حلقة نقاش بعنوان "النساء والمجتمع والحراك السياسي"
استضاف مسرح السرايا العربي أمس الأربعاء 8أيلول/سبتمبر، حلقة نقاش عرضت عبر الانترنت بعنوان "النساء والمجتمع والحراك السياسي"، لتسليط الضوء على المراحل التي مرت بها النساء
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2021/09/20220306-9-9-202125-jpg7c3e5e-image.jpg)
رفيف اسليم
غزة ـ .
أوضحت الباحثة ريهام أبو العسل خلال حلقة النقاش أن تاريخ الحركة النسوية في فلسطين طويل وليس نتاج يوم وليلة فقد بدأ منذ عام 1894، من خلال حراك نسوي رافض لبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، مشيرةً إلى أنه من هنا ارتبط العمل السياسي بالحركة النسوية وغزته ظروف الاستيطان لتصبح النساء مدافعات عن الأرض، ملفتةً أنه في عام 1904 تأسست أول جمعية نسوية سميت بـ "الأرثوذكسيات" لتصبح لتلك الجمعية بعد مدة قصيرة فروع في الكثير من المدن الفلسطينية.
وأشارت ريهام أبو العسل إلى أن تأسيس الجمعية السابقة تبعه انطلاق عدة جمعيات أخرى منها اتحاد النساء الفلسطينيات، واجتماع اتحاد النساء في حيفا عام 1935، الذي يعتبر من أهم مراحل العمل النسوي قبل أن تأتي النكبة الفلسطينية عام 1948 وتطرد الفلسطينيين من أراضيهم، منوهةً إلى أن بعد تلك الفترة تحديداً أصبحت التجمعات والحركات النسوية تقتصر على الطبقة الغنية من نساء المجتمع والمتوسطة فقط وانتهى عمل المؤسسات النسوية لفترة من الزمن.
وتستدرك ريهام أبو العسل أن بعد النكبة بسنوات معدودة تشكلت بمدينة الناصرة النهضة النسائية وقد استلهمت عملها من الظروف الصعبة التي خلفتها مجازر النكبة فعملت على تمكين النساء وتولي تعليمهن لكسر حالة العزلة والخوف التي خلقت لدى المرأة في تلك الفترة، وأضافت أنه في أواخر الثمانينيات بدأ يظهر الجيل الثاني من النساء اللواتي تلقين تعليمهن الجامعي ورغبن في العودة إلى فلسطين للنهوض بالحركة النسوية الفلسطينية وقد نجحن بالفعل.
وعلى خطى ذلك الجيل توضح ريهام أبو العسل أنه ظهر تنظيم "الفنار وجغفرا" تحديداً في عام 1991، وكانت وظيفتهم التنديد بقتل النساء على خلفية شرف العائلة ورفضهم للظلم الذي يتعرضن له، منوهةً إلى أن التنظيمان لم يلقيا ترحيباً من قبل المجتمع ولم تسانده أي من القوى كالتنظيمات اليسارية التي توجت لتكون عوناً لهما، إلا أن التنظيمين كان لهما أثر في تحول الحركة النسوية للعمق ومناقشة صلب قضايا النساء بعد عام 1997، لتصبح المؤسسات بالشكل الذي هي عليه اليوم في فلسطين.
فيما أوضحت رئيسة مجلس النساء العاملات والمتطوعات- نعمت، رغدة النابلسي، أن مفهوم النسوية جاء من الفكر اليوناني ويعني الرؤية النسوية الواضحة ومن وضعه رجل وليس امرأة وجاء أيضاً في أوروبا بمعنى حق النساء في التصويت لذلك في ظل استعراض تاريخ الحركة النسوية في فلسطين كان لابد أن يتم الرجوع لمصطلح النسوية وتوضيحه لجميع النساء كي يعلمن من أين جاء مفهوم "الفيمينزم"، ملفتة النظر إلى أن المفهوم انتقل للدول العربية كما هو دون مراعاة اختلاف البيئة.
وتشير رغدة النابلسي إلى أن تحرر الفكر النسوي يعني حرية المعرفة للنساء وهي جزء من التنظيم الفكري النسوي الذي تتقاطع معه أشكال عدة للتميز ضد النساء في المجتمع الفلسطيني ذات الأقليات المختلفة، موضحةً أن هؤلاء النساء اللواتي يقف المجتمع ضدهن هن من بنوا كبرى مؤسساته كجامعة بيرزيت أحد أعرق جامعات فلسطين التي أسستها نبيه ناصر قديماً لتعلم الفتيات داخلها خلال فترة النكبة، وقد تحولت اليوم إلى صرح أكاديمي يلتحق به آلاف الطلاب من الرجال والنساء.
وعن تأثير البيئة على العمل النسوي أشارت الناشطة النسوية والمحاضرة والباحثة في المركز الأكاديمي "روبين"، روز عامر، أنها كانت تسأل نفسها منذ أن كانت طفلة ما هو دور المدرسة والشارع في تربية الشابات وهل سيؤثر ما تتلقاه على إطارها المعرفي فيما بعد، لتجد أن الشابات في بيئتها كفر قاسم يتأثرن بالفعل على الرغم من اختلاف فكر عائلاتهم فيتحولن لنسخ يكملن تعليمهن ومن ثم يتزوجن والأدهى من ذلك كان غالبيتهن لا يمانعن الزواج المبكر، وهو ما أصابها بالإحباط كما قالت، إلى أن تأسست أول جمعية نسوية ببلدتها وأدركت أهمية وجودها بالنسبة للنساء.
وتعبر روز عامر أنها دوماً ما كانت تشعر أن هناك تقاطع في العمل النسوي بين كلاً الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن العمل النسوي تسيطر عليه مجموعة من السيدات هم من يمثلون القادة ويتحكمون بالرواد بعيداً عن منطقة النقب، مضيفة أنه من هنا أتى دورها للعمل في مؤسسات المجتمع المدني ببداية عام 2000، لتلفت النظر إلى أنه يمكن أن يكون في تلك المنطقة الصحراوية قادة للحراك النسوي وبالفعل استطاعت التأثير على إعداد الجيل القادم من خلال الإيمان بنفسها وبالطاقات الشابة الأخرى.