اليونيسف: كارثة تواجه الأطفال في المناطق الإفريقية

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" من إمكانية أن يموت الأطفال في القرن الافريقي ومنطقة الساحل بأعداد كبيرة ما لم يتم توفير دعم عاجل.

مركز الأخبار ـ أشارت مديرة اليونيسف من خلال بيان أن ملايين الأطفال، في جميع أنحاء القرن الأفريقي والساحل، على بعد مرض واحد فقط من حدوث كارثة.

أصدرت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل بياناً، أمس الثلاثاء 24آب/أغسطس، عن كارثة الجفاف والأمراض التي تواجه الأطفال. وقالت فيه أن "التاريخ يبين أنه عندما تترافق المستويات المرتفعة من سوء التغذية الحاد الوخيم لدى الأطفال مع تفشي الأمراض المميتة مثل الكوليرا أو الإسهال، فإن وفيات الأطفال ترتفع بشكل كبير ومأساوي، عندما تكون المياه إما غير متوفرة أو غير آمنة، تتضاعف المخاطر التي يتعرض لها الأطفال بشكل كبير".

 

العديد من الأطفال يعانون من الجفاف ونقص المياه النظيفة

تفيد اليونيسف من خلال البيان بأنه في غضون خمسة أشهر، ارتفع عدد الأشخاص المتضررين من الجفاف في إثيوبيا وكينيا والصومال الذين لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب بنسبة 70 % إلى ما مجموعه 16.2 مليون شخص" بين شباط/فبراير وتموز/يوليو"، مما يعرض الأطفال وعائلاتهم لخطر الإصابة بأمراض مثل الكوليرا والإسهال، بصورة متزايدة.

وأوضح البيان الجفاف والصراع وانعدام الأمن في بوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر ونيجيريا، يؤدي إلى انعدام الأمن المائي، حيث يواجه 40 مليون طفل مستويات مرتفعة إلى مرتفعة للغاية من التأثر بالمياه "يرتبط التأثر بالمياه بمخاطر ندرة المياه المادية، إجهاد المياه الأساسي؛ التقلبات الموسمية والفصلية؛ انخفاض المياه الجوفية والجفاف - ومستوى خدمة المياه".

ووفقاً لأحدث بيانات منظمة الصحة العالمية، يموت عدد من الأطفال بالفعل بسبب المياه غير المأمونة ومرافق الصرف الصحي في منطقة الساحل أكثر من أي جزء آخر من العالم، ويعتمد معظم سكان القرن الأفريقي على المياه التي يقدمها الباعة على شاحنات أو عربات تجرها الدواب، ولم تعد أسر عديدة تقدر على تحمل تكاليف المياه في المناطق الأكثر تضرراً من الجفاف.

وأضاف البيان إلى إن 23 مقاطعة في كينيا شهدت ارتفاع كبير في أسعار المياه، تصدرتها منطقة مانديرا بنسبة 400%، وغاريسا بنسبة 260 % مقارنة بشهر كانون الثاني/يناير 2021.

وفي إثيوبيا، تضاعفت تكلفة المياه في منطقة أوروميا، خلال شهر حزيران/يونيو 2022، وزادت بنسبة 50 % في المنطقة الصومالية مقارنة ببداية الجفاف في تشرين الأول/أكتوبر 2021.

أما في الصومال، فقد ارتفع متوسط أسعار المياه بنسبة 85 % في جنوب مودوغ، وبنسبة 55 و75 % على التوالي في بورهاكابا وسيل بيردي، مقارنة بالأسعار في كانون الثاني/يناير 2022.

وفقا لليونيسف، يعاني أكثر من 2.8 مليون طفل في كلتا المنطقتين بالفعل من سوء التغذية الحاد الوخيم، مما يعني أنهم أكثر عرضة للوفاة بنسبة 11 مرة جراء الأمراض المنقولة بالمياه مقارنة بالأطفال الذين يحصلون على تغذية جيدة.

