حلب... الحصار المستمر يفاقم معاناة المتضررين من الزلزال

استمرار الحصار من قبل الفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، يفاقم معاناة المتضررين من الزلزال.

ميديا مقتاد

حلب ـ لم يكن حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمنأى عن الزلزال الذي ضرب كلاً من تركيا وسوريا الاثنين 6 شباط/فبراير، فقد أحدث أضراراً مروعة وخلف الآلاف من الضحايا، ولا يزال الخطر يحدق بأهالي المدينة وباتت العديد من المباني آيلة للسقوط.

توافدت حوالي 1200 أسرة من حيي الشيخ مقصود والأشرفية، حتى صباح الأربعاء 8 شباط/فبراير، إلى مدينة الشهباء في شمال وشرق سوريا، لكن الطريق الواصل بين مدينة حلب ومقاطعة الشهباء غير آمن بسبب الحصار المفروض من قبل حكومة دمشق.

أوضحت الإدارية في المجلس العام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية هيفين سليمان أن الزلزال والهزات الارتدادية التي ضربت حيي الشيخ مقصود والأشرفية، تسببت بأضرار هائلة في الأرواح والبنية التحتية، مشيرةً إلى أن الحصار على الحيين فاقم من معاناة المتضررين من الزلزال في ظل الخطر المحدق بالأهالي.

وأشارت إلى أن "معظم أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية هم المهجرين قسراً من مدينة عفرين التي احتلتها تركيا ومرتزقتها"، لافتةً إلى أن "هؤلاء المهجرون اضطروا للإقامة في المباني المدمرة والمتضررة، منذ سنوات إثر الحرب الدائرة في البلاد".

وأكدت على أن "ما يعاني منه الأهالي سببه الاحتلال التركي، وذلك بعد تهجيره أهالي مدينة عفرين قسراً إثر احتلالها، وهو ما دفعهم للعيش في منازل ومباني غير قابلة للسكن ومتصدعة وآيلة للسقوط".

وحول الحصار المفروض على الحيين وما يعانيه الأهالي تقول "بالرغم مما يعانيه الأهالي وخاصة بعد انهيار أحد المباني المؤلفة من خمس طوابق على ساكنيها في 22 كانون الثاني، وقلة المعدات الطبية وعدم القدرة على تقديم المساعدة من قبل المدن الأخرى لانتشال الضحايا من تحت أنقاض المبنى، لم يتم رفع الحصار عن الحيين".

وطالبت بالضغط على حكومة دمشق لرفع الحصار المستمر على أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية ومدينة الشهباء، والسماح بدخول مواد التدفئة والأدوية الطبية، والمساعدات الإغاثية.

وعن الأضرار الناجمة عن الزلزال تقول "إن حياة الأهالي في الحيين بخطر حتى لو توقفت الزلازل والهزات الارتدادية، فمعظم المباني التي لم تسقط من فعل الكارثة تصدعت وباتت آيلة للسقوط"، لافتةً إلى أنه لوقاية الأهالي من تأثيرات الزلزال الذي ضرب مناطق عديدة في سوريا، تم إنشاء مراكز إيواء ونصب خيم من قبل المجلس العام للحيين في الساحات العامة، في حين قضى الناس ليلتهم الأولى في الساحات العامة، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وسط طقس شديد البرودة.

وأشارت إلى أنه على حكومة دمشق تقديم المساعدة للمتضررين من الزلزال، وليس تشديد الحصار على الأهالي وتضييق الخناق عليهم.

وأكدت في ختام حديثها على أن المجلس العام لحيي الشيخ مقصود والأشرفية وفي ظل الحصار سيقدم المساعدة للأهالي ويأمن لهم أماكن آمنة للبقاء فيها كالمدارس والجوامع.

 

 

ووصلت شحنة مساعدات إنسانية مقدمة من الهلال الأحمر الكردي، أمس الأربعاء 8 شباط/فبراير إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية، تحمل على متنها أغطية وخيم ليتم نصبها في الساحات الفارغة والبعيدة عن الأبنية العالية، لإيواء الأهالي، لتجنب المزيد من الخسائر البشرية.

تقول عضو منسقية مؤتمر ستار وعضو لجنة المتطوعة مع هلال الأحمر الكردي فهيمة حمو "لقد شهد حيي الشيخ مقصود والأشرفية كارثة كبيرة، ولتقديم المساعدات للأهالي المتضررين والناجين من الزلزال، تم التنسيق مع الهلال الأحمر الكردي لتأمين أماكن إيواء ومساعدات إنسانية، كما تم نصب الخيم في الساحات في الأشرفية ومنها في قرية بنو الواقعة في شمال حي الشيخ مقصود، معظم الأهالي قصدوا المدارس وصالات الأفراح والمساجد لحماية أنفسهم من انهيار الأبنية الآيلة للسقوط بعد حدوث تصدعات بها".

وأكدت على أنهم يسعون لمساعدة الأهالي وحمايتهم في ظل البرد القارس وتخفيف المأساة عنهم "نناشد المنظمات الدولية والإنسانية بمساعدة أهالي حلب وحمايتهم من مخاطر وكوارث أخرى".