مؤتمر في غزة يسلط الضوء على واقع النساء الفلسطينيات

دعت المشاركات في المؤتمر إلى توفير الحماية للنساء واحترام حقوقهن والالتزام بمبادئ القانون الدولي، مشددات على ضرورة رفع الحصار عن القطاع؛ لتحسين واقع النساء على كافة المستويات.

نغم كراجة

غزة ـ عقد بيت الصحافة ـ فلسطين، مؤتمر يسلط الضوء على واقع النساء الفلسطينيات الأليم وعرض تجاربهن بمشاركة عشرات النساء والفتيات بالتزامن ما بين قطاع غزة ورام الله والناصرة، عبر تقنية الزووم.

خلال المؤتمر الذي انعقد أمس الثلاثاء 7 آذار/مارس، أكدت مديرة طاقم شؤون المرأة نادية أبو نحلة أن الثامن من آذار يمثل رمزاً لنضالات النساء ضد كل أشكال العنف والقمع والاضطهاد من أجل الحرية، مضيفةً "تواصل المرأة على مدار عقود طويلة مسيرتها النضالية، وكانت دوماً في مقدمة الحركة النضالية من أجل تحقيق العدالة المشروعة وصولاً إلى حق تقرير المصير".

وبينت أن النساء تتأثرن بشكل كبير جراء "سياسة الحصار والإغلاق والعقاب الجماعي والقيود المفروضة على حرية الحركة والتنقل خاصة المريضات ووصولهن للمستشفيات في الخارج"، مضيفةً الكثير من المريضات تفقدن حياتهن جراء المنع من السفر والحق في تلقي العلاج.

كذلك منع وصول الأجهزة الطبية للعيادات ذات الصلة المباشرة بصحة النساء خاصة مريضات السرطان والتي وصلت نسبتهن إلى 34%.

واستعرضت المؤسسات النسوية المشاركة في المؤتمر، أبرز الإحصائيات والانتهاكات التي "يمارسها الاحتلال بحق النساء، في غزة والضفة الغربية"، وبحسب الإحصائيات فقدت 677 امرأة حياتها خلال الهجمات الإسرائيلية المتكررة على القطاع خلال العشر سنوات الأخيرة، وشردت 288 امرأة بشكل قسري.

وأشارت نادية أبو نحلة إلى أنه خلال عام 2022 تقدمت 9538 امرأة بطلب الحصول على الموافقة للسفر لتلقي العلاج، ومنعت 3148 من السفر أي 33% من مجموع طلبات المرضى من النساء وغالبيتهن مريضات بالسرطان ولا تتوفر علاجاتهن في القطاع.

وأوضحت أن "المئات من الطالبات فقدن الفرصة في التعليم العالي والاستفادة من المنح التعليمية جراء منعهن من السفر، وكذلك منع غالبية النساء من المشاركة في المؤتمرات والبعثات الخارجية في الأعوام الأخيرة لتكريس العزلة والإقصاء للفلسطينيات".

وعن الاحتفال بالثامن من آذار لهذا العام تحت شعار "الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة"، لفتت إلى أن "قطاع غزة لا يزال يعاني من فجوة رقمية حيث تمنع من دخول الأجهزة لبناء شبكات الجيل الثالث من الإنترنت في ظل التكنولوجيا العالمية التي وصلت للجيل الخامس".

ونوهت إلى أن المؤتمر يسعى لفضح الانتهاكات التي تتعرض لها النساء واستعراض إحصائيات ومؤشرات معاناة النساء، والاستماع لتجاربهن "الواقع الاقتصادي الصعب للنساء تسبب بارتفاع معدلات الفقر والبطالة في صفوفهن".

 

 

وتحدثت مديحة كامل عن تجربتها حينما هُجّرت من منزلها بعد قصفه ولم تتمكن من أخذ المستلزمات الأساسية وصعوبة وصولها إلى مراكز الإيواء نتيجة الهجمات المتكررة على غزة "لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة حتى اللواتي لم تهجرن من منازلهن تشعرن بالرعب خوفاً من استهدافهن وتدمير منازلهن".

من جانبها أكدت الناشطة النسوية منى الفرا على أهمية المؤتمر ونوعية الأوراق البحثية التي تعكس بدقة معاناة واقع المرأة التي تعرضت للقتل والتهجير والإبادة والتمييز والعنصرية "لابد من رفع أصوات النساء عالياً ليرى العالم الدولي الانتهاكات التي تتعرضن لها".

 

 

بدورها عبرت الناشطة السياسية رقية خميس عن سعادتها بمشاركتها في المؤتمر الذي عرض واقع النساء على كافة الأصعدة وسرد تجاربهن المأساوية بمشاركة مجموعة كبيرة من النسويات والناشطات المدافعات عن حقوق المرأة ونصرة قضاياها.