ندوات ومحاضرات حول العنف ضد المرأة
في سياق الفعاليات والنشاطات باقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يصادف 25 تشرين الثاني/نوفمبر نظمت اليوم الاثنين 22 تشرين الثاني/نوفمبر عدد من الندوات في مناطق مختلفة من شمال وشرق سوريا
مركز الأخبار ـ .
المرأة الإيزديدية تؤكد على تكثيف الفعاليات للحد من العنف
تحت شعار "ناضلي لدحر العنف والاحتلال"، عقد اتحاد المرأة الإيزيدية في روج آفا فرع عفرين بمقاطعة الشهباء ندوة حوارية، تمحورت النقاشات فيها عن دور المرأة في المجتمع الطبيعي والأخلاقي وتقدم الحضارات، والعنف الممارس على النساء في الحروب واستخدام جسد المرأة كأداة للمتعة وهذا ما أدى إلى تفكك المجتمع المتماسك بعاداته وتقاليده.
وشددت المشاركات على ضرورة دعم النساء والحد من العنف الممارس بحقهن من خلال تكثيف النشاطات والفعاليات الرافضة للعنف.
وعلى هامش الندوة قالت لوكالتنا عضو منسقية المرأة الإيزيدية في روج آفا سعاد حسو "أردنا من خلال هذه الندوة تسليط الضوء على الانتهاكات والعنف الممارس على المرأة عموماً والنساء الإيزيديات خصوصاً من شنكال إلى عفرين".
وأضافت "آلاف الإيزيديات تعرضن للعنف خلال الحروب. هذه الحروب حاولت تدمير الإنسانية والمرأة، ولكن النساء تمكن من تحرير ذواتهن وفكرهن بقيادة الأخوات الثلاثة مرابال وأيضاً بفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان".
وتعرض الشعب الإيزيدي في شنكال لأقسى أنواع التهجير والتعذيب على يد مرتزقة داعش في آب/أغسطس 2014 حيث اختطفت حينها نحو 7000 امرأة، كما أن الإيزيديات تعرضن لمحاولة إبادة عند هجوم تركيا ومرتزقتها على عفرين في عام 2018.
النائبة في مجلس إقليم عفرين أمينة ملا حسن قالت "اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة هو اعتراف بمعاناة النساء وجميع أساليب العنف التي تتعرض لها المرأة في جميع أنحاء العالم".
وحول ما جاء في الندوة قالت "بتبادل الحاضرين للآراء والمقترحات نتأمل أن نحد من العنف الممارس بحق النساء وهذا مطلب من كل شخص في العالم لمحاسبة نفسه، والعمل على تغيير ذهنيته من رجالٍ ونساء وذلك بتوعية أنفسهم".
فيما قالت عضو اتحاد المرأة الإيزيدية في روج آفا أهين علي "العنف بشتى أشكاله يزداد يوماً بعد آخر، وذلك لما خلفته الذهنية الذكورية التي رسخت في عقول المجتمعات عموماً".
وأشارت إلى ضرورة دعم المرأة "من خلال نشاطاتنا وفعالياتنا المنددة بالعنف الممارس ضد المرأة ندعم النساء وحقوقهن ونطالب بتمكينهن في جميع المجالات، فتحرر المرأة يدعم حرية المجتمع وهي الأساس وليس النصف فحسب".
دير الزور... ندوة حوارية بعنوان ناضلي لدحر العنف والاحتلال
تحت نفس الشعار نظم تجمع نساء زنوبيا ندوة حوارية، سلطت الضوء على الأسباب التي تؤدي للعنف ومنها قبول المرأة به مما يجعل الطرف الآخر يتمادى أكثر فأكثر، وهذا ناتج بحسب المشاركين للنظرة الدونية للمرأة والتي ترى أن المرأة أقل من الرجل وشخص ناقص الأهلية ما يؤسس حياة قائمة على التهميش والإهانة.
كما استعرضت الندوة نتائج العنف على المرأة والمجتمع كترك أكثر كبير نفسي يفقد المرأة ثقتها بنفسها، وشعورها الدائم بالذنب تجاه أعمالها وشعورها على الدوام بالإحباط والكآبة والذل وفقدان الرغبة بالمبادرة واتخاذ القرار، إضافةً لآثار اجتماعية كالتفكك الأسري والطلاق.
شهرزاد الجاسم وهي من الهيئة الإدارية لتجمع نساء زنوبيا قالت إن هذه الندوة هي البداية لسلسة من الفعاليات المترافقة مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة "اليوم بدأنا أول ندوة حوارية لحملتنا لمناهضة العنف ضد المرأة بكافة أشكاله"، وأضافت "نحاول وضع حد للعنف الذي ورثته المرأة منذ آلاف السنين".
