'إطلاق النار على المحتجين لا يؤدي إلا إلى تأجيج الغضب ضد نظام فاسد واستبدادي'

دخلت الاحتجاجات الإيرانية اليوم أسبوعها الرابع وعمت أغلب مدن إيران وشرق كردستان، وأكدت المنظمات الحقوقية إن إطلاق النار على المحتجين من قبل قوات الأمن لا يؤدي إلا إلى تأجيج الغضب ضد نظام فاسد واستبدادي.

مركز الأخبار ـ على مدى السنوات الأربع الماضية، شهدت إيران عدة موجات من الاحتجاجات واسعة النطاق. ردت السلطات على هذه الاحتجاجات الواسعة في جميع أنحاء البلاد بالقوة المفرطة والقاتلة والاعتقالات التعسفية لآلاف المحتجين.

بعد يوم من نشر "اعترافات قسرية" لخال وخالة الشابة الإيرانية المقتولة، نيكا شاكرمي، المعتقلين على التلفزيون الإيراني، أعرب بعض المسؤولين عن قلقهم من تزايد الغضب العام والاحتجاجات بعد مقتل هذه المتظاهرة التي تبلغ من العمر 17 عاماً.

وكان لبث "الاعترافات القسرية" ردود فعل واسعة، وكتب كثير من النشطاء عن تناقضات الادعاءات الواردة فيها مع المزاعم التي سبق نشرها من قبل وسائل الإعلام.

وكان لنشر تقارير متضاربة حول كيفية مقتل نيكا انعكاسات عديدة على الشبكات التواصل الاجتماعي، وزاد من غضب الناس واستيائهم من النظام.

وكتب رئيس تحرير جريدة همشهري، عبد الله كنجي، أن مقتل نيكا شاكرمي هو "خزان وقود مساعد" للاحتجاجات.

ووقعت عريضة بأكثر من 16500 توقيع على الموقع الإلكتروني للبرلمان البريطاني رداً على الانتفاضة الأخيرة التي شهدتها إيران والقمع الوحشي للمتظاهرين، مطالبة السلطة في هذا البلد بحسم أي مفاوضات لتقليص العقوبات المفروضة على البلاد.

كما جاء في هذه العريضة الموجهة إلى الحكومة البريطانية أن "الاحتجاجات الحالية في إيران تحتاج إلى دعم القوى العالمية حتى تنجح. منذ بداية الاحتجاجات، تم قطع الإنترنت، وفقاً للتقارير، وتعرض المتظاهرون للهجوم من قبل القوات الأمنية والعسكرية، وقتل واعتقل المئات من الأشخاص. إن تخفيض العقوبات ضد النظام الإيراني يوفر لها أموالاً لا نريدها. كما لا ينبغي أن يكون هناك أي مسؤولين لهم علاقة بمصالح النظام الإيراني في بريطانيا".

 

"قوات الأمن تطلق النار على محتجين وتقتلهم"

وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن السلطات الإيرانية شنت حملة قمع وحشية على الاحتجاجات العارمة المناهضة للنظام بالقوة المفرطة والقاتلة في جميع أنحاء إيران.

بناء على فيديوهات للاحتجاجات، ومقابلات مع شهود وأحد أفراد قوات الأمن، وثّقت هيومن رايتس ووتش حوادث عديدة استخدمت فيها قوات الأمن القوة المفرطة أو القاتلة بشكل غير قانوني ضد المحتجين في 13 مدينة في أنحاء إيران. أظهرت مقاطع الفيديو قوات الأمن تستخدم البنادق، والبنادق الهجومية، والمسدسات ضد المحتجين في أماكن سلمية إلى حد كبير ومزدحمة غالباً، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات. في بعض الحالات، أطلقوا النار على الأشخاص الذين كانوا يفرون.

وقالت باحثة أولى متخصصة في إيران في هيومن رايتس ووتش تارا سبهري فر "رد السلطات الإيرانية الهمجي على الاحتجاجات في عدة مدن يشير إلى تحرك منسق من قبل الحكومة لقمع المعارضة مع تجاهل وحشي لحياة الناس. إطلاق النار الواسع على المحتجين من قبل قوات الأمن لا يؤدي إلا إلى تأجيج الغضب ضد حكومة فاسدة واستبدادية".

وأوضحت سبهري فر "يحتج الناس في إيران لأنهم لا يرون مقتل مهسا أميني وحملة السلطات القمعية كحدث منفرد، بل هو أحدث مثال على قمع النظام المنهجي لشعبها".

وقامت ممثلة حزب الشعب الديمقراطي (HDP) أويا إرسافي بقص شعرها احتجاجاً على مقتل مهسا أميني ونساء أخريات قُتلن في انتفاضة الشعب الإيراني في مؤتمر صحفي في البرلمان التركي.

أشارت أويا إرسافي إلى أن "نساء في إيران وتركيا وجميع أنحاء العالم نزلن إلى الشوارع من أجل مهسا أميني، التي تم اعتقالها وتعذيبها من قبل شرطة الإخلاق في طهران ثم توفيت".

وقالت أويا أرسافي إن أكثر من 200 شخص قتلوا منذ بداية الاحتجاجات في إيران، واعتقل النظام ما لا يقل عن 5000 شخص، من بينهم 16 صحفياً. حتى الآن، لا تتوفر معلومات موثوقة حول حالة غالبية المعتقلين. وأكدت "نحن مع نضال المرأة الإيرانية والشعب الإيراني ضد النظام القمعي".

وعن استشهاد الصحفية والأكاديمية ناكيهان أكارسال في السليمانية قالت "مقتل ناكيهان أكارسال المفاجئ هو هجوم على نضالات المرأة من أجل الحرية".

وأضافت "إن الصوت المشترك للمرأة ضد قتل النساء وعدم المساواة والقمع مسموع في تركيا وفي دول مختلفة من العالم. بصفتنا نساء تركيات، نشارك أخواتنا الإيرانيات الألم والغضب والثورة. كفاح المرأة من أجل حياة متساوية وحرة يمكن أن يضمن لها حياة حرة. لا تستطيع أي قوة عسكرية فاشية أن توقف نضال النساء من أجل الحرية والمساواة ضد القهر والاستبداد. نحن ضد الأنظمة التي تسلب حياتنا الحرة، سندافع عن حياتنا وحياة النساء الأخريات لأننا نريد الحرية في كل مكان".

بالتزامن مع استمرار الانتفاضة على مستوى البلاد في شرق كردستان وإيران ودعم المجتمع الدولي لهذه الاحتجاجات، انطلقت حملة في إيطاليا لدعم المرأة الإيرانية.

وبدأت النساء في إيطاليا حملة على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام لدعم الاحتجاجات التي تقودها النساء، وقمن بقص شعرهن ثم إرساله في مظروف إلى السفارة الإيرانية في روما.