استوديو مفتوح... فتيات تطرحن قضايا مجتمعية عبر الفن البصري

ابتكرت ثلاث فتيات فلسطينيات مشاريع فنية جسدن من خلالها الواقع الذي تعيشه غزة بطريقة غير مألوفة وتقليدية.

نغم كراجة

غزة ـ جسدت مشاريع فنية لثلاث فتيات فلسطينيات، واقع النساء والفتيات في قطاع غزة مع الخوف والرهبة والأعراف والمجتمع.

قالت الفنانة التشكيلية إسراء الأشقر "البطانية هو مشروع تركيبي لم يسبق له وجود قبل هذه المرة، حيث يعبر عن البطانية الملقاة على الأرض أثناء انقطاع الكهرباء والذي تشكل عدة هواجس للأطفال في مقتبل العمر، كذلك أصبحنا نرى البطانية فوق الجثث في الحروب والنكبات مما يزيد حدة التشتت والضغوطات النفسية لعين المشاهد، والدافع من هذا العمل هو تجربة حية يعايشها الجميع".   وأوضحت أنها بدأت فكرتها منذ أربع أشهر بتجميع الأقمشة القديمة والبالية نظراً لأنها تحمل رمزية ودلالة بصورة أكبر وسرعة في وصول الرسالة المراد إيصالها، مضيفةً "منذ طفولتي وأنا أعاني من مشهد البطانية خاصة في حالة الحروب التي تطرأ فجأة على قطاع غزة وينتابني الذعر والفضول في تفسير الأجسام المخبأة تحتها وكيفية ربطها بين الماضي والحاضر والذكريات الأليمة المرتبطة بها وإن كل بطانية تحمل قصة معينة لكل شخص خاصة الفئات الأكثر هشاشةً وتضرراً وهم النساء والأطفال". 

ومن جانبها قالت الفنانة حليمة الكحلوت "حاولت إنشاء رؤية خاصة للواقع الذي أراه من خلال تحويل المشاهد اليومية إلى مجسمات كرتونية ضخمة توازي حجم الإنسان الطبيعي حتى تعمل كنوع من العدسات المكبرة التي تضع المشاهد في واقع جديد بأسلوب خيالي غير تقليدي، حيث أن الأدوات الحادة التي أصنعها تدل على التجزئة والفرم التي تجسد مفهوم القسوة الممارس على فئات المجتمع منهم الطفل والمرأة".  

وأوضحت أن الأدوات التي تجسدها بقدر ما هي توفر الوقت والجهد إلا إنها تحمل في مضمونها الألم والقسوة عند تطبيقها على الإنسان "فكرة المشروع تضع العديد من القضايا المجتمعية تحت المجهر، عندما يرى المشاهد نتاج العمل الفني يبدأ تساؤله هل يمكن أن نعيش أحرار وسط الفرم والتجزئة الممارس علينا؟".

وأضافت "أطلقت على المشروع اسم 'خطوة خارج منطقة الراحة' والذي يحمل في معناه أن الأشياء اليومية البسيطة تحمل مفاهيم الخوف والرهبة"، لافتةً إلى أن "كل أداة بسيطة في حياتنا اليومية لها تأثيرها العاطفي والنفسي على المشاهد".

 

 

ومن جهتها أوضحت الفنانة الفلسطينية أمل النخالة "استطعت من خلال مشروعي إلغاء الفكرة النمطية التي تتحدث عن الحروب والضحايا، وركزت على محاور أخرى تبعث الأمل والإيجابية باعتبار قطاع غزة مدينة طبيعية ولها آفاق مستقبلية"، موضحةً أن كل شخص يعيش في هذه المدينة هو خيالي نتيجة الأحداث الصعبة والمهولة التي مررنا بها، وتأقلمنا على العيش والتعامل معها على أنها عادية وتمكنت من رسم خمسة استكشافات مسرحية في يومين تحت عنوان "بدون حد".

وعن فكرة المشروع قالت إنها اختارت شخصية خيالية لا تمتلك أي معالم ولا هوية لكنها حقيقية وواضحة ويمكن أن تتخذ أي شكل تريده "من الممكن أن تجسد هذه الشخصية الخيالية امرأة تحارب النظرة الدونية وتوصيل رسالتها بوسيلة مختلفة عما اعتدنا عليه، حيث أننا أصبحنا نسمع عن الكثير من النساء اللواتي تسلب حقوقهن وحريتهن تبعاً للأعراف المجتمعية البالية التي تضطهدهن".

وأشارت إلى أنها اختارت مجموعة من الطيور والجمادات داخل المشروع الفني مثل طائر الفينيق الذي ربطت بينه وبين الأشخاص الذين انتشلوا من تحت الأنقاض أثناء الحروب والنكبات بأعجوبة، وشخصية ايكاروس وربطه بالأفراد الذين حاولوا الانتحار وفشلوا في آخر لحظة، مؤكدةً على أنها نجحت في توظيف الشخصيات والمدلولات كونها تتناسب مع مدينة غزة والأحداث الخيالية التي تجرى بها.

وصرحت أنها على قفزة جديدة من النجاح والابداع في هذا العمل حيث ستقوم بتحويل الاسكتشات المرسومة إلى كتب قصصية ذات طابع جديد وغير مألوف وسيتم توزيعه في أرجاء المحافظة.

وأضافت أن الفتيات سيستكملن بإنتاج وتطوير مشاريعهن الفنية بعد الانجاز الباهر الذي حققنه في الإقامة الفنية؛ لتقديمها للجمهور بالشكل النهائي والأخير في المعرض الجماعي المقرر تنفيذه في أواخر كانون الأول/ديسمبر القادم.