تقرير أممي: نصف مرافق الرعاية الصحية تفتقر إلى خدمات النظافة الصحية

وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، فإن حوالي 688 شخص يتلقون الرعاية في مرافق غير مجهزة بأي خدمات للنظافة الصحية حول العالم.

مركز الأخبار ـ كشفت تقديرات عالمية جديدة بشأن النظافة الصحية عن خطر انتشار المرض والعدوى بين المرضى ومقدمي ‏الرعاية الصحية، مع افتقار نصف مرافق الرعاية الصحية حول العالم إلى خدمات النظافة الصحية الأساسية والمطهرات الكحولية لليدين في أماكن رعاية المرضى والمراحيض في هذه المرافق.

بحسب آخر تقرير لبرنامج الرصد المشترك الصادر عن منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، فإن حوالي 3.85 مليار شخص يستخدمون مرافق الرعاية الصحية، مما يفاقم خطر تعرضهم للعدوى، بما في ذلك 688 شخص يتلقون الرعاية في مرافق غير مجهزة بأي خدمات للنظافة الصحية.

والتقرير الأخير حول "التقدم المحرز في مجال خدمات المياه والإصحاح والنظافة الصحية في مرافق الرعاية الصحية 2000-2021: تركيز خاص على خدمات المياه والإصحاح والنظافة الصحية وصلتها بالوقاية من العدوى ومكافحتها"، يسطر لأول مرة خطاً أساسياً لخدمات النظافة الصحية، كمستوى مرجعي لتقييم الخدمات في نقاط تقديم الرعاية والمراحيض، مع تزايد عدد البلدان المبلغة عن العناصر الأساسية لخدمات المياه والإصحاح والنظافة الصحية في مستشفياتها وسائر مراكزها الصحية.

وبالنسبة للنظافة الصحية، فقد ارتفع عدد البلدان التي تتوفر البيانات عنها حالياً من 14 بلداً في عام 2019 و21 بلداً في عام 2020 إلى 40 بلداً، تمثل 35% من سكان العالم، بحسب التقرير.

وترسم التقديرات العالمية الجديدة صورة أوضح وأكثر قتامة عن حالة النظافة الصحية في مرافق الرعاية الصحية، ففي حين تحظى 68% من مرافق الرعاية الصحية بمرافق للنظافة الصحية في نقاط تقديم الرعاية، و65% بتجهيزات لغسل اليدين بالماء والصابون في المراحيض، فإن 51% منها فقط يتوفر لدى كلاهما وتستوفي بالتالي معايير الخدمات الأساسية للنظافة الصحية.

وعلاوة على ذلك فإن أياً من تلك الخدمات لا يتوفر في مرفق واحد من كل 11 مرفق من مرافق الرعاية الصحية حول العالم أي حوالي 9% فقط.

ويشير التقرير إلى أن للأيدي والبيئات الملوثة دوراً كبيراً في انتقال مسببات الأمراض في مرافق الرعاية الصحية وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات، وتعد التدخلات الرامية إلى زيادة إتاحة خدمات غسل اليدين بالماء والصابون وتنظيف البيئة المحيطة ركناً أساسياً في برامج الوقاية من العدوى ومكافحتها وتكتسي أهمية حاسمة في تقديم الرعاية الجيدة، ولا سيما الولادة الآمنة.

وما زال مستوى التغطية بخدمات المياه والإصحاح والنظافة الصحية متفاوتاً بين مختلف الأقاليم وفئات الدخل، فبحسب التقرير تتخلف المرافق في إقليم أفريقيا جنوب الصحراء عن بقية الأقاليم في خدمات النظافة الصحية.

ففي حين يتوفر مطهر اليدين الكحولي أو الماء والصابون في نقاط تقديم الرعاية في ثلاثة أرباع مرافق الرعاية الصحية في هذا الإقليم عموماً أي حوالي 73%، فإن ثلثها فقط أي 37% يوفر خدمات غسل اليدين بالماء والصابون في المراحيض.

وتوفر الغالبية العظمى من المستشفيات حوالي 87% من خدمات النظافة الصحية لليدين في نقاط تقديم الرعاية، مقارنة بنسبة 68% من المرافق الأخرى للرعاية الصحية.

وفي أقل البلدان نمواً يتوفر مصدر مياه محمي في 53% من مرافق الرعاية الصحية، مقارنة بنسبة 78% على الصعيد العالمي، كما أوضح التقرير، وتتحسن النسبة في المستشفيات بحوالي 88% مقارنة بمرافق الرعاية الصحية الأصغر حجماً أي حوالي 77%، وترتفع في شرق وجنوب شرق آسيا إلى 90%.

أما على الصعيد العالمي، فتنعدم خدمات المياه في نحو 3% من مرافق الرعاية الصحية في المناطق العمرانية و11% منها في المناطق الريفية.

بالنسبة للبلدان التي تتوفر عنها بيانات، تغيب خدمات الإصحاح في 1 من كل 10 مرافق للرعاية الصحية حول العالم، وقد تراوحت نسبة مرافق الرعاية الصحية التي لا تتوفر لديها خدمات الإصحاح (الصرف الصحي) من 3% في أمريكا اللاتينية والكاريبي وجنوب شرق آسيا إلى 22% في أفريقيا جنوب الصحراء.

ولا تتوفر خدمات الصرف الصحي الأساسية في أقل البلدان نمواً سوى في مرفق واحد من كل خمسة مرافق للرعاية الصحية أي حوالي نسبة 21%.

وتظهر البيانات كذلك أن العديد من مرافق الرعاية الصحية تفتقر إلى خدمات التنظيف البيئي الأساسية والفرز المأمون لنفايات الرعاية الصحية والتخلص منها.

وقالت مديرة البيئة وتغير المناخ والصحة لدى منظمة الصحة العالمية ماريا نيرا أن "أدوات وممارسات النظافة الصحية في مرافق الرعاية الصحية أمر لا غنى عنه"، مشيرةً إلى أنه "لا بد من تحسينها للتعافي والوقاية من الجوائح والتأهب لها".

وأوضحت أنه "لا يمكن تأمين النظافة الصحية في مرافق الرعاية الصحية من دون زيادة الاستثمارات في التدابير الأساسية التي تشمل المياه الآمنة والمراحيض النظيفة والإدارة المأمونة لنفايات الرعاية الصحية".

من جانبها قالت مديرة برنامج المياه والإصحاح والنظافة الصحية وتغير المناخ والبيئة والطاقة والحد من مخاطر الكوارث (CEED) في اليونيسف، كيلي آن نيلور، إنه "ما لم يحصل مقدمو الرعاية الصحية على خدمات النظافة الصحية فلن يحصل المرضى على مرفق للرعاية الصحية".

وأشارت إلى أن "المستشفيات والعيادات غير المجهزة بخدمات المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية الأساسية تشكل خطراً داهماً على حياة الحوامل والمواليد والأطفال. ففي كل عام، يخسر نحو 670 ألف طفل أرواحهم بسبب الإنتان. وهو أمر غير مقبول بتاتاً، لا سيما أنه بالإمكان تفادي هذه الوفيات".