مهرجان "السجادة الحمراء" يخصص اليوم الثاني لتجسيد قضايا النساء

انطلقت فعاليات مهرجان "السجادة الحمراء" في غزة والضفة الغربية تحت شعار "شوفونا"، الخميس 13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وستستمر لمدة ستة أيام، بمشاركة مؤسسات فلسطينية وعربية.

غزة ـ خلال فعاليات افتتاح مهرجان "السجادة الحمراء" في نسخته السادسة بمركز "هولست" الثقافي شرق مدينة غزة، عُرض عدة أفلام تناولت واقع النساء وقضاياهن من مختلف دول العالم.

قالت إحدى القائمين على تنظيم مهرجان "السجادة الحمراء" وردة الجرو، إن المهرجان ينبثق عن مشروع سينما الشارع الذي يهدف لعرض قضايا مختلفة تتناولها الأفلام المعروضة في شوارع قطاع غزة التي منع سكانها من مشاهدة السينما حيث تم إغلاقها قسراً منذ سنوات عدة، مشيرةً إلى أن المشروع يستهدف أيضاً النساء والأطفال واليافعين بهدف تدربيهم للتعبير عن أنفسهم وقضاياهم من خلال الفن.

ولفتت إلى أنه من ضمن أهداف المشروع هو ترميم مسرح "هولست" الثقافي الذي كان في السابق مدمر بالكامل، ليستطيع اليوم استضافة عروض أفلام المهرجان من خلاله واستقبال الجمهور، مضيفةً أن المهرجان يناقش حقوق الإنسان والمرأة والطفل تحت شعار "شوفونا" لمحاولة وصل المدينة المحاصرة مع العالم بالخارج.

وأوضحت وردة الجرو أن المهرجان استقبل أفلام من كافة دول العالم فقد وصل عدد الطلبات إلى 300 طلب بمشاركة من 60 دولة على مستوى العالم في هذا العام، وغالبيتهم من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا والإمارات ولبنان والأردن وإيران، مؤكدةً أن فريق العمل كان جاهداً لتكون الأعمال الفلسطينية في مقدمة الأفلام المعروضة.

وأشارت إلى أن المهرجان خصص اليوم الثاني لمناقشة قضايا الطفل والمرأة كونها الأساس الذي تبنى عليه الأسرة، سواء من خلال أفلام الرسوم المتحركة أو الدراما، لافتةً إلى أن تلك الأفلام تعرض لأول مرة، وقد تم اختيارها من الضفة الغربية ودول عربية مختلفة، لذلك لم يتواجد أبطال تلك الأفلام وفريق العمل القائم عليها.

وبينت وردة الجرو أن "المرة الأولى التي أقيم فيها المهرجان كان عام 2015 بعد الحرب على غزة، ففرشت سجادة حمراء بين أنقاض البيوت المدمرة بفعل الهجوم الإسرائيلي عام 2014، وعرضت سلسلة أفلام في المكان"، مشيرةً إلى أن إدارة المهرجان تخلفت عن العروض عامين بسبب جائحة كورونا.

 

 

ومن جانبها قالت إحدى الحاضرات أسماء أبو ضاهر إن "الأفلام المعروضة اليوم تمثل واقع المرأة فقد تحدث فيلم "مريم" عن المرأة المتجذرة في أرضها، والتي ترفض أن يقصيها الاحتلال منها لتموت وهي تدافع عنها ببسالة وهذا حال جميع النساء اللواتي تعانين قهر وظلم المحتل في بقاع الأرض"، مضيفةً "ناقش فيلم أزرار واقع الطفولة في البلدان العربية والحقوق التي يحرم منها الطفل بسبب الظروف المادية لأسرته".

ولفتت إلى أن فيلم "ليبركرونوسوم" ناقش حالة مرضية لفتاة إيرانية مصابة بمرض وراثي يفقدها النظر، فتظهر الفتاة وهي تحاول أن تستوعب كيف ستعتاد على حياتها عندما تصبح كفيفة بشكل كلي فتحفظ الروائح والعلامات التي قد تكون دليل لها، مستعرضة حواراتها مع والداتها والجيران والضغط الذي تتعرض له، خاصةً بعد أن قررت السفر للعيش بدولة أخرى لتترك المخرجة النهاية مفتوحة في كيفية تأقلمها مع حياتها الجديدة.

وأشارت أسماء أبو ضاهر إلى أنه من بين الأفلام المعروضة فيلم "بنك الأهداف" الذي يعرض واقع النساء ومعاناتهن خلال الحروب، خاصةً عندما ينهار المنزل على رؤوسهن قبل الإخلاء ويصبح لديهن جريح أو قتيل وكيف تتعاملن مع الأمر، لتتداركن فقدانهن ملاذهن الوحيد في دقيقة وتستجمعن أنفسهن للمضي قدماً.

 

 

ميادة زقوت مسؤولة الأنشطة الاجتماعية في مركز "هولست"، قالت إن المركز أنشأ في عام 1998 ليحتضن العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية، مكملاً مهمته اليوم باستضافة مهرجان "السجادة الحمراء" للأفلام، مشيرةً إلى أنها سعيدة كون ثاني أيام المهرجان خصص لعرض أفلام المرأة وقضاياها المختلفة في السلم والحرب وفي الصحة والمرض.

وأوضحت ميادة زقوت أن المركز يخصص عدة أنشطة ثقافية للنساء كي تنخرطن بها وتتأكدن أن قضاياهن ليست مهمشة، مضيفةً كون المركز يقع في مكان شعبي تكون النساء متعطشات لتلك الفعاليات المميزة، وتحرصن على الحضور برفقة أطفالهن لتزرعن بهم حب الفن ويطلعوهن على عالم آخر لم يشاهدوه من قبل، لذلك تتمنى أن تستمر تلك الأعمال طوال العام.