ناشطات من المغرب تدعين النساء الناخبات إلى إعطاء فرص للمرأة

تعد الانتخابات البرلمانية والجهوية التي جرت في المغرب، أمس الأربعاء 8 أيلول/سبتمبر اختباراً لحضور النساء، خاصة بعد التحول الذي عرفته قضية المرأة خلال العشر سنوات الأخيرة؛ أي بعد تعديل الدستور المغربي الذي ينص فيه الفصل 19 على المساواة بين الجنسين في التمثيل السياسي

حنان حارت
المغرب ـ .
عرفت الترشيحات النسائية في المغرب تطوراً مقارنة مع السنوات السابقة، فهناك 97 وكيلة لائحة مقدمة برسم الدوائر الانتخابية المحلية، تترأسها مترشحات بصفة وكيلات للوائح، في مؤشر على توجه نحو تعزيز الوجود النسائي في المؤسسات التمثيلية، في حين بلغ عدد الترشيحات النسوية المسجلة برسم انتخاب أعضاء مجلس النواب 2329، أي بنسبة 34.17% من العدد الإجمالي للترشيحات، منها 1567 مترشحة برسم الدوائر الانتخابية الجهوية و762 مترشحة برسم الدوائر الانتخابية المحلية.
ويعد هذا التغيير التصاعدي لتمثيل المرأة هو أحد التعديلات الرئيسية على القانون الانتخابي الجديد، الذي ينظم العملية الانتخابية، وهو ما يتجسد في سن مقتضيات تنظيمية مؤطرة للمنظومة الانتخابية، هدفها تشجيع تكافؤ الفرص بين النساء والرجال على حد سواء.
لكن رغم هذا التغير إلا أن أصوات نسائية ترى أن حضور النساء في هذه الانتخابات محتشم، وأن الطريق ما زال طويلاً لبلوغ هدف المناصفة الكاملة.
 
 
تقول عضوة الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب خديجة الرباح لوكالتنا، إن القانون التنظيمي لمجلس النواب خاصة المتعلق بالمقتضيات التي جاءت من أجل تشجيع المشاركة السياسية وتمكين المرأة، رغم أن الإجراء الجديد رفع العدد إلى 90 مقعداً عوضاً عن 60 مقعداً، إلا أنها تراه غير كافٍ، لأنه وبحسب رأيها حظوظ النساء في ولوج المؤسسات المنتخبة خارج نظام الكوتا يبقى ضئيلاً جداً.
ودعت خديجة الرباح الناخبين إلى الانخراط في العملية الانتخابية، من أجل اختيار وجوه وكفاءات في المستوى، وإعطاء فرص للنساء لولوج المجالس المنتخبة. 
 
 
وبالنسبة لإدراج اللوائح الجهوية للنساء في النظام الانتخابي تقول أمينة التوبالي عضو ائتلاف المناصفة دابا في تصريحها لوكالتنا وكالة أنباء المرأة "ستعطي الانتخابات نتائج إيجابية على مستوى الأرقام مقارنة مع المحطات السابقة... ثم على مستوى البرلمان سيشهد حضور نساء من كل جهات المغرب، وسوف يعزز مكانة المرأة بالجهة والأمر قد يساهم في تعود السكان على حضور النساء في التسيير المحلي وبالتالي قد يجعل الناس يتأقلمون مع النساء في مراكز المسؤولية".
وتشير إلى أن مهمة الأحزاب السياسية تتجلى في تأطير المواطنين والمواطنات، وعليهم أن يكونوا في مستوى هذه اللحظة خاصة وأن الانتخابات تعتبر امتحاناً حقيقياً للأحزاب فيها تسوق القوة وعبرها يظهر الضعف أيضاً.
ونوهت إلى أن الانتخابات التي شهدتها البلاد أمس الأربعاء، هي انتخابات مختلفة عن سابقاتها أولاً لأنها تأتي في ظروف استثنائية تزامناً مع جائحة كورونا التي مست العالم... ثم لأنها انتخابات شاملة.
ويشار إلى أن العملية الانتخابية استمرت إلى الساعة السابعة مساءً بتوقيت المغرب، فيما فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة، ومن المنتظر أن تعلن نتائج الانتخابات من طرف وزارة الداخلية المغربية في الساعات القادمة اليوم الخميس 9أيلول/سبتمبر.