وتم الإبلاغ عن تفشي الإسهال المائي الحاد والكوليرا في جميع المناطق المتضررة من الجفاف تقريباً في الصومال، حيث تم الإبلاغ عن 8.200 حالة في الفترة الواقعة بين كانون الثاني/يناير وحزيران/يونيو، أي أكثر من ضعف عدد الحالات المبلغ عنها خلال نفس الفترة من2021، وما يقرب من ثلثي المصابين هم من الأطفال دون سن الخامسة.

 

170 حالة وفاة بسبب تفشي الكوليرا في السنوات الأخيرة

وأوضحت منظمة اليونيسف من خلال البيان أنها عالجت مع شركائها في الفترة الواقعة بين حزيران/يونيو 2021 وحزيران/يونيو 2022 أكثر من 1.2 مليون حالة إسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة في أكثر المناطق تضرراً من الجفاف في إثيوبيا.

وفي كينيا، جف أو نفد أكثر من 90 % من مصادر المياه المفتوحة مثل البرك والآبار المفتوحة في المناطق المتضررة من الجفاف، مما يشكل خطراً جسيماً لانتشار الأمراض.

وأشار البيان إلى إنه عبر أنحاء منطقة الساحل، انخفض توافر المياه أيضاً بأكثر من 40 %، خلال السنوات العشرين الماضية بسبب تغير المناخ والعوامل المعقدة مثل الصراع، مما يعرض ملايين الأطفال والأسر لخطر متزايد من الأمراض المنقولة بالمياه، وفي 2021 شهدت منطقة غرب ووسط أفريقيا أسوأ تفش للكوليرا في المنطقة في السنوات الست الماضية، بما في ذلك 5.610 حالات إصابة و170 حالة وفاة في وسط الساحل.

وأضاف البيان أن اليونيسف تقدم مساعدات منقذة للحياة وخدمات متعلقة بتعزيز القدرة على الصمود، متعددة القطاعات للأطفال وأسرهم الذين هم بأمس الحاجة إليها في جميع أنحاء القرن الأفريقي ومنطقة الساحل، بما في ذلك تحسين الوصول إلى خدمات المياه القادرة على التكيف مع المناخ، الصرف الصحي والنظافة، التنقيب عن مصادر موثوقة للمياه الجوفية، تطوير استخدام أنظمة الطاقة الشمسية، وكذلك تحديد الأطفال المصابين بسوء التغذية وعلاجهم، وتوسيع نطاق خدمات الوقاية.

 

نقص التمويل والخدمات

وأوضح البيان إن نداء اليونيسف المخصص لتحسين قدرة صمود الأسر على المدى الطويل في منطقة القرن الأفريقي ووقف الجفاف المدمر لم يتلقى سوى 3 % فقط من المبلغ المطلوب، ومن هذا المبلغ، لم تحصل اليونيسف على أي أموال تقريباً للقسم المخصص للمياه والصرف الصحي والقدرة على التكيف مع تغير المناخ.

وفي منطقة وسط الساحل، تلقى نداء اليونيسف المخصص لتلبية احتياجات الأطفال والأسر الضعيفة من خلال برامج المياه والصرف الصحي والنظافة 22% فقط من التمويل المطلوب.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل من خلال البيان "تخيل أن تضطر إلى الاختيار بين شراء الخبز أو شراء الماء لطفل جائع وظمآن ومريض أصلاً، أو بين رؤية طفلك يعاني من العطش الشديد أو تركه يشرب المياه الملوثة التي يمكن أن تسبب له أمراضاً وتضطر العائلات في جميع أنحاء المناطق المتضررة من الجفاف إلى اتخاذ خيارات مستحيلة. الطريقة الوحيدة لوقف هذه الأزمة هي أن تكثف الحكومات والجهات المانحة والمجتمع الدولي التمويل لتلبية احتياجات الأطفال الأكثر إلحاحاً، وتقديم دعم مرن طويل الأجل لكسر حلقة الأزمة".