما اتفق عليها في ثورة ديسمبر 2018. وبالتالي تبقى الفكرة الجوهرية حول القضية المركزية للتحالف، والديمقراطية والثورة الديمقراطية التي يمكن أن يكون لها صدى واسع في السودان عن طريق تبني التحالف لهذه القضية المركزية، وسيتفاعل السودان تفاعلاً غير مسبوق، وسيستفيد التحالف من هذه البيئة المواتية وسيلقى "ندى" مساندةً من الحركة النسائية السودانية".
فيما يتعلق بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، تعتبر نعمات كوكو بأن للعنف القائم على النوع الاجتماعي أسباب مختلفة، منها سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وتضيف "كل أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي في السودان نستطيع أن نتصدى لها برسالة التحالف، باعتبار أن التحالف يتحدث عن الديمقراطية، إذ في ظل الديمقراطية يمكن تناول هذه القضايا جميعها بكل شفافية ومصداقية وفي الوقت نفسه يتم تحديد مستويات المساءلة".
وتضيف أن "أكثر القضايا المقلقة في السودان، هي العنف القائم على النوع الاجتماعي في مناطق النزاعات والحروب مثل: دارفور، النيل الأزرق، جنوب كردفان لأنها ارتبطت بحرب الموارد والهوية وتم استخدام الهوية كسلاح لممارسة كل أشكال العنف في مناطق النزاعات وخاصة في دارفور وبالتالي تبني التحالف لقضية الديمقراطية والعمل على الثقافة الديمقراطية سيجعل التصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي من أولويات المرحلة وفي الوقت نفسه ستساعد الديمقراطية في الكشف عن الأساس المادي للعنف القائم على النوع الاجتماعي".
"نحن قادرون على تكوين تحالف ينضم إلى ندى"
وان كان هناك تعاون أو تنسيق بين تحالف "ندى" في فلسطين وبين الجمعيات والمنظمات المدنية، قالت نائبة رئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية اكتمال حمد "قمنا بدعوة عدد من المنظمات الغير حكومية للتعريف عن التحالف، ولكن إذا أردنا أن نوسع هذا التحالف على الصعيد الحكومي في فلسطين فهو غير ممكن بسبب الاحتلال، ولكن كمنظمات مدنية نحن قادرون على تكوين تحالف كبير ينضم إلى تحالف ندى"، وتابعت "نحن كفلسطينيين علينا أن نظهر قضيتنا ليس في فلسطين ولكن على مستوى العالم لذلك نسعى لأن نكون دائماً ضمن هذه التحالفات وخاصة التحالفات الدولية لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية والمخاطر التي تواجهها، وكذلك المخاطر التي تواجه النساء اللاتي تعشن في ظل الاحتلال. كل الانتهاكات التي تواجهها المرأة الفلسطينية هي بسبب الاحتلال لذلك نحن معنيون بأن نوسع هذا التحالف داخل فلسطين، وسنعمل جاهدين في لجان المرأة الفلسطينية من خلال وجودنا في غزة والضفة الغربية أن نضم أكبر عدد ممكن من الجمعيات والمنظمات النسوية إلى هذا التحالف". ولفتت إلى أنه كان يتم تسجيل اجتماعات تحالف "ندى" ويتم بث هذه التسجيلات وعرضها أمام الجمعيات والمنظمات النسوية لاطلاعهم على التحالف وأهدافه ودوره.
"تأمل المعتقلات أن يكون "ندى" صوتهن"
وعن دور تحالف "ندى" في دعم ومساندة المعتقلات في مختلف الدول العربية والإقليمية وخاصة في تركيا، تعلق ديلان تاش دمير "تناقش النشاطات التي ننظمها قضية النساء المعتقلات. في المؤتمر الأول الذي عقد في آمد كان هناك العديد من النساء اللواتي اعتقلن وكن متحمسات للمؤتمر الثاني، هذا جزء من نضالنا للمطالبة بحقوق المرأة. ندرك أن النساء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللواتي يناضلن من أجل الحرية والعدالة يصبحن هدفاً للحكومات ونحن بحاجة أن يقوم تحالف ندى بإيصال صوت هؤلاء النساء إلى العالم، عندما أعلن تحالف ندى عن وثيقته بشّرنا بعض المعتقلات بالإعلان ولاسيما النساء اللواتي كن جزءاً من المؤتمر الأول، وهن يأملن بأن يكون التحالف صوتاً لهن". وتحدثت عن عدد من المعتقلات اللواتي يعانين داخل السجون التركية، كما تطرقت إلى الحديث عن المعتقلات الفلسطينيات وكذلك المعتقلات في البلدان الأخرى في الشرق الأوسط.
"يرفع "ندى" عدداً من اللاءات"
ولفتت ولاء أبوستيت إلى مجموعة من الشعارات التي تعبّر عن هوية التحالف، "من شعار بالوحدة النسائية سنحقق الثورة الديمقراطية انطلق التحالف وكانت الرؤية أن نحقق هذا الإطار النسائي الديمقراطي الذي يرفع عدد من اللاءات، فهو يرفض العنف ضد المرأة، ويرفض الفكر الأبوي والتفكير الرجعي في أفكار المرأة ويرفض ممارسة المرأة ما هو ضد إرادتها، ويتحدث عن فكرة الاختلاف والتنوع، ويناهض الاحتلال، إذ يرفض التحالف أن تكون المرأة محتلة الجسد أو الفكر أو الرؤية".
"اجتماع للتحالف في نيسان المقبل"
وعن خطة التحالف لعام 2022، قالت رئيسة رابطة جين النسائية بشرى علي لوكالتنا على هامش الندوة "قررنا أن نضع خطة على المدى القصير لثلاثة أو ستة أشهر، وستركز على تكريس التحالف والتعريف به، والانفتاح على المنظمات والشخصيات النسائية، بناءً على الوثيقة التي أعدّها ونشرها التحالف. فيما يتعلق بالخطة الاستراتيجية سننظم اجتماعاً في نيسان القادم ونضع الخطوط الأساسية لتحديد الخطة الاستراتيجية ولكننا لسنا على عجلة من أمرنا في موضوع الخطة الاستراتيجية إذ ما زلنا في مرحلة التكوين ونناقش العديد من القضايا".