بناء عائلة ديمقراطية ومجتمع حر محور نقاش ورشة عمل

تحت عنوان "مسؤولية الرجل في بناء العائلة الديمقراطية وبناء المجتمع الحر"، نظم مؤتمر ستار ومركز أبحاث وعلم المرأة (الجنولوجيا) في إقليم عفرين اليوم الخميس 9 كانون الأول/ديسمبر ورشة عمل

الشهباء - .
تضمنت الورشة نقاشات حول الذهنية وتكوين الشخصية وما يقصد بالثورة الذهنية هو وعي المجتمع الحر وعقيدته، باعتباره أنها ليست مجرد معرفة المجريات والحوادث إنما معرفة كيفية العمل إيزاءها ولا يمكن للمجتمع في الشرق الأوسط أن يخوض الصراع الفكري الصائب دون الانتباه للذهنية المسلطة عليه. 
وذكرت أيضاً أنه خلال التاريخ قبل نشوء الأسرة الأبوية كان المجتمع ينسب الأطفال إلى الأم ولكل فرد حرية واسعة في جميع مجالات الحياة والمساواة بين الجنسين، ولكن مع سيطرة الرجل بذهنيته الذكورية على المجتمع تغيرت الأفكار واعتبرت المرأة ممثلة للجسد.  
الورشة كما قال المنظمون لها ليس الهدف منها وضع الرجل في موقع الاتهام وإصدار الأحكام ضده ولكن الأساس هو محاولة فهم الأسباب التي أدت إلى تشويه ذهنية الرجال والنساء معاً ومحاولة القضاء على هذه الذهنيات لبناء مجتمع أفضل وحياة أكثر سعادة وعدالة. مبينةً أن الدعوة في المساواة الكاملة وتغيير الذهنية وتكوين الشخصية لدى الرجل والمرأة دعوة أخلاقية وإنسانية أما التفرقة فهي ضد الأخلاق.
وتخللت ورشة العمل أسئلة طرحها القائمين عليها للرجال المشاركين فيها أبرزها هل يوجد قيمة لأي علاقة لم تكن في خدمة الحرية والأرض، هل يمكن تحقيق المساواة والحرية دون التخلص من التأثير الثقيل للتقاليد، هل عليكم إيجاد الحل لكافة علاقات العبودية التي تنمو بالقرب منكم؟ وغيرها من الاسئلة الأخرى ليرد عليها الرجال خلال نقاشات متبادلة.
 
 
وعلى هامش ورشة العمل قالت عضو مركز أبحاث وعلم المرأة حميدة خضرو عن أهداف الورشة "نهدف لتغيير الذهنية وتكوين الشخصية التي رسخت عبر التاريخ في ذهنية المجتمع وأدت لتشويه الرجل والمرأة معاً، ولإكمال حرية المرأة نسعى لتغيير ذهنية الرجل السلطوية للوصول إلى عائلة ومجتمع حر وديمقراطي".
 
 
في السياق قال الناطق باسم مكتب العلاقات للإدارة المشتركة في مجلس سوريا الديمقراطية جمعة رشيد أن المجتمعات لا تكتمل إلا إذا كانت حقوق الطرفين الموجودين في الحياة كاملة، وهذا لا يتحقق إلا إذا تحققت الحرية الحقيقة وليست المزيفة كما تدعي مختلف الأنظمة الموجودة في العالم.    
وأضاف أنه يمكن القول إن المجتمع في شمال شرق سوريا أصبح يخطو خطواته الأولى نحو المساواة معتبراً أن حضور الرجال في الورشة دليل على ذلك.
 
 
في حين قال عضو حزب الاتحاد الديمقراطي لقمان جارو أن هذه الخطوة إيجابية وفعالة وسط الظروف الراهنة "يعيش المجتمع ثورة ذهنية وهذا بحاجة لتوعية. الورشة تحمل نتائج هامة بكون أكثرية الحاضرين رجال، ونتمنى أن تكثف الفعاليات والنشاطات في هذا الإطار". 
وشدد على أن الأسئلة التي طرحت خلال الورشة كانت هامة، حساسة وتلامس الواقع من عنف، انتحار، تحديد النسل وعدة مواضيع مهمة أخرى، وأن الرجل المعني وهو السبب الرئيسي لجميع التراكمات والمشاكل الاجتماعية التي يواجهها المجتمع والمرأة.
وأنهى جارو حديثه بالقول "خطوة جيدة وناجحة لمركز أبحاث وعلم المرأة لتوعية المجتمع ونشر ثقافة المرأة للوصول إلى مجتمع أخلاقي، ديمقراطي وسياسي ليتغلب على مشاكله الاجتماعية والوصول إلى هدفنا بالحياة الحرة الكريمة".