مليكة دوما فنانة تشكيلية تبحث عن حرية النساء المغربيات
تستمر فعاليات معرض الفنانة التشكيلية المغربية مليكة دوما، التي تركز في أعمالها الفنية على شخصية المرأة.
حنان حارت
المغرب ـ أكدت مليكة دوما أن الأعمال الفنية التي تعرضها هي خلاصة عمل دام لـ 11 عام، وكل لوحة رسمتها مرت بمرحلة مهمة من حياتها.
"كل لوحة تجسد مرحلة من حياتي"
قالت الفنانة التشكيلية مليكة دوما لوكالتنا أن "الأعمال التي أعرضها بدأت برسمها منذ عام 2011، وكل لوحة تجسد مرحلة مهمة من حياتي، فما أعرضه اليوم هو مسار فني أرغب من خلاله أن أعرف الجمهور بمن هي مليكة دوما، والمراحل التي مررت بها خلال مسيرتي الفنية، والأمور التي أثرت بي".
وأوضحت "أعمل على تجسيد صورة المرأة في لوحاتي، فهناك لوحات أعبر من خلالها على المشاكل التي قد تواجهها في المجتمع أو حياتها اليومية، وأحاول إبراز ما بداخلها من مشاعر وأحاسيس دفينة، فأنا أناقش من خلال لوحاتي قضايا النساء، وهناك أعمال أخذت فيها المرأة كرمز، فمثلاً عندما أريد رسم شجرة أو أرض فأرسمها على شكل امرأة".
وأضافت "المرأة منذ طفولتها إلى أن تصبح مسنة تعاني من صعوبات تواجهها في الحياة، فالنساء في مجتمعاتنا العربية في جميع مراحلهن الحياتية تعانين من تسلط المجتمع والأسرة والزوج عليهن، وتتعرضن للظلم ولا تسمح لهن الفرصة لتحقيق طموحاتهن وذاتهن، إلا نادراً وفي حالات معدودة"، لافتةً إلى أن "الناس لا يتعاملون مع المرأة على أنها عماد المجتمع، وأنها إنسانة يجب احترامها، ولا يفسح لها المجال من أجل تحقيق طموحاتها وأهدافها".
وعندما ترسم لوحاتها تتساءل بينها وبين نفسها "هل المرأة حرة؟، ودائماً ما يكون الجواب أن المرأة ليست حرة؛ فهي عندما تكون طفلة تكون ملك لعائلتها، وليس لها حق تقرير مصيرها، والأهل في بعض الأحيان يختارون لها الزوج، ويتم تزويجها وهي طفلة برجل لا يلائمها، وقد تتعرض للعنف إلى أن تطلب الطلاق، ثم تبدأ معاناة أخرى مع نظرة المجتمع تجاهها".
"الفنانة التشكيلية أكثر دقة في التعبير عن قضايا النساء"
قالت مليكة دوما أن الفنانة التشكيلية تكون أقرب للتعبير عن المشاكل والقضايا التي تهم النساء، وترجمة ذلك في أعمالها الفنية تكون أكثر دقة، لكن هذا لا يعني أن الفنان التشكيلي لا يستطيع التعبير عما تعانيه النساء في المجتمع، إذ يمكنه كذلك أن يعبر عن معاناة النساء انطلاقاً مما رآه وعايشته والدته أو أخته أو أي امرأة من أقاربه.
وعن الحضور النسوي في المشهد الثقافي المغربي، أكدت مليكة دوما أنه اليوم باتت الفنانة التشكيلية حاضرة بقوة في الساحة الثقافية، وبرزت بشكل أكبر من خلال مشاركتها في عدة معارض وطنية ودولية، وتوجت بجوائز كشفت عن تفوقها وتميزها.
وتعد مليكة دوما من الفنانات التشكيليات المغربيات المخضرمات، إذ بدأت مسيرتها الفنية في أواخر السبعينيات، حيث كانت أول مشاركاتها في عام 1979 بقاعة الأفراح في الدار البيضاء، ونظمت في عام 1981 معرض فردي بالمسرح البلدي في الدار البيضاء.
وفي عام 1982 حصلت على الميدالية الفضية والدبلوم الفضي من أكاديمية لوتيس الدولية في باريس حول أفضل الأعمال المنجزة بطلاء الأكواريل، وفي عام 1983 حصلت على الميدالية الذهبية من ذات الهيئة وفازت بالمرتبة الأولى في مسابقة الرسم بالريشة، وفي عام 1989 حصلت على مرتبة الشرف بالمهرجان الدولي في بغداد، وفي 2016 حصلت على الميدالية الفضية من المهرجان الدولي لأفضل الرسامين العرب في لندن.
يذكر أن المعرض أطلقته الفنانة التشكيلية مليكة دوما في 17 أيار/مايو، وسيستمر حتى غداً الثلاثاء 31 من الشهر الجاري، في المركب الثقافي كمال الزبدي، نظم على مدى خمسة عشر يوماً.