عقب الزلزال المدمر... مطالبات بإعلان النفير العام

شددت نائبة حزب الشعوب الديمقراطي نوران أمير على ضرورة إعلان النفير العام بدلاً من حالة الطوارئ من أجل إنقاذ المزيد من الأرواح قبل أن يتدارك الوقت.

شرناخ ـ وقع زلزالان منفصلان في مدينة مرعش الأول بقوة 7.7 على مقياس ريختر وكان مركزه منطقة بازاركيكس، والثاني بقوة 7.6 وكان مركزه البستان، كما ضرب زلزالان بقوة 6.4 و6.5 مدينة ديلوك، وتسببت سلسلة الزلازل في دمار العديد من المدن.

نُشر في الجريدة الرسمية قرار رئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان بشأن إعلان حالة الطوارئ (OHAL) في 10 مقاطعات التي تعرضت لزلازل، وبدأت تتصاعد ردود فعل الأهالي تجاه قرار الدولة الذي يسعى إلى منع المساعدة وإعاقة فرص التضامن والتعاون للمبادرات المدنية.

أنشأت منظمة مقاطعة شرناخ التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي طاولة لتنسيق الأزمات وتقديم يد العون لضحايا الزلزال، وكان سيتم الإدلاء ببيان أمام مبنى المنظمة من قبل نائبة حزب الشعوب الديمقراطي في شرناخ نوران أمير، ومنظمات المقاطعات ومناطق تابعة لحزب الشعوب الديمقراطي، وحزب المناطق الديمقراطية، وحركة المرأة الحرة، وجمعية اللغة والثقافة، والعديد من الأشخاص الآخرين، لكن حاولت قوى الأمن منعهم من الإدلاء بالبيان الذي كان يهدف إلى التضامن والتعاون مع المتضررين من الزلزال، وحاصروا مبنى تابع لحزب الشعوب الديمقراطي، وبالرغم من ذلك إلا أنهم لم يستطيعوا من منعهم.

 

"تأتي المساعدات بأعداد كبيرة"

قالت نائبة حزب الشعوب الديمقراطي نوران أمير لوكالتنا، إن هناك زلزالاً كبيراً أثر على العديد من المدن في البلاد "ملأنا الشاحنات بالمساعدات وتدفق الأهالي بشكل كبير لتقديم المساعدة اللازمة من الطعام والأغطية والألبسة وحتى اللوازم الطبية وجميع الاحتياجات الأساسية. انطلقت حملة المساعدات في جميع المناطق والقرى والبلدات، الجميع في حالة نفير، وسنحاول بكل الطرق إيصال هذه المساعدات لمن تضرروا من الزلازل".

أشارت إلى أنهم شعروا بألم وحزن كبيرين "شعب بوطان عانى من الآلام والأوجاع بكثرة، وعانى من كوارث كبيرة أثناء حظر التجول، نزحوا من ديارهم بسبب النزاعات التي فقدوا على أثرها أقاربهم وعائلاتهم، ولم يتمكنوا حتى من دفن جثمان موتاهم، ولهذا السبب فإن أهالي المنطقة يفهمون جيداً ضحايا الزلزال ومعاناتهم، وبالتالي فهم بطبيعة الحال في حالة نفير عام. كل شخص من عمر 7 سنوات إلى 70 عاماً في المنطقة، جميع مناطقنا مكتظة بالأشخاص الذين يريدون تقديم المساعدة".

ورداً على إعلان حالة الطوارئ تقول نوران أمير "إعلان حالة الطوارئ هو في الواقع سياسة ممنهجة، فمع إعلان حالة الطوارئ، يتوجب توفير الفرص لإنقاذ الأشخاص الذين هم تحت الأنقاض، ولكن على العكس من ذلك يتم حظر المساعدات وإغلاق طريق الدعم أمام المتطوعين، وكما يجب أن ينظر إليه على أنه حدث سياسي، ففي كل جملة يقولونها تتضمن عبارة "تعليمات رئيسنا". مرت ثلاثة أيام ولا يزال الناس تحت الأنقاض في انتظار أن يتم إنقاذهم، مطلبنا الأساسي هو إنقاذ الأبرياء، نحن أمام حكومة فاسدة، ونواجه كارثة طالت الملايين، وفي هذه الحالة فبدلاً من النفير العام، يتم إعلان حالة الطوارئ".

