مشاركات في الملتقى العشائري تنددن بسياسة التغيير الديمغرافي التي تتبعها تركيا

نددت المشاركات في ملتقى العشائر العربية في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا، بسياسة التغيير الديمغرافي التي يتبعها الاحتلال التركي في المناطق المحتلة.

قامشلو ـ أكدت مشاركات في ملتقى العشائر العربية في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا، أن ممارسات وانتهاكات تركيا ضد مناطق شمال وشرق سوريا ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

نظم اليوم السبت 21أيار/مايو، ملتقى العشائر العربية في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا، لمناقشة سياسة الدولة التركية في تغيير ديمغرافية المنطقة والانتهاكات التي تمارسها بحق الأهالي.

تواصل الحكومة التركية بإدارة حزب العدالة والتنمية ممارساتها وانتهاكاتها بحق شعوب مناطق شمال وشرق سوريا، بالإضافة إلى اتباعها سياسة التغيير الديمغرافي في المناطق التي تحتلها.

وقالت القيادية في قوات سوريا الديمقراطية بيريتان محمد خلال الملتقى "إذا نظرنا إلى الوضع بشكل عام سنرى بأنه غير مستقر في جميع أنحاء العالم وليس في مناطقنا فقط، ويعود ذلك إلى التدخلات الخارجية بما فيها تدخلات الدولة التركية وخاصة في مناطقنا، فمنذ بدأ الأزمة السورية عام 2011 لم تكتفي الدولة التركية بممارساتها الوحشية والهمجية والرجعية ضد مناطقنا وشعبنا".

وشددت على ضرورة "إدراك أن ما تفعله تركيا ما هو الا استغلال واستعمار"، لافتةً الانتباه إلى الأزمات التي تعانيها تركيا على الصعيد الداخلي "بالرغم من أن تركيا تواجه ضربات موجعة وافتقدت السياسة الصائبة وهي تمر بأزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية ودبلوماسية، إلى أنها ما زالت تواصل سياساتها الرجعية في المنطقة".

وتابعت "يجب أن نرى أن الدولة التركية هي العدو الأساسي الذي يريد السيطرة على مناطقنا ويزعزع استقرارنا، كما ويجب أن نكون في مواجهة هذه الوحشية والمنهجية"، مشيرةً إلى أن "الدولة التركية تتدخل في جميع الأزمات في العالم ومنها مناطق الشرق الأوسط بما فيها أوكرانيا وليبيا وسوريا وأرمينيا وغيرها، لتعيد هيمنتها العثمانية السابقة"، مؤكدةً على أن "كشعب شمال وشرق سوريا استطعنا أن نصد هذا العدوان والسياسة التي تتبعها تركيا بقوتنا ووعينا وتضامننا".

وأضافت بيريتان قامشلو "نحن كشعب شمال وشرق سوريا واجهنا العديد من الصعوبات وصمدنا أمامها حتى وصلنا إلى هذه المرحلة، ورغم أننا اعتمدنا على انفسنا من كافة الجهات وبنينا نظام الإدارة الذاتية تريد الدولة التركية مرة أخرى أن تسيطر وتحتل مناطقنا بحجة بناء منطقة آمنة على حدودها مع شمال وشرق سوريا، لهذا فأن الواجب والحمل الكبير يقع على عاتقنا، يجب أن نأخذ من تجربتنا درساً وأن ندرك أنه بتصدينا وبثقتنا بأنفسنا وتضامننا وبحثنا عن التكاتف والحياة الحرة سنصل إلى الهدف الذي نسير إليه".

وعلى هامش الملتقى قالت عضو المجلس العام لحزب سوريا المستقبل إيناس شحودي لوكالتنا "شاركنا اليوم في الملتقى العشائري للتنديد وإدانة الممارسات والانتهاكات التي تقوم بها الدولة التركية في مناطق شمال وشرق سوريا التي تسيطر عليها كعفرين ورأس العين وتل أبيض، الدولة التركية لا تزال تسعى إلى ضرب مشروع الأمة الديمقراطية في مناطق الإدارة الذاتية كما وتحاول أن توسع من مشروعها الاحتلالي من خلال توطين عدد من لاجئين الداخل السوري في المناطق التي تحتلها، وذلك بهدف التغيير الديمغرافي لتلك المناطق وإفقادها ثقافتها وهويتها الأصلية".

وأضافت "نحن نعتبر أن ما تقوم به تركيا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تهدف من خلالها كسب قاعدة شعبية لخدمة مصالحها الشخصية التوسعية في المناطق المحتلة، فقد شاهدنا في الفترات الأخيرة تزايد الهجمات على مناطق شمال وشرق سوريا من قبل الطائرات المسيرة التي تستهدف أمن وأمان شعبنا وقياداتنا، ونحن في حزب سوريا المستقبل ندين هذه الأفعال وسنقف صفاً واحداً إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التي تعتبر القوة الشرعية الحامية لمناطقنا".

من جانبها أوضحت الرئيسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل ريم سينو أن إقامة هكذا ملتقى مهم للغاية لتقييم وجهات النظر ومعرفة ما يدور من حولنا "إن هجمات الدولة التركية على المنطقة تعتبر استهدافاً لكافة مكوناتها الساعية إلى التفرقة فيما بينهم، واستهدافاً لمشروع الأمة الديمقراطية ومشروع أخوة الشعوب وتضامن وتكاتف الشعب السوري"، مشددةً على أن "سياسة التغيير الديمغرافي التي تتبعها الدولة التركية وحزب العدالة والتنمية يعد محاولة لتغيير التاريخ ومستقبل سوريا أرضاً وشعباً، فترحيل عدد من السوريين القاطنين في تركيا إلى أماكن معينة باختيار من تركيا يسمى تغيير ديمغرافي بحت".

وقالت في ختام حديثها "لن نقبل أبداً بهذا التغيير، إننا ندين ونستنكر هذه السياسة لأننا شعب لا نقبل أن نقسم المناطق فيما بيننا، فنحن نعيش في كافة أرجاء سوريا كأخوة ويداً بيد كلمتنا واحدة، لا نرضى بأي تدخل خارجي أو داخلي يحاول زعزعة أمن واستقرار مناطقنا".