'التعليم باللغة الأم في إيران مسألة سياسية وأمنية'

أكدت إحدى نساء مدينة مهاباد بشرق كردستان والتي تعلم ابنتها اللغة الكردية في المنزل، أن ابنتها لها الحق في القراءة والكتابة بلغتها الأم، وإذا حرمتها الحكومة الإيرانية من هذا الحق ستناضل من أجل حقوق أبناءها الأساسية وهويتهم.

لارا جوهري

مهاباد ـ تعتبر اللغة وسيلة الاتصال الرئيسية واللغة الأم هي اللغة الأولى للفرد، والتي تعتبر في إيران وخاصة في شرق كردستان تعليم اللغة الأم والتأكيد عليها أمراً صعباً للغاية. ومع ذلك، يحاول الشعب الكردي تعلمه والحفاظ عليه بطرق مختلفة.

على الرغم من جهود الحكومة الإيرانية لتدمير اللغات غير الفارسية، فإن بعض النشطاء يناضلون ضد الحكومة في إطار القوانين ويحاولون بقاء لغتهم الأم.

 

"تعليم اللغة الكردية واجب على كل معلم"

المدارس والأسرة هي الأماكن الأولى التي ينشأ فيها الأطفال. تقول إحدى المعلمات في مدينة مهاباد شلير. م عن تعليم الأطفال اللغة الأم "لقد قمت بالتدريس في المدرسة الابتدائية لمدة خمسة وعشرين عاماً، وخلال هذه الأعوام وبالرغم من المخاطر والصعوبات التي واجهتني، علمت طلابي الأبجدية الكردية والفارسية أيضاً. لقد تلقيت عدة بلاغات من قسم التعليم وطُلب مني التوقف عن تدريس اللغة الكردية، لكن حتى اليوم لا زلت مستمرة في تعليمهم اللغة الكردية وأعتبر هذا واجب كل معلم/ـة".

وأضافت أن محاولة تعليم اللغة الكردية يمكن أن تخلق مشاكل قانونية كبيرة لأن "التدريس باللغة الأم في إيران هو أمر سياسي وأمني والدفاع عن هذا الحق يعتبر جريمة. والحق في التعليم باللغة الأم تقمعه الحكومة بأشد الطرق".

سميرة حيدري التي تعلم اللغة الكردية للأطفال كمتطوعة في إحدى القرى المحيطة بمدينة مهاباد، تقول "كنت صغيرة عندما أدركت أن اللغة الكردية مختلفة عن غيرها من اللغات. كنت أبحث عن مورد على الإنترنت لتعلم الأبجدية الكردية، لكنني اكتشفت أن هناك مدرسة للغة الكردية في مهاباد، فقمت أنا وشقيقي بالتسجيل فيها معاً. أجواء المدرسة والتعليم العالي والسلس لها لم يجعلني أتعلم اللغة فحسب، بل أصبحت مهتمة بالأدب والكتب الكردية أيضاً وتعلم اللهجات الأخرى. اليوم، أمتلك مدرسة خاصة في إحدى القرى المجاورة، حيث أقوم بتعليم اللغة الكردية لطلابي مجاناً".

 

"لأبنائي وبناتي الحق في تعلم لغتهم"

لا تزال اللغة الكردية تُدرس في مهاباد، على الرغم من العقبات الكثيرة التي تقف في طريق النشطاء في هذا المجال، وحتى لو لم يتم تعليم الأطفال في أي مدرسة، فإن الأمهات المطلعات ينقلنها إلى أطفالهن.

جينا أميري لديها ابنة تبلغ من العمر 11 عاماً، وعن تعليمها اللغة الكردية تقول "معظم الناس يركزون على اللغة الثالثة لأطفالهم، لكني قرأت القصائد والقصص والتهويدات الكردية لابنتي منذ أن كانت رضيعة، وفي الوقت الذي تتعلم فيه اللغة الفارسية في المدرسة، قمت بنفسي بتعليمها الكتابة الكردية في المنزل، كما نستخدم الكلمات الكردية الأصلية في المنزل وفي محادثاتنا".

وأضافت "أقوم بإعداد مجلة كردية (هوجين)، وهي مجلة علمية للأطفال، حتى تتمكن من فهم أمور كثيرة بلغتها الأم فلها الحق في القراءة والكتابة بلغتها الأم، وإذا حرمتها الحكومة والمؤسسات التعليمية من هذا الحق، سأناضل من أجل حقوق أبنائي وبناتي الأساسية وهويتهم".