"تأثير خطاب الكراهية على النساء" مضمون مؤتمر في غزة

أكدت المشاركات في المؤتمر على ضرورة تعزيز الوعي والحماية الرقمية للمرأة بما يضمن لها الوصول إلى القطاعات الآمنة، وبناء مهارة تكنولوجية تمنع تعرضها للمضايقات والانتقادات السلبية، واعتماد استراتيجية شاملة لمكافحة التحريض السياسي ضدها.

نغم كراجة

غزة ـ عقدت مؤسسة فلسطينيات مؤتمراً ناقش خطاب الكراهية وتأثيره على المرأة تحت مسمى حرية الرأي، حيث تم استعراض مجموعة من الأوراق البحثية والشهادات الحية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

أوضحت مديرة مؤسسة فلسطينيات وفاء عبد الرحمن خلال المؤتمر الذي عقد تحت شعار "الشباب وخطاب الكراهية منبت الأزمة وآليات المواجهة" أمس الثلاثاء 21 شباط/فبراير أن "خطاب الكراهية ساهم في نشر الاضطهاد والعنف بمختلف أشكاله ضد الفئات المهمشة خاصة النساء حيث أن الغالبية ينتقد ويسيء تحت مسمى حرية الرأي مما شهدنا ارتفاع في وتيرة الخلافات والعنف المجتمعي".

وطالبت بالعمل على زيادة الوعي حول أثار هذه الخطاب ومخاطره على الأفراد والمجتمع، والتمييز بين مفهومي خطاب الكراهية وحرية التعبير، وضرورة تهيئة المجتمعات وتوعيتهم بكيفية التعامل مع الفئات المهمشة في ظل وجود الأزمات.

فيما تطرقت الناشطة الحقوقية بثينة السفاريني في الورقة التي أعدتها إلى أثر خطاب الكراهية خلال الأزمات كأزمة فايروس كورونا عام 2020 ودورها في تعزيز الخطاب الموجه ضد النساء تحديداً وما نتج عنه من حالات عنف داخل الأسرة "فخطاب الكراهية الموجه ضد النساء سهّل وقوع العنف وشرعنّه في بعض المرات بدعوى الحديث عن الصالح العام".

بينما بينت الباحثة وعد عصيدة أن المجتمع الفلسطيني بات ضحية خطاب الكراهية والموروث لتكون المرأة تحت مقصلة هذا الخطاب عبر عادات وأفكار متوارثة حول وضعها الخلقي والجسدي وما هي وظيفتها "هنالك العديد من أشكال خطاب الكراهية التي تنتقص من الكرامة الإنسانية للمرأة وترفض وجودها من النسل كالأمثال الشعبية التي ترسخ الموروثات اللفظية في الذاكرة، فمن هذه الأمثال الشعبية التي تحتوي خطاباً صريحاً بالكراهية يا جايب البنات يا شايل الهم للممات، اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24، عقربتين على الحيط ولا بنتين في البيت".

وأبدت الناشطة المجتمعية نيللي المصري رأيها حول خطاب الكراهية الموجه ضد المرأة "تتعرض النساء لخطاب الكراهية بعدة أشكال سواء مباشرة أو غير مباشرة كانتقاد مظهرها وطبيعة عملها وطريقة تفكيرها وفهم الصورة بقالب مضاد من الطرف الذي ينتقد ليمنح نفسه الانتقاد بدافع حرية التعبير وللتحريض على العنف".

الناشطة الحقوقية وردة الشنطي وهي من ذوات الإعاقة البصرية تقول "النساء جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني لكن هنالك نظرة سلبية مبنية على العادات والتقاليد وتبرير العنف للنساء تتوافق مع الأعراف الاجتماعية والبيئية التي تعشن بها، لذلك نجد أن خطاب الكراهية تتفاوت آثاره ونسبته حسب البيئة التي تتواجد بها المرأة".

ونوهت إلى أن النساء والفتيات ذوات الإعاقة تحديداً هن الأكثر عرضة لخطاب الكراهية فهن تتعرضن لجملة من التحديات والصعوبات خاصة أثناء بحثهن عن فرص عمل ويتم إقصاءهن بدافع الإعاقة إلى المعاملة التي ترمز للشفقة والتعاطف "هنالك الكثير من المواقف التي حاول الطرف الأخر بلفظ كلمة "عمياء" سواء مقصودة أو غير مقصودة وتجريحي بها لكن هذه الأحداث صنعت مني شخصية ناجحة ومؤثرة".

ودعت الناشطين/ات على مواقع التواصل الاجتماعي برفع صوت واحد لمكافحة خطاب الكراهية بالإضافة إلى تنفيذ حملات ضغط ومناصرة للحد من انتشارها.

 

 

ومن جانبها قالت الباحثة ظريفة حسن "يؤثر خطاب الكراهية السياسي على النساء بدرجة كبيرة حيث يدفعهن إلى التغاضي عن المشاركة السياسية وتغيبهن عن مواقع صنع القرار فعندما ترى أشكال الخطاب من منشورات وبرشورات فأن ذلك يدفعها للتنحي عن مشاركتها سياسياً".

وأوضحت أنه عند استهداف خطاب الكراهية السياسي النساء السياسيات يعمل على إبعادها عن الساحة ووصفها بالعديد من الوسوم تبعاً للأعراف التي يتبعها ما يقارب 70% من المجتمع منها المضايقات والانتقادات على أصغر التفاصيل التي تفعلها المرأة.

وحول خلق حلول لمواجهة خطاب الكراهية الموجه ضد النساء قالت "حتى الآن لا توجد آليات لإبعاد المرأة عن خطاب الكراهية وخاصة السياسي نظراً لأنه متجذر بشكل كبير في المجتمعات، وتكمن الآليات في التنشئة الأولية لها والقدرة على التفريق ما بين خطاب الكراهية وحرية التعبير، وزيادة ثقتها بذاتها".

 

 

من جهتها أوضحت الأكاديمية حنين حجي أن المجتمع الفلسطيني وقع ضحية خطاب الكراهية، وبشكل عام المرأة الفلسطينية مضطهدة ومعنفة دون أن تقترف ذنب ولكن لأنها متواجدة في بيئة تنصاع للعادات البالية "خطاب الكراهية متواجد منذ سنوات طويلة لكن التطور التكنولوجي ساعد على انتشاره وازدياده".

واستعرضت قضية مقتل الشابة إسراء الغريب عام 2019 من قبل ذويها بدعوى الشرف حيث أثارت القضية الرأي العام وأحدثت ضجة عبر مواقع التواصل "هنالك فئة كبيرة بررت جريمة الجناة وألقت التعليقات السلبية والكلمات المسيئة والمهينة للمرأة والتحريض على العنف وكل هذا تحت مسمى حرية التعبير عن الرأي ولكن في الحقيقة هو شكل من أشكال خطاب الكراهية الخطير على المجتمع".

وطالبت بضرورة محاربة خطاب الكراهية لأنه يشجع العنف ضد المرأة ويزيد وتيرته، بالإضافة إلى زيادة المشاكل الأسرية وارتفاع معدلات الطلاق.