 

"هناك مشكلة إسكان خطيرة"

ولفتت إلى عمل بلديات حزب الشعوب الديمقراطي أمام الأمناء "بعد زلزال عام 1999 مباشرة، جميع العاملين في الحزب والبلديات لدينا كانت في حالة من نفير عام وأخذت مطابخ الغذاء إلى منطقة الزلزال، ولكن تم الاستيلاء على بلدياتنا جنباً إلى جنب مع الأمناء ونحن الآن نتحرك مع شعبنا، حتى الآن هناك عشرات الآلاف من الأهالي يبحثون عنا وينتظرون أن يتم إنقاذهم، يعاني معظمهم من العديد من المشاكل منها التدفئة والمأوى، ففي مناطق الزلزال، يكون الناس في الخارج وهناك مشكلة إسكان خطيرة".

وأضافت "تم حظر المساعدات من خلال المحافظين وأمناء المناطق. الشاحنات التي تذهب إلى منطقة الزلزال تحمل راية المؤسسة التي قدمت المساعدة اللازمة، لكن هذه اللافتات أزيلت ووضعت راية إدارة الكوارث والطوارئ، هذا يعني أن القوة قد انهارت وإنها في مرحلة من التنافر والتشظي. لا نقبل مثل هذه العقلية المانعة والمعيقة، فنحن نريد أن نخفف هذا الألم حتى وإن كان جزءاً صغيراً منه".

 

"أين تم إنفاق ضرائب الزلزال؟"

وأوضحت نوران أمير إنهم بدأوا حملات في جميع المدن، ويتواجدون في الساحات مثل جميع نواب حزب الشعوب الديمقراطي "إذا لم يحدث هذا الزلزال لكان قد تم مناقشة العفو العام لإعادة الإعمار، لمن كان عفو القسائم؟ طبعاً لأنصاره وأتباعه، لقد كانت الدولة تتباهى بالطرقات التي تصنعها كل يوم، لكننا جميعاً رأينا كيف أصبحت تلك الطرقات".

ونوهت إلى أن "ما حدث لتلك الطرقات كشف حقيقة السلطة الكاملة، وبالإضافة إلى ذلك، يتم جمع الأموال من الأهالي، وهو وضع رهيب من جهة السلطة، كان لابد من تلبية جميع احتياجات الناس، أين يتم إنفاق ضرائب الزلزال؟. يجب أن تتم محاسبة الدولة وتدفع ثمن هذا".

وأشارت إلى أنه "على الرغم من كل الخطابات التهديدية، لن نترك شعبنا وحده، لقد حشد عشرات الآلاف من الأهالي، سندير هذه الحملة ونعالج ونتخطى هذا الألم معاً".

 

إذا استمرت العقبات ستزداد معدلات الوفيات

وبينت نوران أمير أنه كل ثانية تمر مهمة للغاية بالنسبة لهم لأن الآلاف من الأهالي مازالوا تحت الأنقاض، وإذا استمرت العقبات ستتجاوز معدلات الوفيات مائة ألف "لدينا مثل هذه المخاوف، يجب أن يتوسع النفير من جميع الأطراف، هدفنا الوحيد هو الوصول إلى الناس ولمس آلامهم والمساهمة في مساعدتهم، يحمل الأهالي في شرناخ المساعدات إلى أمام بلدية سلوبي".

وفي الآونة الأخيرة هناك شائعات عن بدء تحقيقات ضد المؤسسات التي تجلب المساعدات وتجمعها "بدلاً من بدء التحقيق ضد أولئك الذين بنوا ناطحات السحاب، فإنهم يفعلون ذلك لمن يمد يد العون. إن هذا وضع رهيب حقاً فقد حاولت قوى الأمن منعنا من الإدلاء بالبيان الذي كان يهدف لطلب المساعدة، فبدلاً من منعنا يجب أن يذهبوا وينقذوا المتضررين من الزلزال ويضمنوا أمنهم وسلامتهم".

وفي ختام حديثها طالبت نوران أمير بمنع هذه التحقيقات "سنبقى على أمل حتى اللحظة الأخيرة حتى يتم إنقاذ الناس من تحت الأنقاض، فنحن نبني جسراً من بوطان إلى مرعش وآمد وعنتاب وهاتاي".