"اتصال" عرض مسرحي يجسد قضية قتل النساء والفتيات

أكدت المشاركات في مسرحية "اتصال" أن غالبية الفتيات في قطاع غزة تعانين من الاضطهاد والظلم، وفي بعض الأحيان يسقط من حولها عليها الاتهامات الواهية الي قد تؤدي إلى تعنيفهن وقتلهن بذريعة "الشرف".

نغم كراجة

غزة ـ ضمن مشروع حاضنات ثقافية في قطاع غزة، قدمت هيئة دار الشباب للثقافة والتنمية مسرحية "اتصال" لتسليط الضوء على قضايا قتل النساء والفتيات في فلسطين على خلفية "الشرف"، والعنف الممارس عليهن.

قالت منسقة العرض المسرحي هالة ضاهر "تتعدد أشكال العنف والقتل ضد النساء تحت أشكال ومسميات متعددة لأسباب واهية، وأصبح تعنيف المرأة وقتلها موروثاً طبيعياً بذريعة الشرف، ولا سيما أن القوانين التي ينتهزها القاتل لتشريع الجريمة هي إحدى الأسباب المؤدية إلى تفاقم العنف كقانون رقم 16 مادة 99 عام 1960 والذي يمنح المجرم رخصة القتل بعقوبة مخففة".

وأشارت إلى أن الثقافات الموروثة والعادات البالية هي التي تعطي الضوء الأخضر لقتل النساء لأي سببٍ كان، خاصةً في المناطق المهمشة والريفية التي تورث أجيالها المصطلحات الخاطئة بحق المرأة وتملكها بصورة قهرية وهذا يعتبر تمييز واضح وانتهاك صريح لحقوقها على وجه الأرض.

من جانبها أوضحت زهرة الحلو دورها الذي جسدته في المسرحية "كان دوري في المسرحية فتاة حرمت من حقها في اللعب وهي صغيرة تدعى "هدى" وعندما كبرت لم تحصل على أبسط حقوقها كحرية التنقل والتعبير عن الرأي، ومن ثم تتفاجأ باتصال على هاتفها المحمول وتتردد بالرد لأنها لا تعرف من المتصل فتغلق الهاتف، فتتكرر محاولة الاتصال فيرد شقيقها ويظن أنها على علاقة مع هذا الشخص ويخبر والدها بذلك".

وعلقت على هذا الدور قائلةً "غالبية الفتيات في قطاع غزة تعانين من الاضطهاد والظلم دون تفهم الأمر، وفي بعض الأحيان يسقط من حولها عليها الاتهامات الواهية بدوافع أخرى كالميراث، وبشكل عام التمييز ضد المرأة على خلفيات اجتماعية يعيق تقدم المجتمع ويخلف عواقب نفسية ومجتمعية على الأسرة مستقبلاً وتوليد أفكار سلبية في عقول الأفراد".

 

 

بينما قالت المشاركة في المسرحية عبير شلبي التي قامت بدور "وفاء" شقيقة هدى الأصغر "عندما تمعنت في الأحداث اكتشفت أن عدم جرأة شخصية المرأة وعدم اعتراضها على الأحكام والأوامر الغير منصفة الملقاة عليها قسراً هو إحدى الأسباب التي تشرع تعنيفها والتعامل معها على إنها دمية يمكن تحريكها كيفما كان، فالمجتمع الرجعي يسعى بكافة الطرق إلى تكريس دونية النساء؛ ليتمكن من ممارسة العنف وفرض القيود عليها".

وأضافت "من أبشع الجرائم التي شهدناها مسبقاً هي قضية إسراء غريب التي تعرضت للعنف لفظياً وجسدياً حتى وصلت مرحلة صحية متدهورة من شدة الضرب واستياء حالتها النفسية ومن ثم قتلها، ومورس عليها كل أكال العنف نتيجة شك الأهل بها وإلقاء عدة اتهامات ليس لها أساس من الصحة، ولا سيما أن مقتلها أثار غضب المجتمعات العربية وأصبحت قضية رأي عام".

 

 

وأشارت عبير شلبي إلى ضرورة نشر ثقافة احترام وتعزيز حقوق النساء، وسن قوانين رادعة ومنصفة؛ لتكن عبرة لمن تسول له نفسه ارتكاب الجرائم بحقهن، وكذلك تفعيل وإقرار قانون الأسرة الذي يحمي المرأة من العنف ويناهض الظلم الواقع عليها، وتنفيذ عدة حملات وأنشطة توعوية تحث على أهمية دور المرأة ومشاركتها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.