تجربة المرأة الكردية وحماية البيئة محاور ورشات عمل في المؤتمر العالمي للنساء القاعديات

تستمر أعمال المؤتمر العالمي للنساء القاعديات في تونس، وسلطت إحدى ورشات العمل الضوء على تجربة المرأة الكردية فيما أوضحت الورشة الثانية خطورة التغيرات المناخية على واقع النساء.

نزيهة بوسعيدي ـ زهور المشرقي

تونس ـ أخذ عن المرأة الكردية أنها تحمل السلاح فيما أهملت الجوانب الاجتماعية لكن المؤتمر العالمي للنساء القاعديات تمكن من تغيير هذه الصورة من خلال ورشة عمل خاصة بالتعريف بنضال المرأة الكردية العسكري منه والمجتمعي، كما تناولت المجتمعات في ورشة عمل أخرى ضرورة توحيد الجهود النسائيّة لمجابهة الأزمة البيئية.

 

تجربة المرأة الكردية... "الثورة مستمرة"

ثلاثية تحرر المرأة الحرية، التنظيم والاستقلالية كان عنوان ورشة التأمت اليوم بالمؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات سلطت الضوء على تجربة المرأة الكردية في هذا المجال.

حضرت الورشة نساء من مختلف البلدان للاستماع إلى مداخلة الناشطة النسوية الكردية بشرى علي حيث تعرفن على خصوصيات تجربة المرأة الكردية في مكافحة داعش وأيضاً في التحرر من جميع القيود المجتمعية التي تستنقص من دور المرأة.   

وعلى هامش الورشة قالت رئيسة رابطة جين النسائيّة بشرى علي لوكالتنا أن المحاضرة سلطت الضوء على قضية المرأة الكردية وتاريخها وأهمية التنظيم النسائي للكرديات، كيف بدأت وإلى أين وصلت؟ وكيف استطاعت أن تكون القوة المتحركة ضمن هذه الثورة النسائيّة التي تحدث سواء بشمال وشرق سوريا أو بجميع أجزاء كردستان وما الذي يميزها عن الحركات النسائيّة؟ وكيف استفادت من الحركة النسوية في المنطقة وفي العالم؟ وكيف استطاعت أن تكون منبر لجميع نساء المنطقة سواء على صعيد محاربة داعش أو على صعيد تنظيم الحياة في جميع مجالاتها الفكرية، السياسية الاجتماعية.

وحول دور المرأة الكردية في مجال التحرر حتى تحولت إلى تجربة رائدة تتحدث عنها جميع نساء العالم قالت "المرأة الكردية منذ نهايات القرن 19حتى نهاية القرن العشرين كانت معروفة ببسالتها وشجاعتها لكن بصفة منفردة ولكن مع بروز الحركة النسوية المعاصرة التي أرادها المفكر والقائد عبد الله أوجلان تغير المسار تماماً بفضل الاطروحات التي قدمها كفيلسوف ونفض الغبار على قضية المرأة وأبرز قدرتها كونها فاعلة ومؤثرة وليست فقط متأثرة".

وأضافت "المرأة بفضل فكر القائد عبد الله أوجلان تحولت إلى ديناميكيّة داخل المجتمع وتخطت موضوع "الكوتا" وبلغت التناصف بل أصبح تواجدها أكثر من الرجال"، مشيرةً إلى الدور المهم والبارز الذي لعبته المرأة الكردية في محاربة داعش.

واستدركت حديثها بالقول إن بطولات المرأة الكردية تواجه التعتيم الإعلامي الذي وصفته بـ "الممنهج"، مؤكدةً أن ذلك لن يحبطها بل إنها ستقاوم وستظل الثورة مستمرة ضد الفكر الأبوي الرجعي ومؤسساته.

وبخصوص رسالتها للمرأة من هذا المؤتمر العالمي شددت على أن "حرية المرأة هي قضية عالمية وحرية المرأة الكردية مرتبطة بحرية النساء في جميع بلدان المنطقة بصفة خاصة وفي بلدان العالم بصفة عامة لذلك لابد من تشبيك العمل لنتغلب معاً على التحديات العالمية وبالتالي قوتنا في وحدتنا".

وفيما يتعلق بآمالها المعلقة على المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات تمنت أن تؤكد التوصيات على العمل المشترك والوحدة النسوية وتسليط الضوء على القضية الكردية وإعطاء الحق لما يستحقه المفكر عبد الله اوجلان.

