"حياة" مسرحية تسعى للوصول إلى بيئة آمنة خالية من العنف ضد النساء في فلسطين

تهدف مبادرة "نحو مجتمع فلسطيني خالٍ من العنف المبني على النوع الاجتماعي" إلى نشر الوعي بحقوق المرأة ورفض كل أشكال العنف الواقع عليها، والتركيز على الانتهاكات التي تتعرض لها النساء والفتيات.

نغم كراجة

غزة ـ نظمت جمعية فكرة للفنون التربوية العرض المسرحي "حياة" ضمن مبادرة "نحو مجتمع فلسطيني خالٍ من العنف المبني على النوع الاجتماعي"، التابع لمشروع حاضنات ثقافية في قطاع غزة، بدعم من الاتحاد العام للمراكز الثقافية؛ بهدف الوصول إلى مجتمع تسوده قيم العدالة والمساواة، ومناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة.

قالت منسقة مبادرة "نحو مجتمع فلسطيني خالٍ من العنف المبني على النوع الاجتماعي" التي نظمت أمس الخميس 13تشرين الأول/أكتوبر ثريا العجلة "أطلقنا المبادرة بهدف المساهمة في نشر الوعي بين أوساط الشباب في قطاع غزة حول قضايا قتل النساء بذريعة الشرف من خلال العمل الفني المسرحي، والوصول لبيئة آمنة للمرأة وعائلتها ضمن المجتمع، وتسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها النساء والفتيات".

ولفتت إلى أن المشكلة الجذرية للعنف ضد النساء تكمن في الثقافة الرجعية والنظرة الأبوية التي تنشأ عليها الأسرة وتتوارثها الأجيال، القائمة على فرض السيطرة والهيمنة على المرأة مما يهدد النسيج المجتمعي وهذا مؤشر قوي لارتفاع حالات العنف والقتل ضد النساء.

وأكدت على ضرورة توفير منصة متكاملة للخدمات الصحية والقانونية والنفسية؛ لتسهيل وصول النساء والفتيات ضحايا العنف للخدمات متعددة القطاعات، ومتابعة الأوضاع العامة للناجيات من العنف.

 

 

وبدورها قالت الناشطة النسوية والمجتمعية أمل زقوت أنه رغم وجود القوانين والاتفاقيات التي تضمن للمرأة حقوقها وتصون كرامتها إلا أنها غير مطبقة على أرض الواقع "لا تزال المرأة الفلسطينية تعاني من الثقافة الرجعية التي تقوم على أساس التمييز والتهميش وهذا يلغي مفهوم المساواة والعدل، وبالرغم من جهود المؤسسات والجمعيات النسوية في تأمين حياة النساء إلا أن قانون حماية الأسرة من العنف لم يقر بعد نتيجة التناقضات الدينية والاجتماعية والأسباب الغير منطقية".

وشددت على ضرورة تسليط الضوء على قضية العنف وتوفير سبل الحماية للنساء والفتيات والتركيز على قضاياهن ومشكلاتهن باعتبارهن أكثر الفئات هشاشة وتضرراً، ودعت إلى ترسيخ الثقافات الصحيحة والسليمة في عقول أفراد الأسرة للتقليل من وتيرة العنف المتزايدة في المجتمع.

 

 

وأوضحت حنين رضوان إحدى المشاركات أن الدور الذي قامت به في العرض المسرحي "حياة" هو واقع غالبية الفتيات في المجتمع الفلسطيني "جسدت دور الفتاة التي حرمت حقها في التعليم والعمل بسبب رغبة الرجال في العائلة حرمانها من إكمال الدراسة وتزويجها قسراً مقابل مبلغ من المال وكانت النتيجة إلحاق الضرر بها واتهامها بالخيانة من قبل الزوج بعد هجوم لص على المنزل في غيابه وشاهده ممداً بجانبها بعد رشه للمخدر بطريقة خاطئة".

وأشارت إلى أن المجتمع الفلسطيني بالتحديد هو الذي يقتل النساء والفتيات بدم بارد وينظر للحكم المخفف من "6ـ 7" شهور على أنه فترة قصيرة مؤقتة تبيح له قتل المرأة على خلفية الشرف بغية التخلص منها تحت مصطلح "غسل العار"، وطالبت بتكثيف الحملات التوعوية الميدانية حول التزويج المبكر والقسري الذي يعتبر أبرز أسباب انتشار العنف في فلسطين وخاصةً قطاع غزة.

 

 

وأكدت على ضرورة مواجهة العنف المتفاقم ضد النساء، وتطبيق القوانين الرادعة التي تحميهن وتعزز فرصة حصولهن على حقوقهن كاملةً، وتأمين حياة كريمة يسودها الأمان والسلام وذلك من خلال توفير مساحات آمنة لهن تلغي فكرة الاستراتيجيات الرجعية الخاطئة، وإحداث تغييرات مجتمعية تنافي العادات والتقاليد المغلوطة.