فرض عقوبات على النظام الإيراني ودعوات لتنظيم احتجاجات حاشدة

تتواصل الاحتجاجات الإيرانية داخل وخارج البلاد ضد النظام الإيراني، مع فرض عقوبات على النظام إزاء القمع المستخدم على المتظاهرين.

مركز الأخبار ـ دخلت الاحتجاجات الإيرانية التي اتسعت لتشمل أغلب مدن إيران وشرق كردستان مع تضامن أغلب دول العالم أسبوعها الرابع، بالتزامن مع دعوات لتنظيم احتجاجات حاشدة.

دعا مجلس جامعة "شريف للتكنولوجيا" لتنظيم تجمع احتجاجي غداً السبت 8 تشرين الأول/أكتوبر، وبحسب إعلان مجلس جامعة "شريف للتكنولوجيا"، فإن هذا التجمع سيعقد في منتصف النهار أمام المكتبة المركزية للجامعة، احتجاجاً على الاعتداء الأخير للأمن الإيراني على طلاب الجامعة.

وجاء في البيان الذي كتبه 65 أستاذاً من جامعة شريف للتكنولوجيا "لا يمكن الحكم على غالبية الشعب بالقوة والإكراه إلى أجل غير مسمى، والرد على كل مطلب عادل من خلال قمع العسكريين والأمنيين والمسلحين بملابس مدنية، والضرب والترهيب والتهديد".

كما أصدرت جماعة "شباب أحياء طهران" بيان طالبت من خلاله الشعب الإيراني بالنزول إلى الشوارع والساحات الرئيسية في مدنهم يوم السبت 8 تشرين الأول/أكتوبر.

وأعلن طلاب بعض الجامعات الإيرانية الذين يخططون لتنظيم تجمعات جديدة أنهم تعرضوا لضغوط وتهديد، كما أصدر طلاب جامعة "يزد"، بيان أعلنوا فيهم عن تعرضهم للتهديد من قبل القوات الأمنية، وكتبوا أنه منذ الأربعاء، بدأ مسؤولو جامعة "يزد" في الضغط على الطلاب، وتهديدهم من خلال الاتصال بأسر الطلاب بأنه إذا استمر أبناؤهم في تجمعاتهم، فإن الجامعة ليست مسؤولة تجاههم.

وبحسب البيان تم تهديدهم بأنه "في حال تنظيم تجمع يوم السبت، سيتم مهاجمة الجامعة بشكل مباشر باستخدام الحرس الخاص وقوات أمنية لقمع الطلاب".

كما نشرت مجموعة من طلاب جامعة "آزاد" في فرع سوهانك بطهران بياناً جاء فيه "نقف في الخط الأمامي لهذه الساحة من أجل دماء أصدقائنا، ولن نتوقف عن الاحتجاج والإضراب حتى يتم تحرير أصدقائنا الطلاب الآخرين".

ودعا نشطاء إيرانيون مقيمون في كندا في فانكوفر إلى تجمع احتجاجي ومسيرة تضامنية مع الطلاب والمحتجين الإيرانيين الساعة الثالثة بعد ظهر يوم السبت 8 تشرين الأول، أمام صالة عرض الفنون.

وكتبت المتحدث باسم جمعية أهالي ضحايا الطائرة الأوكرانية، حامد اسماعيلون في تغريدة "دعما للطلاب الإيرانيين سننظم يوم السبت 22 تشرين الأول/أكتوبر، مظاهرة كبيرة في إحدى المدن الأوروبية الرئيسية... انتظرونا".

وتعتزم مجموعة من النشطاء الألمان الذين يعيشون في برلين تسمى "فمنيستا" الاعتصام أمام مكتب حزب الخضر الألماني في برلين في الفترة من 9 إلى 14 تشرين الأول/أكتوبر أي لمدة أسبوع، وخلال 24 ساعة في اليوم "دعماً للحركة النسوية والشعب الإيراني واحتجاجاً على صمت السياسيين الألمان".

 

اعتقال أكثر من 300 ناشط/ة

بحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك لجنة متابعة أوضاع الأشخاص الموقوفين في إيران، تم اعتقال أكثر من 300 ناشط سياسي ومدني وطلابي خلال الانتفاضة التي عمت أرجاء البلاد، فيما تم اعتقال أكثر من 100 طالب في جامعات مختلفة، بالإضافة إلى آلاف المتظاهرين الذين اعتقلتهم السلطات الإيرانية خلال الاحتجاجات؛ مما يعكس هلع النظام من هذه الاحتجاجات.

وأكد تقرير منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان، أنه تم اعتقال أكثر من ألفي مواطن كردي، تم تحديد هوية أكثر من 400 منهم من قبل هذه المنظمة.

 

النظام الإيراني مسؤول عن مقتل نيكا شاكرمي

وأصدرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية بياناً جاء فيه "الادعاء المتناقض للسلطات الإيرانية حول مقتل نيكا شاكرمي، بناء على بث أفلام مقطوعة وغير مكتملة، إلى جانب الاعترافات القسرية لأقاربها، أمر غير مقبول".