وبينت أن "المؤسسات النسائية وتجمع نساء زنوبيا تساهم مع كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في التصدي للعنف وتوعية المرأة لتتعرف على ذاتها وحقوقها وكذلك واجباتها". وأضافت "لتسطيع المرأة التخلص من العنف عليها محاربة العادات والتقاليد البالية التي تحط من شأنها"، مستعرضة أكثر أشكال العنف الذي تعاني منه المرأة وهي العنف الأسري والاقتصادي والاجتماعي.
المسؤولة عن اقتصاد المرأة نجوى حسين قالت إن المرأة مهمشة في جميع الاتجاهات "تعاني المرأة من العنف في المنزل، ومن البيئة المحيطة بها نتيجة للعادات والتقاليد". مبينةً "نحن مقيدين بعادات وتقاليد بالية والعنف ضد المرأة جزء منها".
وأوضحت أهمية الندوات والفعاليات لمحاربة هذه الآفة "يحطم العنف نفسية المرأة وللخلاص منه علينا أن نكون يداً واحدة وأن نقيم الندوات في المنازل لنصل لكل امرأة، ففي الأسر التي يسيطر عليها الرجال بشكل كبير لا تعرف النساء من الحياة سوى العمل وتربية الأطفال".
فيان محمد من وحدات حماية المرأة أكدت أن "الخلاص من العنف ضد المرأة يكون بالكفاح ضد كل من يمارسه سواء كانوا أشخاص أو الدولة التركية". وأضافت "المجتمع الأبوي أساس العنف الممارس ضد المرأة".
وأكدت "نحن كوحدات حماية المرأة نريد أن تكون المرأة قادرة على اتخاذ القرار بنفسها وأن يتطور فكرها".
ندوة في هجين تزيد من وعي النساء
وفي الندوة التي نظمتها لجنة المرأة تجمع نساء زنوبيا في هجين قالت لوكالتنا الإدارية في اللجنة فاطمة السالم "أكدنا خلال الندوة على ضرورة الوقوف في وجه العنف ضد المرأة والسبل التي تحصل من خلالها المرأة على جميع حقوقها، وناقشت الحاضرات المشاكل التي يواجهنها والحلول المطلوبة".
من جهتها قالت عضو تجمع نساء زنوبيا صبا الدلي "بدأنا اليوم حملة مناهضة العنف ضد المرأة وكانت نسبة الحضور جيدة وتقبل النساء كذلك جيد وتم النقاش حول عدة أمور ونحن كتجمع نساء زنوبيا قائمين على العمل في الحملة بهدف تحرير المرأة من السلطة الأبوية".
فيما قالت الرئاسة المشتركة للمجمع التربوي في هجين نور شوكت "استفدنا من الندوة، وأصبح لدى المرأة وعي بحقوقها والعنف الممارس ضدها فأغلب المشاركات لا يعرفن حقوقهن وواجباتهن، وممن خلال المحاضرة تعرفن عليها".
الإدارية في لجنة المحروقات في مديرية الزراعة في هجين ندى النمر قالت "كان هناك حضور جيد وتقبل من جميع النساء المشاركات وأصبحت لدينا ثقة بأنفسنا، وعزيمة من أجل تغيير الفكر الذكوري والعادات والتقاليد البالية"، وأضافت "من خلال المشاركة في الفعاليات المناهضة للعنف ضد المرأة سنغير واقع المرأة، لتصبح المرأة قادرة على أخذ حقها ولتشارك في إدارة المجتمع".
في كوباني محاضرة توعوية للرجال
بتنظيم مؤتمر ستار وبالتنسيق مع لجنة العدالة الاجتماعية ألقيت محاضرة توعوية للرجال ضمن سلسلة فعاليات مؤتمر ستار من أجل اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
وتمحورت المحاضرة حول أهمية اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وعن أسباب العنف وأشكاله وآثاره على المرأة والمجتمع، إضافة للعنف الممارس ضد المرأة في المناطق المحتلة كرأس العين/سري كانيه، تل أبيض/كري سبي، وعفرين.
الرئيس المشترك لهيئة الشؤن الاجتماعية والعمل بإقليم الفرات سليمان كعيشيش قال لوكالتنا إن "المرأة أساس المجتمع وحريتها هي حرية جميع الشعوب الباحثة عن الحرية"، وأضاف "المحاضرة ساهمت في توعية الرجال ودفعهم لمساندة المرأة ودعمها خاصة في هذه الظروف التي تشهد هجمات وتهديدات الدولة التركية التي تستهدف النساء".
