'لابد من استراتيجية دولية لمواجهة المخاطر التي تواجه النساء'

أجمعت المنسقات المشاركات في المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات، خلال الجلسة الافتتاحية على أن المشاكل التي تواجهها النساء في كل بقاع الأرض واحدة، مشددات على ضرورة التضامن لإيجاد حلول مشتركة.

زهور المشرقي ـ نزيهة بو سعيدي

تونس ـ  أكدت المنسقات المشاركات من خمس قارات في المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات، على أن قضايا النساء واحدة وأن الاضطهاد والإقصاء والتهميش وسائل الأنظمة الإمبريالية والارستقراطية لمواجهتهن والتصدي لنضالاتهن التي تعتبرها تلك السياسات مصدر إزعاج لها.

على هامش الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للنساء القاعديات الذي تحتضنه تونس في دورته الثالثة، والتي انطلقت اليوم الأربعاء 7 أيلول/سبتمبر، قالت المنسقة الأفريقية ماري بولا لوكالتنا، أن الجلسة الافتتاحية ناقشت مخرجات الورشات التي أقيمت على مدار يومين وطرحت قضايا النساء وتناولتها من منطلق دولي لا محلي.

وأوضحت أن المنسقات أجمعن على أن أغلب المشاكل التي تواجهها النساء في كل بقاع الأرض متشابهة وأن الحلول وُجب أن تكون مشتركة بعيداً عن التفكير الرجعي الرأسمالي الذي يستغل النساء.

وأكدت على أهمية وضع استراتيجية دولية نسائية لتشخيص مشاكل النساء ومعالجتها ومحاربتها، لافتةً إلى أن المرأة الأفريقية لا زالت تعاني من التبعية الأبوية والعائلية والمجتمعية، وتعاني من وطأة اجتماعية تنظر للنساء بدونية.

وأشارت إلى كثرة الأمية بأفريقيا نتيجة الحروب والصراعات السياسية وانتشار الإرهاب والفوضى، حيث تغيب فرص التعليم للنساء بسبب سياسات الحكومات الاقصائية، مشددةً على أنه "لا بد من توسيع التضامن النسوي الدولي للانتصار لقضايانا".

 

 

وأفادت المنسقة الآسيوية مينو دي سيلفا بأنها شاركت في مؤتمر الكادحات وتمثل دول سيريلانكا وبنغلادش ونيبال، وقد ركزت خلال حضورها على مشاكل النساء في تلك المناطق المقصية والنائية، مشيرةً إلى أن الأزمة الاقتصادية نتيجة إفلاس الحكومة في سيرلانكا ألقت بظلالها على النساء خصوصاً ودفعت إلى تفقيرهن.

وأكدت على أن النساء تعانين في سيرلانكا من أزمة غذاء حادة حيث يفتقرن للمياه الصالحة للشرب وللأدوية والغاز، وهي مواد أولية مفقودة بسبب الأزمة، لافتةً إلى أن نقص الغذاء يعتبر تحدياً كبيراً للنساء القاعديات ما يضع المجتمع النسوي هناك أمام مهمة كبيرة لتحسين وضع المرأة ومحاولة إيجاد الحلول الواقعية لمحاربة الجوع.

وأوضحت أنهن كنسويات تضغطن على البرلمان والحكومات من أجل تجاوز أزمة نقص الغذاء والمواد الأساسية لأن تلك الإشكاليات كانت النساء أول ضحاياها.

وتطرقت خلال مداخلتها بالجلسة عن ارتفاع حجم الديون لسيريلانكا ما أجج الوضع، حيث خرجت مظاهرات في الآونة الأخيرة شاركت فيها النساء تنديداً بسياسة التفقير وخوفاً من شبح الجوع الذي يخيم على البلاد بسبب السياسات الخاطئة للحكومة.

وشددت على أن بلادها تعاني من أجل الدفع مقابل واردات حيوية مثل الغذاء والوقود والأدوية، لشعبها البالغ عدده 22 مليون نسمة.

 

 

ومن جانبها قالت جولي تالوكدار وهي من القارة الآسيوية "هدفنا من المؤتمر الثالث للنساء القاعديات ان يكون التضامن النسوي العالمي قوي ضد التمييز المسلط على المرأة والعنف الجنسي ولخلق مجتمع حر.

وشددت على ضرورة بناء حركة نسوية قوية على مستوى عالمي، مشيرةً إلى أن انعقاد مثل هكذا مؤتمر يساعد نساء العالم أجمع على النهوض بأوضاعهن خاصة العاملات والفلاحات والمفكرات.

 

 

وبدورها قالت منسقة أوروبا خديجة حياتي وتحديداً هولندا، أن المرأة في أوروبا تعاني من مشكلة تدني الأجور مقابل العمل لساعات طويلة، مشيرةً إلى أنها تشكو ضغط العمل فهي تفتقد لإيجاد التوازن بين العمل ورعاية الأسرة.

وأوضحت أنهم تطرقوا خلال الجلسة العامة إلى ضرورة العمل يد واحدة للضغط على كافة الحكومات على غرار ألمانيا وهولندا وبلجيكا حتى تحصل العاملات على حقوقهن.

وأشارت إلى أن العاملات في المجال الصحي في المستشفيات أثناء فترة انتشار وباء كورونا واجهن صعوبات كبيرة وعملن لوقت طويل ولكن الحكومات اعترفت بذلك دون أن تتولى تحسين ظروف العمل.

وأكدت على أن مشاكل العاملات متشابهة في جميع بلدان العالم لذلك يجب أن تكن يد واحدة في مواجهة جميع أشكال الاضطهاد والاستغلال.