أضافت المنظمة أنها لا تقبل الرواية الرسمية لوفاة نيكا شاكرمي بسبب العديد من التناقضات والعيوب، وتعتبر النظام الإيراني مسؤولاً عن قتلها.

وأعلنت نسرين شاكرمي، والدة الشابة الإيرانية المقتولة، نيكا شاكرمي 16 عاماً، أن شقيقها وشقيقتها المعتقلين أُجبرا على الإدلاء باعترافات كاذبة، وأن ابنتها قتلت بسبب الضرب الذي تعرضت له على أيدي عناصر الأمن في مظاهرة في الـ20 من أيلول/سبتمبر الفائت بطهران.

وأكدت نسرين شاكرمي "قتلوا ابنتي وهم يهددونني على الاعتراف القسري"

وأثار بث الاعترافات القسرية لخالة نيكا آتش شاكرمي وخالها على شكل تقرير، ردود فعل غاضبة واسعة النطاق.

 

أدانات دولية وفرض عقوبات

بالتزامن مع الموافقة على قرار البرلمان الأوروبي الذي يدين مقتل مهسا أميني وقمع النظام للاحتجاجات في إيران، يوم الخميس 6 تشرين الأول/أكتوبر.

ووافق البرلمان الأوروبي على قرار يدين مقتل مهسا أميني، وقمع الاحتجاجات التي تعم مختلف أنحاء إيران، وطالب القرار النظام الإيراني بتوضيح ملابسات مقتل مهسا أميني، وإنهاء العنف والتمييز ضد المرأة، كما أدان قرار البرلمان الأوروبي قمع المتظاهرين، وقطع الاتصال بالإنترنت في إيران.

وفي وقت سابق، طُلب من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي العمل مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإنشاء آلية تحقيق ومساءلة دولية بهدف إلغاء حصانة منتهكي حقوق الإنسان في إيران من العقاب.

وأعلن منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الاتحاد يدرس كل الخيارات لمواجهة طهران، وسيتم النظر في فرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني بسبب مقتل مهسا أميني وقمع الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.

وأشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى عقوبات واشنطن الجديدة ضد قامعي الاحتجاجات الإيرانية، وقال إن الولايات المتحدة تواصل محاولة محاسبة أولئك الذين يحرمون الشعب الإيراني من حقه في حرية التعبير والتجمع السلمي.

كما فرضت الخزانة الأميركية عقوبات جديدة شملت 7 مسؤولين إيرانيين، بينهم وزيرا الداخلية والاتصالات ومدير الشرطة، بسبب مشاركتهم في قمع التظاهرات.

 

مذبحة زاهدان: 91 قتيلاً بينهم 7 أطفال

بعد نحو أسبوع على المجزرة الوحشية التي قام بها الأمن الإيراني في زاهدان عاصمة إقليم بلوشستان، أفادت وسائل إعلامية أن عدد ضحايا المذبحة وصل إلى 91 شخصاً، وكان من بين القتلى سبعة أطفال ومراهقون.

وأودت المجزرة الواسعة التي قامت بها القوات القمعية للنظام الإيراني في زاهدان، يوم الجمعة 30 أيلول/سبتمبر حتى الآن بحياة 91 شخصاً بعضهم أطفال و4 مواطنين على الأقل تبلغ أعمارهم 18 عاماً.

وحذر العديد من نشطاء البلوش من احتمال زيادة عدد القتلى بسبب نقص الخدمات الطبية لعشرات الجرحى في هذه المجزرة، والذين ورد أن حالتهم حرجة.

وأفاد بعض نشطاء البلوش أنه في مستشفى خاتم زاهدان، تم إجبار الجرحى على الاعتراف بأنهم "أعضاء في جيش العدل"، حتى يتم السماح بإجراء عملية جراحية لهم.

وطالب نشطاء البلوش مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بأن يكونوا صوت مواطنيهم في زاهدان باستخدام هاشتاغ # Speak4Zahedan لنقل هذه المأساة الإنسانية إلى آذان العالم.

يذكر أنه بعد صلاة الجمعة في زاهدان، نظم عدد من المواطنين في هذه المدينة تجمعاً احتجاجياً على قتل مهسا أميني، واغتصاب قائد شرطة تشابهار فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، لكن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين.

ووصف العديد من نشطاء حقوق الإنسان والمستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي المجزرة التي قام بها عناصر الأمن في زاهدان بـ "الجمعة الدامية" و"الجمعة السوداء" في زاهدان.

وأدانت رابطة الكتاب الإيرانيين مجزرة زاهدان وقمع احتجاجات المواطنين والطلاب، ووصفت الحركة المطالبة بالحرية للشعب الإيراني بأنها نتيجة انفجار الغضب الشعبي من تدمير حياة الناس خلال العقود الأربعة من حكم النظام الإيراني.

وأدانت الممثلة الإيرانية وسفيرة النوايا الحسنة لليونيسف، مهتاب كرامتي، العنف والقمع ضد المحتجين في جميع أنحاء إيران، وكتبت على موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام" أنها قدمت لليونيسف تقارير عن اعتقال وقتل وإصابة أطفال في الاحتجاجات، واستخدام المراهقين لقمع المحتجين.