صعوبات معيشية كبيرة تواجه الأطفال في لبنان
سلط استطلاع جديد لمنظمة اليونيسيف في لبنان الضوء على معاناة الأطفال من الجوع وعمالة أعداد كبيرة منهم لإعالة أسرهم
![](https://test.jinhaagency.com/uploads/ar/articles/2021/11/20220306-24-11-202125-jpg6be832-image.jpg)
مركز الأخبار ـ .
يعاني لبنان أحد أسوأ حالة كساد اقتصادي في العالم في التاريخ الحديث، وقد تفاقم ذلك بسبب جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت في آب/أغسطس 2020.
أظهر استطلاع جديد أجرته منظمة اليونيسف في لبنان زيادة في عدد الأطفال الذين يعانون من الجوع، واضطرارهم إلى العمل لإعالة أسرهم وعدم الحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها.
ومع عدم وجود أي مؤشر على حدوث تحسن في الأزمة اللبنانية، تشير اليونيسف إلى أن التأثير على الأطفال يزداد سوءاً بشكل تدريجي.
وجاء التقرير الذي نشرته اليونيسيف أمس الثلاثاء 23 تشرين الثاني/نوفمبر تحت عنوان "البقاء على قيد الحياة بدون أساسيات العيش؛ التأثير المتفاقم للأزمة اللبنانية على الأطفال".
وتظهر الأرقام الواردة في التقرير تدهوراً كبيراً في الظروف المعيشية على مدى ستة أشهر، حيث أن أكثر من نصف العائلات التي لديها طفل واحد على الأقل تخطت وجبة واحدة في أيلول/سبتمبر الماضي، مقارنة بما يقرب من 37 بالمئة في نيسان/أبريل.
فيما أفادت أكثر من 30 بالمئة من الأسر التي شملها الاستطلاع بتخفيضات في نفقات التعليم، وهذا يمثل ارتفاعاً عما كان عليه في نيسان/أبريل عندما كان 26 بالمئة.
واضطرت 40 بالمئة من الأسر إلى بيع الأدوات المنزلية، واضطر 7 من كل 10 إلى شراء الطعام عن طريق الائتمان او اقتراض المال، مقارنة بستة من كل عشرة في نيسان/أبريل. ولم يتلق ما يقرب 34 بالمئة من الأطفال الرعاية الصحية، حيث كانت 28 بالمئة في نيسان/أبريل الماضي.
كما ارتفعت أسعار الأدوية بشكل كبير، مما ترك العديد من العائلات غير قادرة على تحمل تكاليف الرعاية الصحية المناسبة لأطفالها بينما تواجه البلاد نقصاً في الأدوية الأساسية. ارتفعت الأسعار أكثر بعد أن بدأت الحكومة، في 16 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري برفع الدعم تدريجياً عن أنواع معينة من الأدوية، بما في ذلك أدوية أمراض القلب وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم.
ووجدت العديد من الأسر نفسها مجبرة على اللجوء إلى آليات التكيف السلبية التي غالباً ما تعرض الأطفال للخطر. أرسلت نحو 12 بالمئة من الأسر التي شاركت في التقييم السريع لليونيسف أطفالها إلى العمل في أيلول/سبتمبر، مقارنة بنحو 9 بالمئة في نيسان/أبريل.
ومما زاد الأمر سوءاً، أن أزمة المياه تشكل تهديداً للصحة العامة. حيث لم تحصل أكثر من 45 بالمئة من الأسر على مياه الشرب مرة واحدة على الأقل في الثلاثين يوماً السابقة للمسح، مقارنة بأقل من 20 بالمئة في نيسان/أبريل.
وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن أكثر من 8 من كل 10 أشخاص يعيشون في فقر و34 بالمئة في فقر مدقع، والأمر أكثر سوءاً بالنسبة للاجئين السوريين حيث يعيش 9 من كل 10 في فقر مدقع.
ممثلة منظمة اليونيسف في لبنان يوكي موكو، دعت الحكومة اللبنانية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لحماية مستقبل الأطفال قائلة إن "هذا يتطلب تنفيذ توسع كبير في تدابير الحماية الاجتماعية، وضمان الوصول إلى التعليم الجيد لكل طفل وتعزيز الرعاية الصحية الأولية وخدمات حماية الطفل".