نساء وشابات لبنان يتشحن بالسواد حداداً على الليرة اللبنانية

اعتصمت النساء اللبنانيات اليوم السبت 8 كانون الثاني/يناير، أمام مصرف لبنان في بيروت، للمطالبة بحقوقهن والمساواة بين الجنسين، والكف عن التلاعب بالليرة اللبنانية

حداداً على الليرة اللبنانية التي شكّل انهيارها انهياراً للاقتصاد اللبناني وأفقر العائلات التي لم تعد قادرة على تلبية أدنى متطلباتها اليومية، نظمت نساء وشابات لبنان اعتصاماً أمام مصرف لبنان في بيروت بالتزامن مع وقفة تم تنظيمها في طرابلس، واعتمدت فيها المعتصمات اللباس الأسود الموحد.
 
كارولين بزي
بيروت ـ .
 
"نعتصم شجباً لما وصلت إليه الليرة اللبنانية"
صرخة نسائية رفعتها نساء لبنان، تتحدث عنها رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية عايدة نصر الله لوكالتنا، وتقول "نعتصم كنساء لبنان من بيروت وطرابلس أمام المصرف المركزي في بيروت وطرابلس لرفع الصوت وإطلاق صرخة واحدة وصوت واحد شجباً لما وصلت إليه الليرة اللبنانية من انهيار وإفقار للناس بنتيجة ذلك، وكذلك طبع الليرة اللبنانية بكميات كبيرة والتضخم الحاصل وخسارة الليرة لقدرتها الشرائية، كل هذه العوامل تنعكس على الأم اللبنانية والأسرة التي عمادها المرأة. فالمرأة هي أكثر من يتألم عندما ترى أولادها يتألمون".
وتتابع "نحن نرفع الصوت لنقول طفح الكيل، ولأن الكيل طفح أتينا لنطلق صرخة ستعم كل المناطق اللبنانية من أجل أن يتوقف المسؤولون اللبنانيون والزعماء وأولادهم المنتفعون من هذا الوضع، فهم يراكمون ثروات إضافية من خلال التطبيقات التي تتلاعب بسعر صرف الدولار، وعلى الرغم من أن هناك إمكانية لوقفها لكنهم لا يتحركون لوقف هذه التطبيقات أي أنهم ضالعون بالمؤامرة وبالفساد".
وعن مطالباتهم تقول "هذه صرخة نسائية من مواطنات وليس تحركاً نسوياً، نحن مواطنات يعنينا الشأن العام وتعنينا السياسة مثل الرجال تماماً، نحن لسنا نسويات وحسب، نحن نطالب بحقوقنا لكي نحقق المساواة بين المواطنين ونحن ضد أي تمييز بين الجنسين إن كان على حساب المرأة أو الرجل".
وعن اختيار اللون الأسود الموحد، تقول "اخترنا اللون الأسود حداداً على الانهيار الذي وصلت إليه الليرة اللبنانية، وسنحاول قبل أن تموت الليرة أن ننقذها، وبالتالي يمكن إنقاذها عبر تعزيز القطاعات المنتجة وإعادة تحريك الدورة الاقتصادية".
 
 
"اخترت الأسود حداداً على الشعب اللبناني"
صرخة نسائية أخرى رفعتها ماري بواري التي توضح سبب اختيارها اللون الأسود ومشاركتها في الاعتصام أمام المصرف المركزي، وتقول "اخترت اللون الأسود حداداً على الشعب اللبناني... إذ قام المسؤولون بقطع الدواء عن كبار السن، وحرموا الأطفال من الحليب، ودفعوا أولادنا إلى الهجرة، هم يقضون على الشعب اللبناني"، وتؤكد أنها لن تترك لبنان وتهاجر بل ستعيد أولادها إلى الوطن مجدداً.
وانتقدت قرارات وزير التربية الذي دعا إلى عودة الطلاب إلى مزاولة دراستهم في المدراس، في ظل غياب الكهرباء وأبسط سبل الوقاية.
 
 
"يعيش الشعب اللبناني مؤامرة"
كما تحدثت المساعدة الاجتماعية والأستاذة الجامعية آمال أبي حرب عن مشاركتها في الاعتصام، وتقول "نشارك لنقول بأننا صامدون، ويجب أن نصمد ولكن لم يعد لدينا قدرة على التحمل. لم نعد نجد الدواء ونفتقد لحليب الأطفال وأولادنا هاجروا. أصبحت المراكز الصحية الاجتماعية فارغة من الأطباء، لم يعد هناك متطوعون في المستشفيات لأنه لم يعد بقدرتهم تحمل الغلاء"، وتصف ما يعيشه الشعب اللبناني بـ "المؤامرة"، واعتبرت أن رحيل المسؤولين هو الحل حتى تعود البلاد إلى سابق عهدها من الازدهار والتطور. 
وتحدثت عن الواقع الدراسي وعن عدم قدرة الطلاب على دفع أقساطهم المدرسية والجامعية على حد سواء. وسألت عن الاتحاد العمالي العام وعدم وقوفه إلى جانب العمال.
 
 
"نناشد نقابة المحامين للمباشرة برفع دعاوى ضد الطبقة السياسية"
رئيسة جمعية "صوت الطفل" نيللي الشدياق توضح أن مشاركتها في الاعتصام هي بهدف إيصال الصوت لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة أو لأولئك الذين يستطيعون تقديم المساعدة للشعب الذي قام المسؤولون بإذلاله. "نحن كجمعية صوت الطفل نتلقى العديد من الاتصالات اليومية من المحتاجين الذين يريدون إطعام أولادهم أو تأمين اللباس لهم".
وتتساءل "إلى متى؟ إلى أين سنصل؟ منذ سنتين نعيش مفاجآت وصدمات يومية، لم يعد بقدرتنا أن نحتمل. حتى المغترب لم يعد باستطاعته أن ينفق من أمواله لأن الزعماء قاموا بالاستيلاء عليها". وتناشد نقابة المحامين للمباشرة برفع دعاوى قضائية ضد القوى السياسية التي سرقت أموال الشعب. 
وحملت المعتصمات شعارات تطالب بالكف عن التلاعب بالليرة اللبنانية، أبرزها "عملتنا الوطنية حصانتنا وأماننا"، "كفى تلاعباً بالليرة اللبنانية"، "أين العز الذي كنت به أيتها الليرة اللبنانية!".