معرض "أورفيك" مرآة الواقع المحلي وإبداع الشباب

تميز معرض "أورفيك" الذي نظم من قبل مؤسسة عدن أجين الثقافية، واحتضنته العاصمة المؤقتة عدن على مدى ثلاث أيام، واختتم فعالياته مساء السبت 18 كانون الأول/ديسمبر، بحضور نسوي كبير

نور سريب
اليمن ـ .
وضم المعرض الفني للرسم سلسلة لوحات متنوعة لأربعة فنانين صاعدين من بينهم صفاء أنيس، ومنار الجفري وسارة وهيب، ناقشن خلالها المشاعر والقضايا الاجتماعية والصحة النفسية.
تقول الفنانة سارة وهيب "شاركت في المعرض بعشر لوحات وهم عبارة عن 6 سلاسل تتحدث عن المشاعر التي نخبئها داخلنا، وأنا عكستها عبر اللوحات وقد نالت استحسان الزوار".
 
 
وشاركت الفنانة منال صالح الجفري المهتمة بالرسم التجريدي التعبيري "الفن المعاصر" بـ 6 سلاسل تحاكي أبعاد نفسية بشخص الواحد قد يجهل الإنسان أن يعبر عنها، وقالت "بدأت مشاركتي بسلسلة أسى وكانت تعبر عن خفايا الحزن المكبوت الذي ينعكس على صحتنا النفسية والجسدية، والمجموعة الثانية هي جغرافيا خاطئة وتعبر عن عدم الانتماء لأهلك ولوطنك هذا شعور يحتلك من الداخل ويشعرك بالغربة".
 
 
وأضافت "أما المجموعة الثالثة استخدمت فيها أسلوب التجريد من خلالها منحت المشاهد مساحة فكرية للتفكير بها، والمجموعة الرابعة عن الازدواجية التي تحاكي ازدواجية المشاعر في الشخص الواحد، والمجموعة الخامسة الخَفي وهي أيضاً من أساليب الفن التجريدي، ومجموعتي السادسة مجموعة مشع وهي الأولى من نوعها في عدن المستخدم فيها ألوان النيون".
وفي سلسلة الفنانة صفاء أنيس كانت مدينة عدن حاضرة بالكثير من التفاصيل، وأوضحت "أحببت الرسم منذ الطفولة ودرسته ذاتياً بعد تخرجي من الجامعة، اتقن الرسم التقليدي والرقمي واسعى إلى إبراز جمال وتنوع البيئة العدنية للعالم لذلك شاركت بسلسلة من خمس لوحات، الأولى لوحة تناغم ورمزت للمدينة بامرأة ترتدي الزي التقليدي العدني للنساء المعروف بـ "الشيدر" وهي محاطة بطائر البجع الذي تعتبر عدن من المحميات الطبيعية له".
 
 
وعن سلسلتها الثانية تقول "استوحيت سلسلتي الثانية من لوحة ستار نايت للفنان العالمي فان جوخ، رسمت ثلاث لوحات بنفس الطابع الأولى عبرت عن ميناء عدن العريق والثانية أبرزت معالم عدن مثل كنيسة سانت ماري جاريسن المجلس التشريعي حاليا ومنارة عدن، أما اللوحة الثالثة فتبرز أقدم مقهى في المدينة".
وأضافت "كما شاركت بلوحة لعرض معاناة نخيل الطاري الذي تشتهر به عدن والذي يستخرج منه الخل ويستخدم في صناعة العشار العدني، واخترت ورقة النخلة وأبرزتها بلون ذهبي، فهذا النوع من النخيل أصبح يعاني بسبب الزحف العمراني المستمر على مناطق زراعته، كما أني من خلال لوحتي الخامسة اخترت أن اجسد الأسرة وهي تحاول العيش في وسط الانهيار الاقتصادي والحرب بصمود الوالدين من أجل الأمل بمستقبل أفضل لابنتهم".
 
 
بينما جسد الفنان الرابع أسامة أشرف من خلال سلسلة لوحاته الفقد وحرمان الأسرة من أحد أفرادها بسبب الحرب، مجسداً الحزن بصورة امرأة تحتضن نعش ابنها، ومن خلفها أيادي تتشبث بعباءتها السوداء، واصفاً تلك الأيادي بالذكريات التي لا تنتهي وأن لا أحد يشعر بألم الفقد مثل الأم، وفي لوحته خلف القضبان جسد انهيار أحلام الشباب بسبب الحرب المستمرة واصفاً الحرب بأنها القيد الذي كبل أحلام الشباب.
 
 
ويعد معرض "أورفيك" الثالث ضمن مشروع ريجاذرد "Regathered" بالشراكة مع معهد جوثة الألماني، في إطار الشبكة الثقافية اليمنية، وقد ساهم في دعم الفنانين الشباب ونقلهم من مرحلة النشر في صفحات التواصل الاجتماعي إلى الساحة الفنية والمعارض الحيوية، وسبقه معرض "صوّارة" للتصوير الفوتوغرافي ومعرض "نقطة تحت الخط" للفن الرقمي.