بين الحقوق والعادات... جهود لمناهضة العنف ضد المرأة في سبها

يسعى الاتحاد النسائي الليبي في مدينة سبها إلى مناهضة العنف ضد المرأة من خلال جلسات التوعية القانونية والاجتماعية وجلسات الدعم النفسي التي يقدمها للنساء من أجل التعامل مع العنف.

منى توكا

ليبيا ـ دشن الاتحاد النسائي الليبي بمدينة سبها فعاليات الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، التي تنطلق في 25 تشرين الثاني/نوفمبر وتتواصل حتى 10 كانون الأول/ديسمبر.

قالت أميرة نوري مسؤولة الأنشطة والبرامج في الاتحاد النسائي، إن الحملة تهدف إلى رفع الوعي بقضايا العنف ضد المرأة وتوعية النساء بسبل مواجهته ومكافحته، وتتضمن الحملة أنشطة متنوعة، من بينها جلسات توعوية قانونية واجتماعية وجلسات دعم نفسي تساعد النساء على التعامل مع العنف.

وأضافت "مع مرور السنوات، لاحظنا الحاجة لتطوير المواضيع التي نقدمها. في البداية، ركزت الحملة على تعريف النساء بأشكال العنف المختلفة التي قد تتعرضن لها أو يمارسنها دون وعي، سواء في أسرهن أو مجتمعاتهن. لاحقاً، توسعت الأنشطة لتشمل التوعية بالقوانين مثل قانون العمل وقانون الأحوال الشخصية، وكذلك تقديم الدعم القانوني للنساء ضحايا العنف".

وأشارت أميرة نوري إلى أن الحملة تستهدف أيضاً اللاجئات والنازحات "نسعى لتوعيتهن بحقوقهن والخدمات المتوفرة لهن في حال تعرضن للعنف، ولكيفية تفادي مثل هذه المواقف نعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للجلسات والأنشطة، بالإضافة إلى قوائم النساء المستفيدات اللواتي تترددن على المركز".

وأضافت "في البداية، واجهنا مقاومة مجتمعية نظراً لجدية الموضوع، ولكن بمرور الوقت، أصبح هناك استجابة وتقبل أكبر، خاصة بعد أن بدأت النساء تلمسن الفوائد من هذه الجلسات، سواء في علاقاتهن الأسرية أو وعيهن بحقوقهن الوظيفية".

وأبرزت التحديات التي تواجه الحملة، مشيرة إلى أن "الأعراف والتقاليد السائدة في المجتمع غالباً ما تعزز مفهوم العنف ضد المرأة، حتى وإن كانت بعيدة عن تعاليم الدين بالإضافة إلى ذلك، بعض النساء لا تدركن أهمية حضور مثل هذه الجلسات إلا بعد تجربتها ورؤية الفوائد بأنفسهن".

كما أكدت على أن الخدمات التي يقدمها المركز تشمل الدعم القانوني والصحي وحتى المساعدات المالية والعينية، قائلة "نحرص أيضاً على تقديم دورات مجانية لتطوير المهارات الحياتية وريادة الأعمال، بهدف تمكين النساء وجعلهم أقل عرضة للعنف".

وفي ختام حديثها قالت أميرة نوري إنه "رغم أن الحملة تُركز بشكل كبير على حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف، إلا أننا نعمل على مدار العام لتقديم جلسات توعوية وقانونية تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى المرأة وتمكينها من مواجهة مختلف التحديات".