"من حقي أن أصرخ" مبادرة تسلط الضوء على حقوق النساء والفتيات

مبادرة "من حقي أن أصرخ" تسلط الضوء على قضايا النساء والفتيات التي تهدد النسيج المجتمعي والأسري، وتشدد على مناهضة العنف ضد المرأة والمساواة في توزيع الأدوار الاجتماعية.

نغم كراجة

غزة ـ تسلط مبادرة "من حقي أن أصرخ" الضوء على حياة المرأة في المجتمع الفلسطيني بما يحمله من أفكار وعادات وتقاليد، وتهدف إلى المساهمة في حماية النساء والفتيات من سطوة التقاليد التي تنتهك حقوقهن في الحياة.

قالت منسقة المبادرة ميسون أبو رقعة "شهدنا في الأعوام الأخيرة الكثير من جرائم قتل الفتيات القاصرات واللواتي استبيح دمائهن نتيجة الأحكام المخففة التي يصدرها القانون والأعراف العشائرية التي تدفن النساء أحياء، وليس هنالك أي مبرر يودي بحياتهن مهما كانت الظروف والوقائع، وهذا ما أكدته التشريعات والقوانين الحكومية".

وأوضحت "تدور أحداث مسرحية "من حقي أن أصرخ" حول حياة المرأة في مجتمعنا الفلسطيني بما يحمله من أفكار وعادات وتقاليد التي نختلف معها، وتهدف المبادرة إلى المساهمة في حماية النساء والفتيات من سطوة التقاليد التي تنتهك حقوقهن في الحياة من خلال تنفيذ مبادرات وعروض فنية إبداعية؛ لزيادة الوعي المجتمعي والمحلي حول ضرورة الحد من وتيرة العنف ضد النساء خاصة في قضية القتل على خلفية الشرف".

وأكدت أن المجتمع الأبوي فرض على المرأة عبء استياء الأوضاع الاقتصادية والسياسية فتصبح عرضة للعنف والقتل بكافة أشكاله، كما أن النساء أصبحن معيلات لأسرهن بطريقة إجبارية من العائلة والزوج ليست بالعمل وإنما يفرض عليهن توفير قوتهن من خلال تعاطف الجمعيات الخيرية والجيران بفتات من الزاد والشراب مما يعرضهن للإهانة وتراكم الضغوطات النفسية عليهن.

وأشارت إلى أن الآثار الناجمة عن العنف وخيمة وفي الغالب لا يمكن السيطرة عليها حيث لا يقع الضرر على المرأة فقط وإنما على الأسرة ككل "العنف بشكل عام يهدد النسيج المجتمعي والأسري، وارتفاع عدد الجرائم، كذلك الكثير من النساء تفكرنّ بالانتحار؛ لكثرة الضغوطات النفسية الصحية التي تمر بها خلال تعنيفها وتعذيبها محاولةً الخلاص من الظلم والألم".

وحسب الدراسات وجهاز الإحصاء الفلسطيني أوضحت أن عدد النساء في فلسطين بلغ 2.63 مليون امرأة من مجموع السكان المقدر في منتصف عام 2022، وبنسبة بلغت 49%، وتعرضت 58.2% من النساء المتزوجات حالياً أو اللواتي سبق لهن الزواج (15-64 عام) في فلسطين للعنف من قبل العائلة، 57.2% من النساء تعرضن للعنف النفسي وهو يعتبر أكثر أشكال العنف الواقع عليهن، بينما بلغت نسبة العنف الجسدي 18.5%.

 

 

ومن جانبها قالت إحدى المشاركات هدى أبو ستة "الدور الذي جسدته تحت اسم "سلمى" يحمل في تفاصيله واقع غالبية الفتيات في فلسطين وخاصة قطاع غزة تحديداً في المناطق المهمشة، ودارت تفاصيل المسرحية حول فتاة متفوقة ذهبت ضحية سوء الوضع الاقتصادي والعقلية الرجعية للأهل، وانتهى المطاف بقتلها على يد زوجها متعاطي المخدرات كونها لم تتمكن من توفير قوت اليوم له ولأولاده التي تتحصل عليه من الشفقة وعطف ممن حولها".

ولفتت إلى أن المرأة تزهق روحها ويستباح دمائها نتيجة عدم تريث الأهل في اختيار الزوج وعدم منحها أبسط الحقوق كالتعليم والحياة الآمنة، وتجبر على العيش تحت ظروف سيئة من أجل أسرتها.

 

 

وبدورها أوضحت سارة راضي أن الفتيات تستطعن التمرد ورفض الأوامر القهرية في حال كان لديها إيمان تام بذاتها "جسدت دور الفتاة الكبرى "إسلام" التي عرض عليها في البداية الزواج وإنهاء مسيرتها الدراسية للبدء بحياة جديدة لكنها عارضت والدها المتسلط بكافة الطرق رغم تعرضها للعنف الجسدي واللفظي إلى أن تمكنت بفضل إصرارها على تحصيل حقها في التعليم والتريث في اختيار الزوج"، مشيرةً إلى أن حياتها في المسرحية تعاكس حياة شقيقتها المعنفة.

 

وأشارت إلى أن الثقافة المجتمعية السائدة هي السبب الرئيسي والجذري في استياء التنشئة الاجتماعية التي تزرع في العقول أن العنف هو أمر طبيعي يمارسه الرجل ضد المرأة، ومن جانب آخر تفاقم ظاهرة الزواج المبكر والقسري بحجة الوضع الاقتصادي وسن الفتاة أدى إلى ارتفاع وتيرة العنف في الدول العربية وفلسطين "نحن نحتاج إلى أساليب جديدة لمحاربة العنف ضد النساء، غير المعتاد عليها مثل تنفيذ أنشطة لكلا الجنسين توضح توزيع الأدوار الاجتماعية في الأسرة، وتكثيف جلسات الدعم النفسي للمرأة المعنفة نتيجة الصراعات النفسية التي تعرضت لها؛ لتتكيف مرة أخرى مع الحياة".