مهرجان "السجادة الحمراء" يستمر في يومه الرابع بعرض قضايا النساء

جسد المهرجان في اليوم الرابع قصة امرأة تحمل قضية كبرى وهي ليلى الكيلاني التي فقدت والدها وأسرتها المكونة من 5 أفراد خلال الهجمات على غزة فتحولت من امرأة منطوية تكره السياسة ولا تخوض بمجالاتها لامرأة قوية تقود المظاهرات في الشوارع.

رفيف اسليم

غزة ـ يستمر مهرجان "السجادة الحمراء" لليوم الرابع على التوالي في عرض مزيج من الأفلام التي تتعلق بحقوق الإنسان والمرأة والطفل وقضايا المجتمع، وسط حضور حاشد من النساء اللواتي تتابعن العروض منذ اليوم الأول، لمشاهدة قضاياهن تعرض عبر الشاشة مصطحبات معهن أطفالهن اليافعين لتعزيز ثقافة الفن لديهم.

قالت إحدى أعضاء فريق الاستقبال بمهرجان السجادة الحمراء نغم الشوا، أنه في البداية كان هناك تخوف من حضور الجمهور خاصةً النساء لأن العروض مستمرة على مدار الأسبوع، لكن ما أن تقترب الساعة من السادسة تبدأ كل منهن تأخذ مقعدها استعداداً لبدء الأفلام التي ستعرض خلال الجلسة، مشيرةً إلى أنهن بعد خروجهن تسمعهن تتناقشن بشكل جدي في القضايا المطروحة أي أن نظرتهن للأمور نظرة تحليلية.

وترى أن سبب الإقبال كون المهرجان يقام لأول مرة في منطقة شعبية، وأن الدعوة تم توجيهها للنساء من خلال عدة طرق أولها المنشورات التي تم تعليقها في شوارع المنطقة قبل البدء والمعلقات الطويلة التي غطت الجدران، وصولاً إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي عرضت جدول كل يوم من العروض على حدى.

وأكدت على أن وجود سينما للنساء هو أمر ضروري وليس مجرد رفاهية لأنه نوع من أنواع التفريغ النفسي الذي يساهم بإيجاد تغيرات في نمط حياتهن، لافتةً إلى أن هناك تفاعل كبير يعم أرجاء القاعة فور انتهاء العرض بالتصفيق والمطالبة بمزيد من العروض التي أصبحت تمثل بالنسبة لهن روتين يومي.

 

 

وبدورها قالت إحدى الحاضرات في المهرجان شهد مشتهى إن وسم المهرجان "شوفونا" أثار الفضول لديها بأن تأتي خلال أولى أيام العرض وترى ما الذي يقدمه، مشيرةً إلى أنها يوم بعد يوم أحبت تلك العروض وتعلقت بها، خاصةً أنه يقدم الموضوعات التي تفضل مشاهدتها كتلك التي تعرض واقع المرأة والمجتمع والتراث الفلسطيني والشباب من هجرة وبطالة وغيرها من القضايا.

ودعت شهد مشتهى صديقاتها في الحي ومعلماتها في المدرسة وعائلتها كي تشاركنها مشاهدة العروض، خاصةً أن الأفلام تعرض لأول مرة، مضيفةً أن لوجود السينما أهمية في أن نقول للعالم أننا لدينا أحلام وطموحات ومواهب قادرة على توصيل الرسالة سواء من النساء أو الشباب في فيلم بسيط يختصر القضية ويقدمها بشكل أفضل.

 

 

ومن جانبها قالت إحدى الحاضرات رنا الغفري أنها سعيدة بالحضور النسائي اللافت للمهرجان خاصةً أنه يطرح العديد من المشكلات التي يعاني منها المجتمع وحلول لها عبر السينما، لافتةً إلى أنه في العروض السابقة تناولت قضية الهجرة بدءاً من تجميع النقود وحتى غرق القارب في وسط البحر، فالتقط الجمهور الفكرة أفضل من القراءة أو مشاهدتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت أنه تم تخصيص فيلم للمرأة في كل يوم من المهرجان، كي تعلم النساء أن همومهن مشتركة ومتقاربة، فاستعرض أحد الأفلام قصة امرأة عجز زوجها عن العمل فلم يستطيع الانفاق عليها وأطفالها، لتستسلم لليأس لكنها مع مرور الأيام أيقنت أنها ستموت هي وأطفالها من الجوع إن لم تنهض وتعمل، فبدأت مشروعها الخاص ونجحت بالرغم من العقبات، مشيرةً إلى أن رسالة الفيلم واضحة لجميع النساء وهي أن تبدأن بالعمل ولا تنتظرن المساعدة من أحد.

ولاحظت رنا الغفري أن النساء راقت لهن فكرة العروض لأنها تقدم بشكل مجاني وفي المنطقة ذاتها فلا تضطر النساء لدفع تكلفة المواصلات أو لقطع تذكرة في ظل الوضع المادي المتردي، فتقدم الأفلام كمبادرة للتثقيف وحسب، داعية النساء من خلال صفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن تتقدمن للحضور كي تستفدن من القضايا وتستطعن حل مشاكلهن بالطريقة المثلى، في ظل مشارفة المهرجان على الانتهاء.

 

 

ولأن في كل يوم تخصص بطلة للعرض، قد خص اليوم الرابع فتاة من نوع مختلف تحمل قضية كبرى وهي ليلى الكيلاني التي فقدت والدها وأسرتها المكونة من 5 أفراد خلال الهجمات على غزة عندما كانت تقيم مع شقيقها في ألمانيا، فتحولت من فتاة منطوية تكره السياسة ولا تخوض بمجالاتها لامرأة قوية تقود المظاهرات بالشوارع وتخاطب المجتمع الدولي رافعة القضايا بشكل رسمي لتطلب منه محاسبة "إسرائيل" على المجزرة التي ارتكبتها بحق عائلتها.

وتروي ليلى الكيلاني خلال أحداث فيلم "ليست مجرد صورتك"، كانت تخشى بالتصريح كونها عربية فلسطينية، خاصةً أن العربي يقابل بالهجوم والتنمر لكنها اليوم لا تخاف أن تقف في وسط ساحة وتصرح أنها من أصول عربية فلسطينية، مشيرةً إلى أن قضيتها أغلقت في عام 2019 بعد زيارتها لفلسطين ومحاولتها التعرف عليها وفتح الملف مع مؤسسات حقوقية تساعدها في جمع الأدلة التي تدين إسرائيل، لكنها ستواصل رفع القضية مرة أخرى وتتمنى من جميع النساء بكافة أقطار الأرض دعمها.