إيرانيات تتحدين النظام

على الرغم من القمع والاعتقالات الواسعة النطاق، لازالت الاحتجاجات مستمرة في يومها الثالث والعشرين على التوالي.

مركز الأخبار ـ لايزال الشارع الايراني مشتعل رغم مرور نحو أربعة أسابيع على اندلاع الاحتجاجات بعد مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الاخلاق، في العديد من المدن في إيران وشرق كردستان، لاسيما في المدارس والجامعات.

بعد يوم من إصدار تقرير الطب الشرعي استؤنفت أمس السبت 8 تشرين الأول/أكتوبر، الاحتجاجات في إيران بشكل أو آخر، حيث تشهد مدن من بينها العاصمة طهران وكرج ورشت وشيراز، تجمعات احتجاجية وإضرابات لمحال تجارية.

 

اتساع رقعة الاحتجاجات والإضرابات

أغلق المحتجون الشوارع بإشعال النار في الطريق في أكثر من مكان ومن بينها مدينة شيراز التي بدأت مظاهراتها بإشعال النار في الطرق الرئيسية، وكذلك سنه غربي إيران التي فر فيها رجال الأمن أمام المتظاهرين، كما انطلقت الاحتجاجات في محافظة لرستان فحاول الأمن الإيراني تفريق المتظاهرين باستخدام الهراوات.

كما استمر إضراب طلاب المدارس والمعلمين وعدم حضورهم الفصول الدراسية، الحضورية والافتراضية (أونلاين) في الأيام الماضية، وهتفت طالبات مدارس سقز أثناء وجودهن في محيط المدارس، بشعارات مثل "الموت للديكتاتور"، و"Jin jiyan azadî".

وخرج طلاب جامعة "أمير كبير" بالعاصمة طهران وهم يهتفون ضد السلطات الإيرانية والباسيج التابع للحرس الثوري المتهم بقمع الاحتجاجات.

وقال ناشطون أن طالبات في طهران رددن "اغرب عن وجهنا" خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لحرم جامعتهن، وإدانته لاحتجاجات المتظاهرين الغاضبين لوفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.

فيما واصل أصحاب المتاجر وباعة الأسواق في عدد من المدن الكردية الإيرانية الإضراب، دعماً لانتفاضة الشعب الإيراني، وبحسب مقاطع الفيديو فقد أغلق أصحاب المتاجر والباعة محلاتهم في مدن سنه، ومريوان، وبوكان، وسقز، وانضم تجار سوق تجريش بطهران إلى الإضراب العام أيضاً.

وقامت مجموعة "عدالة علي" للقرصنة باختراق "أخبار التاسعة" مساءً على التلفزيون الإيراني، وعرضت صورة الفتيات القتيلات الثلاث مع شعار "Jin jiyan azadî".

وبينما لم تعلن السلطات الإيرانية عن العدد الدقيق للقتلى في الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة، فقد تمكنت منظمات حقوق الإنسان المستقلة حتى الآن من تأكيد مقتل ما لا يقل عن 185 شخصاً في هذه الاحتجاجات بينهم 19 طفلاً على الأقل.

كما تم اعتقال مئات المتظاهرين، خلال الاحتجاجات من نشطاء مدنيين وطلاب ورياضيين وفنانين وصحافيين، ولا تتوفر إحصاءات دقيقة لجميع المعتقلين.

 

استنكار حقوقي وشجب دولي

ورداً على تقرير الطب الشرعي حول سبب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، قال والدها أمجد أميني "لا أصدق تقرير الطب الشرعي بأي شكل من الأشكال".

وبحسب المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام فإن اعترافات عائلة سارينا إسماعيل زاده البالغة من العمر 16 عاماً، التي قُتلت قبل أسبوعين أثناء الاحتجاجات في كرج إثر تلقيها ضربة بالهراوات على رأسها؛ تم انتزاعها تحت التهديد بقتل أبناء العائلة الآخرين، وأن منزلهم يخضع للمراقبة، حتى إنه عندما يدخل شخص ما إلى المنزل، فإن عناصر الأمن يتصلون بهم لمعرفة هوية الضيف.

وقد طلب عدد من الشخصيات السياسية والفنية والأكاديمية البارزة في الخارج، بالإضافة إلى 400 كاتب ومترجم داخل إيران وخارجها، في إعلانات منفصلة، من مختلف المجموعات والنقابات بدء إضرابات حتى تثمر الحركة الاحتجاجية، وبالتزامن مع الانتفاضة أقام الإيرانيون مسيرات في بعض مدن العالم، بما في ذلك لندن وغوتنبرغ وبرلين.

ويرى خبراء غربيون وإيرانيون أن الاحتجاجات الواسعة التي وصلت لنحو 140 مدينة وقرية إيرانية، ربما تؤدي بالنهاية لسقوط نظام حكم رجال الدين الذي يسيطر على السلطة منذ عام 1979.

وتقول الخبيرة في الشؤون الإيرانية ورئيسة تحرير مؤسسة "ذي فورين ديسك" ليزا دفتري إن "الطريقة التي سيتم بها الإطاحة بهذا النظام ستكون عبر الشعب، وهي ذات الطريقة التي وصلوا بها إلى السلطة"، لافتةً إلى أنه "على الرغم من وحشية النظام في التعامل مع الاحتجاجات، إلا أننا نرى المتظاهرين متحمسين أكثر من أي وقت مضى".