على وقع التحركات العسكرية الأخيرة... مطالبات في إدلب تؤكد على حق العودة

طالبت نساء في إدلب بعد بدء الاحتلال التركي والفصائل المسلحة في المنطقة بحفر خندق يفصل المدينة إلى جزأين، بحق العودة إلى مناطقهم التي هجروا منها.

هديل العمر

إدلب ـ استنكر أهالي إدلب التحركات العسكرية الأخيرة التي ظهرت على الساحة السورية حين شرعت سلطات الاحتلال التركي بحفر خندق كبير يفصل مناطق إدلب عن المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام، وهو ما اعتبره أهالي إدلب تثبيت للحدود القائمة التي من شأنها القضاء على أحلامهم بالعودة إلى مناطقهم التي هجروا منها.

وتبلغ مساحة الخندق الذي شرع الاحتلال التركي بحفره مطلع نيسان/أبريل الفائت، بذريعة أن تلك السواتر والخنادق هي لحماية الحدود ومنع التجاوزات والتهريب والمفخخات التي انتشرت في المنطقة، حوالي 10 آلاف متر مربع ويقطن فيها حوالي 5 ملايين نسمة.

وخرجت على خلفية تلك الأحداث العديد من المظاهرات في إدلب تطالب الاحتلال التركي ومرتزقتها والفصائل العسكرية، بحق عودتهم إلى مناطقهم والتراجع عن حفر الخندق وفصل مناطقهم إلى جزأين.

وتعددت آراء مدنيو إدلب التي اجتمعت على نقطة واحدة وهي تأكيد حق العودة ورفض أي مخططات تقضي بفصل المناطق عن بعضها وتثبيت الحدود الأخيرة.

سلمى القش (33) عاماً ناشطة مدنية وإحدى مهجري مدينة معرة النعمان مقيمة في إدلب المدينة، تقول أن "ما يجري من أحداث ينبأ بمخططات خفية إن لم تكن مفادها العودة لمناطقنا التي هجرنا منها فنحن نرفضها جملة وتفصيلاً".

وأوضحت "أن حفر الخنادق لا يمكن أن تمنع التهريب والتجاوزات وفق ما ادعت تركيا بل هي لرسم حدود دائمة ووضعنا أمام الأمر الواقع، وجميع التصريحات التركية ماهي إلا فقاعة إعلامية تخفي في ثناياها فقط خدمة مصالحها وتطلعاتها في المنطقة، وإن وضع يده على ما تبقى من مناطق في إدلب ماهي إلا لاستخدامها ورقة ضغط على بقية أطراف النزاع في سوريا، من أجل التفاوض عليها حين تبدأ بمشروعها القاضي بالتغيير الديموغرافي شمال سوريا".

من جهتها تستنكر رابعة حمدان (44) عاماً وهي نازحة من بلدة سفوهن ومقيمة في مخيمات سرمدا، التحركات الأخيرة وتصفها بخيانة الشعب المكلوم الذي خسر كل ما يملكه وغدا نازحاً تحت وطأة الفقر والتشرد والفقدان.

وتؤكد أن ما يجري من تنفيذ مخططات لا يصب في مصلحة المدنيين مطلقاً، بل هو تنفيذ الأجندات الخارجية ولا تمت لطموحات الشعب السوري بأي صلة.

وأشارت إلى أن القرى التي تبنيها تركيا شمال غرب إدلب لزج اللاجئين والنازحين بها، وتحاول أن توضح للرأي العام العالمي أن تلك المناطق آمنة وأنها أنشأت منازل سكنية لعيش تلك الأسر، "لا تغدو مجرد كتل سكنية ضيقة ورديئة وغير صالحة لسكن العوائل حتى الصغيرة منها".

من جانبها تدعو ربا حاج أحمد (28) عاماً وهي عاملة في مجال التعليم ونازحة من بلدة حاس ومقيمة في مدينة معرة مصرين، الفصائل العسكرية إلى إعادة النازحين إلى مدنهم وقراهم بدل العمل مع تركيا لتحقيق أهدافها التوسعية في إدلب وحلب.

في حين وصفت جوى العلوش (25) عاماً أي "تحرك عسكري أو غيره لا يعمل على إعادة النازحين إلى مناطقهم بالخيانة لأحلام شعب ذاق الأمرين".

من جهة أخرى تحاول صفية مناف (34) عاماً ألا تفقد حلمها بالعودة إلى مدينتها خان شيخون مجدداً رغم أن ما يظهر أمامها لا ينبأ بالتفاؤل وتقول "ليس على المرء أن يتخلى عن حقه وحلمه بسهولة، كما يتوجب علينا عدم استباق الأحداث، ربما يكون هناك مخرجاً مما نحن فيه وتنتهي معاناتنا بعد كل تلك السنوات".

ورغم صمت المجتمع الدولي حيال ما يحصل في إدلب من انتهاكات وقصف وتشريد دون لفت أنظارهم إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه المدنيون في المحافظة والمخيمات الحدودية، ما يزال النازحون يتمسكون بحقهم في العودة والحياة.

وبلغ عدد النازحين من مناطق شمال حلب وإدلب وحماه نحو مليون و533 ألف نازح منذ نيسان/أبريل عام 2019، ويتوزعون على ألف و277 مخيماً، بينها 366 مخيماً عشوائياً يسكن فيها نحو 184 ألف شخص، حسب ما وثقه فريق "منسقو استجابة سوريا".