"حياتها مهمة" مبادرة تعزز قدرة النساء على الدفاع عن حقوقهن

سلطت مبادرة "حياتها مهمة" الضوء على النساء والفتيات اللواتي تحرمن من الميراث والعمل والتعليم، وتتعرضن للعنف والقتل.

نغم كراجة

غزة ـ قدمت مجموعة من النساء عرض مسرحي تحت عنوان "حياتها مهمة"، لعرض أبرز المشاكل والصعوبات التي تواجه النساء والفتيات في غزة من عنف أسري وزواج قسري، وحرمان من حق التعليم والميراث والعمل.

نفذ الاتحاد العام للمراكز الثقافية ـ غزة، أولى مبادراته بعرض مسرحي تحت عنوان "حياتها مهمة" على إثر العنف الذي تتعرض له النساء والقتل بذريعة "الشرف"، للمساهمة في تعزيز قدرتهن في الأحياء المهمشة على الدفاع عن حقوقهن، وحماية أنفسهن.

قالت إحدى المشاركات في العرض المسرحي منة قديح "لقد دارت أحداث العرض المسرحي حول حرمان المرأة من الميراث، وقتلها بذريعة الشرف للهروب من العقاب، لذلك أتينا بفكرة العرض المسرحي كأداة غير تقليدية لتوصيل الصورة الحقيقية وتوعية النساء بحقوقهن في الميراث، ومحاربة العنف ضدهن".

وجسدت منة قديح دور "أحلام" التي تعيش مع اثنين من إخوانها الذكور بعد أن توفى والديها قبل حوالي عام، لتصبح حبيسة لدى شقيقيها أحدهما متشدد والآخر متعاطي المخدرات، وتدور الأحداث عند محاولة إخوانها حرمانها من الميراث بأي طريقة، وأوضحت "خلال أحداث المسرحية، يفكر أحد أشقائي في الاستيلاء على حصتي في الميراث، وذلك بإجباري على الزواج من رجل كبير في السن من الأقارب بذريعة الحفاظ على الشرف بعد مشاهدتهم لي مع محاضر الجامعة بالقرب من سيارته، بالرغم من إني كنت برفقة زميلاتي".

وأشارت إلى أن الحدث الأكبر كان عند رفضها للزواج القسري فقتلها شقيقيها "بذريعة الشرف"، للاستيلاء على حصتها في الميراث، موضحةً أنه تم التركيز على قضية حرمان المرأة من حقها في الميراث كونها الأكثر انتشاراً في المجتمع الفلسطيني.

وأكدت على أنه من خلال عملها في التمثيل أكثر من ١٢ عام، أدركت أن المرأة تستطيع إيصال رسالتها وقضيتها من خلال المسرح حيث يعتبر أسلوب جديد لطرح المشكلات والتحديات التي تتعرض لها، وهو وسيلة أسرع وصولاً وفهماً لكافة فئات المجتمع وطبقاته.

 

 

من جانبها عبرت وعد النجار عن إعجابها بفكرة المبادرة والعرض المسرحي "أوضحت هذه المبادرة أهم المشاكل والأزمات التي تواجه المرأة مثل العنف الأسري، الزواج قسراً، وحرمانها من حقها في التعليم والميراث والعمل، كما أن النساء والفتيات تتعرضن للعديد من أشكال العنف للتنازل عن حصصهن في الميراث مثل زواجهن مقابل أن تتنازلن عن حقوقهن أو تعنيفهن داخل المنزل ومنعهن من الخروج".

ولفتت إلى أن المرأة لا زالت تعاني من العادات والتقاليد التي تمنعها من المطالبة بحقوقها وتعرضها للتهديدات المباشرة مما أدى إلى انتشار العنف والاضطهاد، لجهلها وعدم معرفتها بالقوانين والحقوق، لذلك من الضروري عقد ورش توعوية وتثقيفية حول حقوق المرأة واستخدام أدوات جديدة للتوجيهات والتوعية مراعية وضع النساء والفتيات في المناطق المهمشة.

وطالبت بضرورة تعديل قانون الأحوال الشخصية والأخذ بالمعايير الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان خاصةً اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة الذي صدر في كانون الأول/ديسمبر عام 1979 ونص على تحقيق المساواة بين الجنسين والقضاء على مظاهر التمييز والعنف ضد النساء.

بدورها أوضحت المشاركة رنيم قديح التي جسدت دور المرأة المضطهدة من قبل زوجها "الكثير من النساء تطمس مواهبهن وإبداعاتهن بسبب الذهنية الأبوية التي تتملك المرأة وتفقدها حريتها وتعزلها، ويعود هذا السبب إلى تريث الأهل عند زواج الفتاة خاصة أن الثقافة الموروثة تقول إذا وصلت الفتاة لسن 18 عام تصبح فرصتها في الزواج قليلة".

 

 

وبينت أن التمييز والهيمنة الذكورية تقتل النساء بصورة غيرة معتادة عليها، وفي حال تراكم الضغوطات النفسية وازدياد حدة العنف عليهن قد تؤدي بهن إلى التفكير بالانتحار ظناً منهن أنه الحل الوحيد للتخلص من العنف والاعتقال الأسري، مشيرةً إلى أن "القانون لا ينصف المرأة، حيث تتعرض للضرب والتعنيف والإهانة من الأسرة إلا أن الجهات الأمنية لا تتدخل باعتبار أنها مشاكل أسرية لا علاقة لهم بها، كما أن الثقافة المجتمعية حتمت على النساء أن تلتزمن الصمت حتى لا تقعن في دائرة وصمة العار".