 

 

يا نساء العالم اتحدنَّ

من جهتها قالت فتحية حيزم وهي ناشطة نسوية تونسية عن محاضرة ثلاثية تحرر المرأة أنها "كانت هامة مكنتنا من كسر الصورة عن النساء للكرديات وأنهن فقط تحملن السلاح وقاومن داعش والحال أنهن استطعن أن تفرضن نظاماً اجتماعياً مختلفاً عما نعيشه نحن اليوم لأنهن فرضن مشاركة النساء في كل الهياكل وكن واعيات للتحديات التي تواجههن وخططن لحلها".

وبينت أن "تجربة نساء شمال وشرق سوريا تمنحنا الكثير من القوة للمقاومة لأننا لسنا في معزل عن الرأسمالية المتوحشة"، مؤكدةً أن المؤتمر فرصة لعقد التحالفات والتشبيك تحت شعار يا نساء العالم اتحدن نحن قويات.

 

 

"النساء الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية"

وفي ورشة العمل التي خصصت للحديث عن خطورة التغيرات المناخير وتأثيراتها على النساء، حضرت مجموعة من النساء من جنسيات مختلفة، اللواتي أكدن أن على الناشطات في الحركات البيئية المساهمة بشكل كبير في النضال ضد الكوارث الطبيعية التي تتأثر بها النساء بدرجة أولى، ولفتن إلى أهمية التعاون بين الاتحاد البيئي والاتحادات التقليدية لحل مختلف المشكلات الاجتماعية والايكولوجية التي تلقي بمخاطرها على النساء بالدرجة الأولى.

وتحدثت المشاركات حول أهمية دعم وتعزيز السلوك والوعي بروح حماية مستدامة للبيئة بعيداً عن التفكير الرأسمالي الذي يدمر البيئة.  

وشددن على أهمية تأصيل مجتمع الكرامة والعدالة الاجتماعية بدون استغلال للبشر وخاصة للنساء، ما قد يساهم في حل الاشكاليات الاجتماعية ويغير السلوك الفردي.

وقالت النساء "لن نسمح بخداعنا مجدداً. الرأسماليّة تريد استغلالنا لأهداف ربحية كأننا سلع، وتمارس الاستغلال الناعم الأخضر ضدنا، كنا صامتات أما اليوم نعلن كسر حاجز الخوف والظلم".  

واعتبرن أن حماية البيئة مهمة مشتركة بين الجنسين، وخاصةً النساء اللواتي تتأثرن بأي دمار وكارثة بيئية، كما أشرن إلى أهمية حركة النساء العالمية لتقوية وعي المرأة بخطورة التغيرات المناخية وندرة المياه. مبينات أن النساء والشابات هن مستقبل البشرية وهن ذوات أهمية لمستقبل الاتحاد البيئي كمفهوم مستجد.   

ودعين إلى مزيد النضال والمقاومة وتبادل الخبرات والتضامن مع ضحايا الكوارث البيئية من النساء، خاصة أن تلك الكوارث باتت أبرز أسباب موجة الهجرة القسرية والنزوح، وناصرن الدعوات لمحاسبة المجرمين بحق البيئة ومعاقبتهم.

وعبرن عن معارضتهن للتلاعب بالرأي العام، فيما يخص خطورة التغيرات المناخية على النساء، ودعمن تنظيم فعاليات دولية نسوية لتعزيز الوعي البيئي والاجتماعي والتعبير عن التضامن العابر للقارات بين النساء كقوة واحدة موحدة لا تهتم للتجاذبات والصراعات السياسية الدولية. ودعون النساء لـ "إيقاف التصدع، وإيقاف تعدين الفحم الحجري سطحياً، وحظر إنتاج المواد الكيميائية التي تدمر طبقة الأوزون.  

واختتمن ورشتهن بالتأكيد على الكفاح من أجل إمدادات أساسية صديقة للبيئة، من أجل مياه نظيفة، وغذاء صحي وطاقة متجددة ووسائل نقل عامة ورعاية صحية وتعليم مجاني وسكن، وعبرن عن تضامنهن غير المسبوق مع ضحايا الكوارث البيئية في العالم خاصة النساء، وأكدن أن الدمار البيئي أصبح سبباً للجوء النساء ومآسيهن أمام عجز الحكومات وعدم ايلاء أي أهمية لهذه المشكلات.