أزمة إنسانية في غزة والأطفال بلا غذاء مع استمرار الغارات
على الرغم من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تواصل القوات الإسرائيلية شن الغارات الجوية على مناطق متفرقة من القطاع وسط نقص حاد في الاحتياجات الإنسانية والتي لا تزال هائلة وتتطلب استجابة عاجلة وشاملة.
					مركز الأخبار ـ فاقمت الحرب التي استمرت لعامين في غزة، المعاناة الإنسانية للسكان وخلفت آلاف القتلى والمصابين فضلاً عن تدمير شبه كامل للبنى التحتية وانتشار المجاعة وتفشي الأمراض والأوبئة بين السكان.
رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تستمر القوات الإسرائيلية في تنفيذ قصف مدفعي مكثف وإطلاق نار من الدبابات المتمركزة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، وسط تصاعد ملحوظ في العمليات الميدانية.
وقالت مصادر محلية في غزة، أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت سلسلة من الغارات الجوية العنيفة في ساعات الفجر الأولى اليوم الاثنين الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، استهدفت مناطق شرق المدينة تزامناً مع عمليات تفجير ونسف للمنازل السكنية في المنطقة ذاتها.
وتواصل القوات الإسرائيلية قصفها المكثف للمناطق الشرقية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بالتزامن مع تحليق واسع للطائرات المسيرة في أجواء المنطقة، كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات استهدفت عدة منازل شرق مدينة غزة، وذلك في ظل استمرار عمليات التفجير التي تمركزت في ما يعرف بـ "المنطقة الحمراء" حيث جرى استهداف مبانٍ خالية بشكل متقطع، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات حتى اللحظة.
يأتي هذا بينما تواصل القوات الإسرائيلية منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، تنفيذ ضربات داخل القطاع ومنع دخول المساعدات بالكميات المتفق عليها.
أكثر من مليون طفل بلا غذاء
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" بأن أكثر من مليون طفل في قطاع غزة لا يزالون يعانون من نقص حاد في المياه والغذاء، مشيرةً إلى أن آلاف الأطفال يخلدون إلى النوم وهم جياع، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة تيس إنجرام، إن وقف إطلاق النار يُعد خطوة إيجابية، لكنه غير كافٍ لمعالجة أزمة الجوع أو لضمان توفير مياه شرب آمنة للأسر المتضررة، مشيرةً إلى أن الاحتياجات الإنسانية في القطاع لا تزال هائلة وتتطلب استجابة عاجلة وشاملة.
وأوضحت أن البنى التحتية للمياه والرعاية الصحية في القطاع تعرضت لدمار واسع النطاق، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان الذين يواجهون يومياً تحديات البقاء في ظل انهيار المستشفيات ونقص حاد في الإمدادات الأساسية، وعلى الرغم من تسجيل زيادة طفيفة في المساعدات الإنسانية منذ بدء الهدنة، إلا أن الكميات التي تصل إلى القطاع لا تزال أقل بكثير من مستويات ما قبل الحرب ولا تغطي سوى جزء بسيط من الاحتياجات الهائلة للسكان.
ولفتت الانتباه إلى الآلاف من الأطفال في غزة اللذين ينامون جياعاً فيما يعاني آخرون من الألم داخل المستشفيات دون تلقي العلاج اللازم بسبب النقص الحاد في الأطباء والأدوية، مضيفةً أن الأوضاع الإنسانية لا تزال خطيرة للغاية فالجهود الدولية يجب أن تتركز على ضمان تدفق المساعدات بشكل مستدام لتلبية احتياجات الأطفال والعائلات التي تواجه خطر الجوع والمرض يومياً.