جمعية مغربية تطالب الحكومة بأخذ العنف المنزلي أولوية لرفع الظلم عن النساء
طالبت بشرى عبدو رئيسة جمعية التحدي للمساواة، الحكومة المغربية، بأخذ العنف المنزلي كأولوية لرفع الحيف عن النساء المتخوفات من اللجوء للمحاكم
المغرب ـ .
قالت بشرى عبدو التي كانت تتحدث صباح اليوم الثلاثاء 30 تشرين الثاني/نوفبر في ندوة صحفية عقدت في مدينة الدار البيضاء، بمناسبة إطلاق الجمعية لمشروع جديد اختارت له شعار "كلنا نبلغوا على العنف الممارس على النساء"، إن خطورة الوضع تكمن في عدم قدرة النساء اللواتي يتعرضن للعنف على التبليغ بسبب الخوف أو الجهل أو عدم الثقة في المؤسسات.
وبينت أن الجمعية تستقبل سنوياً 300 حالة عنف، لكن خلال الحجر الصحي تجاوز الرقم 700 حالة تعنيف خلال ثلاثة أشهر فقط من الحجر الصحي الذي كانت فرضته السلطات خلال السنة الماضية، بسبب جائحة كورونا، ثم انتقل العدد إلى 1000 حالة تعنيف السنة الجارية.
واستحضرت الناشطة الحقوقية أرقام المندوبية السامية للتخطيط، مشيرةً إلى أن 10 بالمئة فقط من المعنفات يلجأن للتبليغ عن العنف الممارس عليهن، بينما تلوذ البقية بالصمت، في الوقت الذي تجهل أكثر من 63 بالمئة من النساء وجود مؤسسات تحميهن من العنف سواء كان جسدياً أو نفسياً أو اقتصادياً أو جنسياً أو قانونياً أو رقمياً.
كما تحدثت عن صورة المرأة المعنفة داخل تقرير النموذج التنموي الجديد، الذي اعتبرها امرأة مقاتلة تبحث عن المساعدة لأخذ حقها واسترجاع كرامتها وجبر الضرر الذي تعرضت له، كما شددت رئيسة الجمعية على التصدي لظاهرة الإفلات من العقاب التي تزيد من تعنت الجاني.
وخلال حديثها عن المشروع الجديد الذي أطلقته الجمعية "كلنا نبلغوا على العنف الممارس على النساء"، الذي يهدف لمناهضة العنف الموجه ضد النساء، قالت إن المشروع تم إطلاقه خلال هذه الظرفية التي تتزامن مع الأيام الأممية لمحاربة العنف ضد النساء والفتيات، بهدف تحسين نظام التبليغ عن العنف، ونشر ثقافة المساواة ومحاربة الأفكار النمطية وأحكام القيمة، عبر وضع نظام فعال للتوجيه والتوعية والإبلاغ.
وعن الفئات التي يستخدمها المشروع قالت إنه يستهدف أطر الجمعيات والرجال وسائقي سيارات الأجرة والصيادلة، وتجار القرب، مشيرةً إلى أن هذه الفئات لو كانت تعلم ماهي الجمعيات التي تعمل في مجال محاربة العنف ضد النساء، والجهات التي تتوجه لها النساء في حالة تعرضهن للعنف، وطرق التبليغ يمكن أن يخففوا ويساعدوهن من موقعهم في التخفيف من وطأة العنف الذي تتعرض له المرأة في المجتمع، عن طريق تقديم المساعدة، إذا ما صادفوا امرأة تعرضت للعنف ولا تعرف كيفية التبليغ، حينذاك يمكن توجيهها للمراكز المختصة.
وأوضحت رئيسة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، أنه رغم ضعف نسبة النساء اللواتي يبلغن عن العنف الممارس في حقهن، إلا أنه خلال فترة الحجر الصحي شهد العدد ارتفاعاً كبيراً، بحكم أن الجائحة أجبرت النساء والرجال البقاء تحت سقف واحد لمدة طويلة، ما دفعها إلى عدم الصمت، حيث خلال تلك الفترة تم اكتشاف حجم المعاناة داخل البيوت، وأوردت أن الجمعية أطلقت خلال تلك الفترة مبادرة للاستماع إلى النساء المعنفات قصد توجيههن عن بعد من خلال تقديم خدمات قانونية وصحية واجتماعية، إلى جانب التنسيق مع جمعيات صديقة تشتغل على نفس الظاهرة، وتمت إحالة عدد من الملفات إلى الجمعيات المتواجدة بمدن أخرى، فيما اعتمدت الجمعية على إمكانياتها المحدودة لتوفير الحاجيات الآنية، والإيواء المؤقت خلال فترة الحجر الصحي.
يشار إلى أن المشروع الجديد الذي أطلقته الجمعية "كلنا نبلغوا على العنف الممارس على النساء"، يتم تنفيذه بدعم من السفارة الفرنسية في المغرب.