"بداية النهاية"... النشطاء الإيرانيون يدعون لتظاهرات حاشدة

لا تزال الاحتجاجات الإيرانية مستمرة في جميع أنحاء البلاد حيث دخلت شهرها الثاني رغم القمع الذي يواجهه المحتجين.

مركز الأخبار ـ دخلت الاحتجاجات الإيرانية، أسبوعها الخامس رغم حملة أمنية أودت بالعشرات، فيما دعا ناشطون إلى تظاهرات جديدة في أنحاء البلاد استنكاراً لوفاة الشابة مهسا أميني.

وجه النشطاء دعوة على الإنترنت إلى تظاهرات جديدة في أنحاء البلاد اليوم السبت 15 تشرين الأول/أكتوبر، تحت شعار "بداية النهاية"، استنكاراً لوفاة الشابة الكردية مهسا أميني، في وقت دخلت حركة الاحتجاج أسبوعها الخامس رغم حملة أمنية أودت بعشرات الأشخاص.

وتزامنا مع إطلاق دعوات على الإنترنت وعبر الرسائل النصية لتنظيم الاحتجاجات، أفادت تقارير بوجود خلل وقطع في خدمات إرسال الرسائل القصيرة الجماعية وخدمات الإنترنت وبمنصات التواصل الاجتماعي كانستغرام وواتسآب، كما أعلن موقع "كاوه نكار" الذي يقدم خدمات الرسائل النصية في البلاد عن وقف خدماته.

وقال النشطاء "يجب أن نكون حاضرين في الساحات، لأن أفضل اتصال (VPN) هذه الأيام هو الشارع" في إشارة إلى شبكات افتراضية خاصة تستخدم للالتفاف على قيود الإنترنت.

وتتصدر الشابات الإيرانيات التظاهرات التي تجوب العديد من مدن إيران وشرق كردستان، منددات بممارسات السلطات، وتعبيراً عن احتجاجهن خلعت عدد منهن حجابهن وواجهن قوات الأمن في الشارع، كما تشارك تلميذات المدارس في تظاهرات خاطفة لتفادي اعتقالهن، كما يشاهد في تسجيلات مصورة نشرت على الإنترنت.

وقد هاجم ضباط  يرتدون الزي الرسمي على مدرسة ثانوية في أردبيل، ما أدى إلى فقدان فتاة حياتها وإصابة 10 طالبات واعتقال 7 أخريات.

وتشير تقارير إلى أن عدداً من المتقاعدين والمنتسبين للباسيج والحرس الثوري الإيراني يرفضون المشاركة في البرامج المنظمة لمواجهة الانتفاضة.

 

إدانات دولية ودعم تكنولوجي

وأثارت الحملة الأمنية إدانات دولية وفرض عقوبات على إيران من قبل بريطانيا وكندا والولايات المتحدة، وقد أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن "اندهاشه" حيال الاحتجاجات الجماعية في إيران، مكرراً دعمه لها "أدهشني ما أيقظته الاحتجاجات في إيران. أيقظت شيئاً لا أعتقد أنه سيتم إسكاته لوقت طويل، وطويل جداً"، مؤكداً على ضرورة أن "تضع إيران حداً للعنف ضد مواطنيها الذين يمارسون حقوقهم الأساسية".

من جهته جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعم الولايات المتحدة للاحتجاجات الشعبية ضد النظام الإيراني، مبرزاً العقوبات التي فرضتها واشنطن ضد المسؤولين عن قمع التظاهرات، كاشفاً خلال لقائه مع نشطاء إيرانيين في واشنطن، أن الإدارة الأمريكية تعمل على ترخيص يسمح بتقديم التكنولوجيا التي من شأنها أن تسمح للإيرانيين بالتواصل مع بعضهم البعض ومع العالم الخارجي، والالتفاف على الغلق الممنهج لوسائل التواصل والإنترنت.

ويؤكد محللون سياسيون على أن الاحتجاجات التي تجوب إيران اليوم، تمثل تحدياً أكبر للسلطات مقارنة بالتظاهرات التي اندلعت في 2019 احتجاجاً على رفع أسعار الوقود بشكل مفاجئ.

 

التحرش بمتظاهرات

وفي خطوة قلما تحدث أعلنت شرطة طهران أمس الجمعة، أنها ستحقق في سلوك أحد عناصرها بعد تقارير عن تحرشه بمتظاهرة أثناء محاولة توقيفها على هامش مشاركتها في الاحتجاجات، وهو ما يظهره مقطع فيديو أشعل موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين "بالعدالة" وباستقالة مدير الشرطة.

 

انسحاب الفنانين من المهرجان

وإلى جانب احتجاج الفنانين المخضرمين ضد النظام، انضم صانعو الأفلام الشباب أيضاً إلى الاحتجاجات برفضهم المشاركة في مهرجان طهران للأفلام القصيرة، المقرر أن يبدأ في السابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وبدأت هذه الحركة الاحتجاجية بانسحاب المصورين السينمائيين مثل فاردين خلتاباري وحسن حسيني، ومن بعدهم صناع أفلام ممنوع السماح بأعمالهم، للمشاركة في هذا المهرجان تم قبولهم وقد أعلنوا أنهم لن يشاركوا في المهرجان، على الرغم من أنه وفقاً للوائح هذا المهرجان، بعد قبول الأفلام لا يمكن سحبها ولهذا السبب أعلن أصحاب الأعمال مراراً أنهم لن يذهبوا إلى المهرجان .

كما أعلن بعض صانعي الأفلام الوثائقية أنهم لن يشاركوا في مهرجان حكات السينمائي المقرر إقامته بعد فترة وجيزة من مهرجان طهران للفيلم القصير والمتعلق بالأفلام الوثائقية.

 

200 مسؤول إيراني يشتبه تورطهم في قمع التظاهرات

نشرت منظمة "العدالة من أجل إيران" قائمة تضم أسماء 200 مسؤول إيراني في 16 محافظة، يشتبه بتورطهم في قمع المتظاهرين خلال انتفاضة الشعب الإيراني ضد النظام.

ومن المحافظات التي ورد ذكرها في التقرير، بلوشستان، وأذربيجان الغربية، وكردستان، وطهران، والبرز، وخراسان رضوي، وهرمزكان، وقزوين، وكوهكيلويه وبوير أحمد، وأصفهان، وزنجان، وسمنان، وإيلام، وكيلان، وكرمانشاه ومازاندران.

كما ذكرت المنظمة أسماء وصور بعض المسؤولين الحكوميين في مدن هذه المحافظات الذين لعبوا دوراً في قمع المحتجين، ومنهم المحافظون، وقادة قوة الشرطة، وقادة الحرس الثوري، ورؤساء القضاء، والمدعون العامون.

وأوضحت المنظمة إنه سيتحول هؤلاء من مشتبه بهم إلى متهمين ويمكن عرض هذه الملفات على الساحة الدولية واستخدامها في اليوم التالي للإطاحة بالنظام الإيراني.

وفي الأيام الماضية، حاول المواطنون في إيران التعرف على منفذي القمع وتعريفهم من خلال نشر صور القمع العنيف للمواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي.