روجين قادري

سردشت ـ المرأة هي الصندوق الأسود للحضارة، ومصدر الحياة وثقافة المجتمع، فهي التي صنعت الحياة ورفعت المجتمع إلى مستوى عالٍ من التطور في بداية الحضارة وقبل النظام الأبوي، كما أنها تسعى الآن إلى حماية نفسها والمجتمع من خلال الحفاظ على لغتها الأم.

بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم الذي يصادف اليوم الثلاثاء 21 شباط/فبراير من كل عام، أجرت وكالتنا لقاء مع نساء مدينة سردشت بشرق كردستان حول الحق في التعليم بلغتهم الأم.

أفين معروفي طالبة تقوم بتدريس اللغة الكردية بالإضافة إلى دراستها، وعن هدفها من تعليم اللغة الكردية للطلاب تقول "يجب استخدام اللغة الكردية ليس فقط في المحادثة ولكن كلغة للعلوم، وكتابة المقالات العلمية بهذه اللغة، ويجب أن تصبح لغة رسمية وإدارية، وهي أحد حقوقنا الأساسية. إذا لم يتم استخدام اللغة الكردية بكل أبعادها، فإنها معرضة لخطر الزوال".

وعن تعليم اللغة الكردية بنفسها وتعليمها لأطفالها قالت نازنين شيخي البالغة من العمر (34 عاماً) "أكملت تعليمي حتى تخرجت من الجامعة، وخلال هذه السنوات كنت دائماً أعاني من مشاكل في الدردشة وقراءة الكتب والمقالات باللغة الكردية. قبل عام، التحقت بدورة تدريبية عبر الإنترنت وتعلمت القراءة والكتابة باللغة الكردية. ومن ثم قمت بتعليم اللغة الكردية لابنتي وابني في المنزل".

بدورها أوضحت معلمة اللغة الكردية سروه بايزيدي أن "تخصصي الجامعي كان الأدب الفارسي، لكني لم أبحث عن عمل بعد التخرج. منذ الطفولة، كانت لدينا روايات وشعر باللغة الكردية في المنزل، وتعلمت لغتنا الأم بنفسي، ومن ثم التحقت بالعديد من الدورات لتقوية لغتي، والآن أقوم بتعليم اللغة الكردية في المدارس وعبر الإنترنت".

وأضافت "على الرغم من أنهم تسببوا لي في بعض المشاكل خلال هذا الوقت والربيع الماضي بسبب مقطع فيديو لم يتجاوز مدته الدقيقة، فقد تم استدعائي للمكتب الإعلامي وهددوني، لكن ما زلت أحب وظيفتي وأعتبرها واجبي تجاه كردستان وسأواصل عملي. بل إنني أفكر في إعداد الحقيبة التدريبية ونشرها على الإنترنت".

من جانبها قالت الناشطة المدنية فيان حسن زاده "هدفنا ليس فقط تعليم اللغة الأم ولكن أيضاً التدريس بهذه اللغة. إن أحد مبادئ ثورة Jin jiyan azadî هو تحرير جميع الشعوب. وفي الوقت الذي نسعى فيه لتحرير المرأة، يجب علينا أيضاً أن نحصل على حقوقنا ككرد، وعلينا أن نناضل ضد القمع المزدوج الذي نتعرض له".