تحالف النساء في الصحافة يدعو إلى وضع حد للعنف ضد الصحفيات
أكد تحالف النساء في الصحافة أن 810 صحفية تعرضت للعنف والتهديدات خلال عام 2021، مشيراً إلى أن انتهاك الحقوق أظهر زيادة بنسبة 244 بالمائة في تركيا، داعياً إلى وضع حد للعنف ضد الصحفيات
مركز الأخبار ـ .
تزامناً مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف العاشر من كانون الأول/ديسمبر من كل عام، أصدر تحالف النساء في الصحافة تقريره الشهري حول أعداد الصحفيات اللواتي تتعرضن للعنف، سلط من خلاله الضوء على مجموعة من الصحفيات المعرضات بشكل خاص لانتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
ووثق التحالف ما لا يقل عن 73 حالة تعرضت الصحفيات خلالها لعرقلة العمل في الميدان، و64 حالة طرد من العمل، و50 حالة لصحفيات واجهن شكلاً من أشكال التهديد أو أساليب الترهيب المتنوعة، مشيراً إلى أن استهداف الصحفيات ليست جميعها بدوافع سياسية، ولا يقتصر على الدولة أو الأقوياء.
وأشار التقرير إلى أن 26 صحفية واجهن شكلاً من أشكال التحرش في مكان العمل، وتعرضت ما لا يقل عن 27 صحفية للتحرش الجنسي أثناء العمل، وتعرضت 17 صحفية للتحرش اللفظي، وسحبت تصاريح ثلاث وثلاث صحفيات اختطفن.
وبحسب التقرير تحتل الصين المرتبة 177 من بين 180 على مؤشر حرية الصحافة العالمي، مشيراً إلى أنه نحو أكثر من 115 من المدافعين عن حرية الصحافة يقبعون في السجون الصينية، فضلاً عن جهودها المتعددة للحد من الصحافة المستقلة في البلاد.
وأوضح التقرير أن أفغانستان من البلدان التي كانت مصدر قلق بالغ، حيث أدى سيطرة طالبان على البلاد مرة أخرى إلى تعريض حريات مجتمع الصحافة للخطر، منوهاً إلى أن أربع صحفيات على الأقل قتلن في أفغانستان، مشيراً إلى أنه استجابة للوضع في البلاد أطلق الاتحاد جهوداً نشطة لإجلاء الصحفيات ففي آب/أغسطس الماضي تم إجلاء ما لا يقل عن 270 من الصحفيات.
وأكد أن تركيا ما زالت تظهر على خريطة المخاطر الخاصة بالصحفيات باللون الأحمر، فقد وثق التحالف مئات الانتهاكات ضد الصحفيات إلى جانب الانتهاكات المتكررة لحقوق حرية الصحافة وحرية التعبير في البلاد، ووفقاً للبيانات استخدمت الدولة مراراً وتكراراً مؤسساتها كسلاح لترهيب وإسكات الصحفيات اللواتي يغطين عنف الدولة وتجاوزات من هم في السلطة في البلاد، كانت التكتيكات الأكثر استخداماً ضد الصحفيات هذا العام هي المضايقات القانونية، ووحشية الشرطة في الميدان، والاعتقالات غير المبررة.
وسجل ما لا يقل عن 94 حالة لصحفيات تعرضن لمضايقات قانونية بسبب تقاريرهن الصحفية هذا العام، علاوةً على ذلك تعرضت ما لا يقل عن 82 صحفية للاعتداء في الميدان، وتم اعتقال 18 صحفية في تركيا.
نوه التقرير إلى أن أوروبا الشرقية أيضاً جاءت في المنطقة الخطرة ولا سيما بيلاروسيا، فمن بين 149 حالة انتهاك ضد الصحفيات في أوروبا في الفترة من 1 كانون الأول/يناير إلى 1 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وقعت 46 حالة في بيلاروسيا، مما يجعلها الدولة الأكثر عنفا للصحفيات في القارة.
فيما واصلت الهند هذا العام إظهار علامات مقلقة على تدهور الحريات الصحفية للصحفيات وفق التقرير، حيث سجلت 33 حالة انتهاك مما يجعلها من بين الدول الأكثر خطورة على الصحافة في آسيا.
بينما سجل اتحاد الصحفيين الدوليين في تقريره السنوي عن الصحفيين المسجونين والقتلى خلال عام 2021، 810 حالة انتهاك ضد الصحفيات حتى 7 كانون الأول/ديسمبر الجاري، حيث سجل مقتل 45 صحفية وصحفي منذ كانون الثاني/يناير 2021، فيما يقبع 365 صحفية وصحفي خلف القضبان، علاوةً على ذلك تم إجبار ما لا يقل عن 169 صحفية على مواجهة المضايقات القانونية، وتعرض 130 للاعتداء الجسدي، وتم اعتقال 104 بشكل تعسفي.
وأوضح أن الأعمال العدائية ضد الصحفيات انتشرت في العالم الافتراضي أيضاً حيث تم استهداف 89 منهن على الأقل بحملات التصيد والافتراء على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي عدة حالات تم نشر التفاصيل الشخصية للصحفيات على الإنترنت مما عرضهن لمزيد من الاعتداءات.
وقد توزعت أرقام الصحفيين المعتقلين في الدول التي تعتبر الأكثر سجناً للصحفيين على النحو التالي (102 في الصين)، (34 في تركيا)، (29 في بيلاروس)، (29 في إريتريا)، (27 في مصر)، (21 في فيتنام)، (18 في مينامار)، (12 في روسيا)، (11 في أذربيجان واليمن)، (10 في كمبوديا)، (9 في إيران).
وقد تصدرت آسيا القائمة الإقليمية للاتحاد حيث وصل عدد الصحفيين الذين يقبعون خلف القضبان إلى 162، تليها أوروبا بـ 87 صحفياً ثم الشرق الأوسط والعالم العربي بـ 65، ثم أفريقيا بـ 49 صحفياً.
وتظهر البيانات انخفاضاً في أعداد الصحفيين والإعلاميين الذين قتلوا في العام 2021 مقارنة بالعام المنصرم فقد قتل في هذا العام 45 صحفية وصحفي بينما وصل العدد إلى 65 عام 2020.
وبالرغم من التفاؤل من هذا الانخفاض في عدد القتلى من الصحفيين، إلا أنها لا زالت تبعث على القلق وسط حملات العنف المستمر ضد الصحفيين والذي اودى بحياة العديد منهم في بلدان كأفغانستان (9)، المكسيك (8)، الهند (4) وباكستان (3).
وتتصدر منطقة آسيا والمحيط الهادئ مرة أخرى المناطق الأخرى من ناحية الخسارات البشرية في المجتمع الصحفي بـ 20 عملية قتل متقدمة على الأميركتين بـ (9) ، وأفريقيا (8)، وأوروبا (6)، والشرق الأوسط والعالم العربي (1).
ويعود تصدر منطقة آسيا والمحيط الهادئ لقائمة الصحفيين القتلى لمحنة الصحفيين في أفغانستان وأزمة قطاع الاعلام عقب استيلاء حركة طالبان على البلاد، وموقفها المعادي تجاه الصحافة المستقلة ومشاركة النساء في الحياة العامة وخاصةً في المجال الصحفي.
كما أدان الاتحاد الدولي للصحفيين شكلاً جديداً من أشكال الرقابة على الصحفيين، وهو برنامج "بيغاسوس"، وهو برنامج رقمي متطور جداً تم استخدامه لاختراق خصوصيات آلاف الأشخاص بمن فيهم إعلاميون.