وأكد على أهمية فكر القائد عبد الله أوجلان ومشروع الإدارة الذاتية في منح المرأة حريتها وحقوقها، مضيفاً أنه "مازال الطريق طويلاً حتى نصل لفكر مستنير من قبل الرجال، وكذلك ما يزال مشوار المرأة طويلاً حتى تحقق حريتها في ظل انتشار حالات القتل والاغتصاب بحق النساء والأطفال". مشدداً على أن عملية التحرر تحتاج لوقت "على المرأة بذل المزيد من الجهد وكذلك على الإدارة الذاتية توعية الرجال بشكل خاص لحقوق المرأة".
وفي ختام حديثه دعا سليمان كعشيش جميع الرجال لمراجعة أنفسهم والتخلص من أفكارهم الرجعية "أتمنى من جميع الرجال تنوير فكرهم الظلامي بحق المرأة لإن الحياة هي حياة مشتركة بين الجنسين".
مجلس المرأة في منبج يطرح قضية العنف بعدة محاور
في منبج نظم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل ندوة حوارية تحت عنوان "لنتحد معاً لإنهاء العنف ودحر الاحتلال" تضمنت ثلاثة محاور المحور الاجتماعي والديني والقانوني.
وعلى هامش الندوة قالت لوكالتنا الإدارية في حزب سوريا المستقبل في منبج وريفها هند دغستاني "من خلال فعالياتنا نسعى لإيصال رسالة للعالم بأن المرأة في شمال وشرق سوريا وصلت لمستوى من الوعي والإدراك".
وأشارت إلى أهمية المحور الديني الذي تضمنته الندوة "الدين أنصف المرأة وأعطاها كافة حقوقها منذ عصر الرسول الذي كانت المرأة معززة ومكرمة به، ولا ننسى أهمية المحور الثالث والأخير الذي هو المحور القانوني".
الناطقة باسم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل في منبج ابتسام عبد القادر قالت "الندوة ضمن سلسلة فعاليات أقامها مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل على مستوى شمال وشرق سوريا".
وأشارت إلى أهمية المحاور التي تناولتها الندوة "العنف ضد المرأة قضية مجتمعية تعاني منها المرأة، كذلك طرحنا وجهة نظر الدين والإسلام بأنه يرفض كافة أشكال العنف وهو يدعو إلى الرحمة والمغفرة والتسامح، أما المحور القانوني فسلط الضوء على القانون هل أنصف المرأة أم لا". داعية لتطبيق قوانين صارمة تنهي العنف ضد المرأة.
اختتمت ابتسام عبد القادر حديثها بالتأكيد على أنه "نحن كمجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل نهدف لإيصال رسالتنا لجميع نساء العالم وهي تحقيق أهدافنا المتمثلة في تحقيق العدل والمساواة بين كلا الجنسيين لبناء سوريا المستقبل".
الرئيس المشترك للمجلس التشريعي للإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها محمد العبو قال إن "القوانين لم تنصف المرأة، ولم تحد من العنف الذي يمارس ضدها، لكن في شمال وشرق سوريا ومن خلال مشروع الأمة الديمقراطية سنت قوانين داعمة للمرأة".
وعن حضور الرجال في الندوات بين أن لها أهمية كبيرة "وجود الرجل في الندوات التي تتحدث عن مناهضة العنف ضد المرأة له أثر إيجابي كبير، فطرح هذا الموضوع من منطلق الرجل وطريقة تفكيره أغنى هذه الندوة". مضيفاً "نحن بشمال وشرق سوريا وبمشروع الأمة الديمقراطية ندعم وجود الرجل إلى جانب المرأة فهما يكملان بعضمها لبناء المشروع الديمقراطي والذي تعتبر المرأة فيه أساس ونواة".
الناطقة باسم مجلس المرأة العام في مدينة الرقة غالية كجوان أشارت إلى ذهنية داعش الذي يعادي المرأة وكيف أثر على المنطقة خلال سيطرته لسنوات "نعيش في بيئة عشائرية قبلية تسودها العادات والتقاليد من جانب ومن جانب آخر ما مارسه داعش ما يزال له أثر كبير على النساء".
وأكدت أن "النقاشات قيمة وطرح الأسئلة من قبل الحضور أغنى الندوة، وأكد الجميع على ضرورة نشر التوعية المجتمعية عبر الحوار والندوات وثقافة السلام بين الرجل والمرأة وكذلك فتح مشاريع اقتصادية وتأمين فرص العمل لجميع النساء وتصحيح جميع المفاهيم الخاطئة والعادات والتقاليد من جانب الدين والقانون والمجتمع، وسن قانون لحماية النساء".