وزارة شؤون المرأة تنظم وقفة لدعم الأسيرات في السجون الاسرائيلية

تعاني الأسيرات في السجون الإسرائيلية من أوضاع صعبة، وطالبت ناشطات بضرورة التدخل العاجل كيلا تتفاقم حالتهن، وتحصلن على حقوقهن.

رفيف اسليم

غزة ـ  بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية الذي يصادف 26 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، نظمت وزارة شؤون المرأة وقفة تضامنية مع الأسيرات أمام مقر الصليب الأحمر بقطاع غزة، بحضور عدد من الشخصيات والناشطات النسويات والنساء من مختلف الفئات العمرية.

على هامش الوقفة الاحتجاجية التي نظمت أمس الاثنين 24تشرين الأول/أكتوبر، قالت الممثلة عن وزارة شؤون المرأة نشوى رزق، أن الوقفة التضامنية نظمت للأسيرات لإيصال رسالة لهن بأنهن دائماً حاضرات في الميدان والمناسبات.

ولفتت نشوى رزق إلى أن الوقفة جمعت النساء من كافة الفئات العمرية، لدعم نضال الأسيرات داخل السجون والمتمثل بالإضراب الإداري في ظل زجهن بالسجن دون تهمة وبأحكام قد تصل لـ 20 عام، مشيرة إلى أن السجون الإسرائيلية غير مهيأة للمكوث داخلها مما يترتب عليه إصابتهن بالعديد من الأمراض التي بالغالب لا يتم علاجاها، بل تتركن لتكابدن الألم وحدهن.

وأوضحت أن المسؤول عن السجن لا يسمح للأسيرات بالاعتراض أو المطالبة بحقهن في الحياة، ومن تعترض تتعرض للضرب والشبح والعزل في زنازين انفرادية لا تدخلها الهواء أو الشمس بل تسكنها الرطوبة والقوارض، مشيرة إلى أن القوانين الدولية كفلت للنساء ظروف اعتقال جيدة "نتمنى أن يكون هناك عمل جاد وموحد لإخراج الأسيرات من سجون الاحتلال وممارسة حقهن الطبيعي في العيش بسلام".

 

 

وقالت ميرفت الزقزوق أن "تلك الوقفة نظمت للوقوف بجانب كل امرأة فلسطينية تركت حريتها فداء لبلدها، خاصة أن عدد حالات الاعتقال في صفوف النساء ترتفع بشكل جنوني، فقد بلغت منذ بداية العام وحتى الآن 111 امرأة و620 طفلاً، وألف ستمائة حالة اعتقال إداري"، لافتة إلى أن تلك الأسيرات تعانين التعذيب الجسدي والنفسي والتفتيش المتكرر في كل يوم ومنع الزيارات، إضافة لحرمانهن من أبسط الحقوق المشروعة.

فيما أشارت أنعام أبو قينص منشط عام في جمعية نشطاء من أجل أسرى فلسطين، أن مشاركتها في تلك الوقفة جاءت لتذكير النساء في العالم، بأن النساء في فلسطين دافعن من أجل أرضهن وقضيتهن، مشيرة أن الأسيرة لها خصوصياتها التي لا تتوافر داخل الزنازين ولن تنالها سوى بالتحرر من قيد السجان الذي يوقع عليها أقسى درجات العنف الجسدي والنفسي.

 

 

ولفتت الناشطة المجتمعية والنسوية سهام عبد المالك، إلى أن اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية جاء كنتاج لنضالاتها المستمرة مع الرجل في كافة المراحل التي مرت بها فلسطين منذ ثورة البراق وحتى هذه اللحظة، فأتى هذا اليوم لتتويجها خلاله، فهي تعتبر حجر الأساس في العملية الوطنية.

ونوهت سهام عبد المالك أن "قضية الأسيرات قضية عادلة سواء على المستوى الوطني أو الدولي"، لذلك تطالب المجتمع الدولي بالنظر إلى الانتهاكات التي تتعرض لها الأسيرات لكن ليس بعيون مغمضة، لمحاولة "تطبيق ما نصت عليه الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها دولة فلسطين ويعيق الاحتلال تنفيذها على أرض الواقع، لأنها تتعارض مع مصالحه في السيطرة على الأرض وطرد أهلها منها".

وأوضحت أن هناك أسيرات تعانين أوضاع صحية صعبة تحتاج تدخل عاجل كي لا تتفاقم حالاتهن، كما يجب أن يمنحن حقوقهن داخل السجن كحقهن في التواجد داخل ساحة السجن، ومنحهن حقهن في الكنتين أي المأكولات التي من المفترض أن تحصلن عليها، وجودهن في زنازين مؤهلة للسكن، وإلغاء المحكوميات طويلة المدى والغير مرفقة بتهمة فتجلس المرأة لسنوات دون أن تعرف أي ذنب اقترفت.

 

 

وتتساءل سهام عبد المالك لماذا تحاكم المرأة الحرة التي تدافع عن أرضها وقضيتها وتزج بالسجن لسنوات دون أن يلتفت إليها أحد؟، مطالبة المجتمع الدولي أن يقف تجاه مسؤولياته ويودي دوره في الدفاع عن النساء المنسيات داخل السجون، واللواتي ناضلن من أجل مجتمعاتهن بشجاعة غير آبهات بالمخاطر.