"البازار التراثي"... نساء تحافظن على التراث الفلسطيني

شاركت عدة فتيات من غزة في معرض "البازار التراثي" الذي نظمته الهيئة العامة للشباب والثقافة، بمناسبة يوم التراث الفلسطيني للحفاظ على التراث من الزوال ونقله إلى الأجيال القادمة.

رفيف اسليم

غزة ـ بمناسبة يوم التراث الفلسطيني، نظمت الهيئة العامة للشباب والثقافة والمركز الثقافي الماليزي معرضاً للتراث الفلسطيني في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، بمشاركة مائة زاوية ضمت المشغولات اليدوية التراثية المختلفة التي صنعت بأيدي فلسطينية، وعدد من بيوت الشعر.

قالت مديرة التراث والفنون بالهيئة العامة للشباب، وعضو اللجنة التحضيرية للمعرض أحلام الشاعر، أنه تم تنظيم المعرض بمناسبة يوم التراث الفلسطيني الذي يصادف السابع من تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، لافتةً إلى أن المشاركات كانت متعددة ما بين مشاريع صغيرة للنساء ومؤسسات تعنى بحفظ التراث، بالإضافة إلى فقرات فنية تشمل "الدبكة والدحية والسامر" وغيرها.

وأشارت إلى أن بيوت الشعر بلغ عددها في المعرض الحالي خمسة للمنافسة على إعداد إحيائها هي والنول التي تقام عليه تلك البيوت بهدف إبراز هوية التراث الفلسطيني، مضيفةً "الرسالة التي يريد إيصالها المعرض أن جميع تلك الحرف والمشغولات والمأكولات والفنون هي فلسطينية مهما حاول المحتل أن يسطو عليها أو ينسبها إليه".

 

 

ومن جانبها قالت اعتماد أبو عمرة أن مشاركتها كممثلة عن متحف القرارة الثقافي، جاءت بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي بشقيه المعنوي والمادي مثل الطاحونة والرحاة والثوب الفلسطيني والعباية ولوح التراس، مشيرةً إلى أنها والأعضاء الآخرين تجمعوا ضمن فريق تطوعي أخذ على عاتقه مهمة الحفاظ على مدينة القرارة التي تحتوي على عدد كبير من المعالم الأثرية.

ولفتت إلى أنها والفريق ينفذون عدة حملات للتنقيب عن الآثار فمعظم المعروضات هي نتيجة لذلك التنقيب، كما أنهم نشروا ثقافة لدى سكان المدينة من المزارعين البسطاء في كيفية المحافظة على أي جسم غريب قد يصادفوه خلال فلاحة الأرض لأنه قد يكون قطعة أثرية نادرة يعود عمرها لآلاف السنين.

ونوهت اعتماد أبو عمرة إلى أن متحف القرارة تأسس منذ عام 2017، مشيرةً إلى أنه من الصعوبات التي واجهها المتحف وفريقه هو صعوبة الحصول على التمويل الذي يلزم في دفع أجار المكان والتطوير كتخصيص قسم لترميم القطع الأثرية الذي ساهم مؤخراً في الحفاظ على عدة قطع من التلف.

 

 

وبدورها قالت مديرة مشروع فلسطينيات للتراث الفلسطيني علا الضبة، إنها افتتحت مشروعها بعد حرب عام 2014 على قطاع غزة، إثر تهدم منزلها وبقائها في مراكز الإيواء، مشيرةً إلى أنها كابدت هناك ظروف معيشية صعبة فلم يكن يتوافر سوى الطعام والشراب، لتقرر أن تصنع أول محفظة مطرزة وتعرضها للبيع.

وأوضحت أنها بعد إنهائها لتلك المحفظة، زارتها إحدى المشرفات على مراكز الإيواء أجنبية الجنسية التي لفتها جمال تناسق الألوان وطلبت منها أن تشتري كافة الكمية المنجزة لديها، من هنا بدأت تعمل للتحضير لمعرض داخل المركز الذي استضاف عدد من الأجانب وتم شراء كافة الكمية.

وأشارت إلى أنها ذهبت لمعارض برفقة القنصلية الأمريكية في مدينة القدس ومن تلك المدينة انطلقت إلى عدة دول ألمانيا وتركيا والأسواق الأوروبية، منوهةً إلى أنها تحضر لإقامة معرض للتراث الفلسطيني في أمريكا لتزيد من دخلها الذي يعيلها وأسرتها.

 

 

سها عبد الشافي صاحبة زاوية الكروشيه قالت إنها تغير من الحرفة التي تمتهنها حسب الفصل وما تحتاجه النساء خلال أوقات السنة المختلفة، لافتةً إلى أن هناك عدة صعوبات تواجهها وهي عدم توافر المواد الخام ومهاجمة البعض بأن الأسعار مرتفعة غير آبهين بالمجهود الزمني والعضلي الذي قد تستغرقه القطعة الواحدة والطرق التي تبتكرها لإنتاج قطع مختلفة وعصرية وجميلة.

 

 

نهى أبو عويمر صاحبة مشروع "تاج وطرحة لكل فرحة" أوضحت أن هدفها من المشاركة هو إحياء العادات القديمة في العرس الفلسطيني بداية من إنشاء زاوية بيت الشعر وحتى الحناء التي يتم نقشها والأهازيج المختلفة التي ترددها النساء من جيل لأخر.

وقد جاءت بالفكرة خلال حفل زفافها، والذي صممت زاوية خاصة بتلك الأجواء يوم الحناء، لتتلقى بعدها العديد من الطلبات باستعارة الثوب والمعدات التي تلفت بعد عدة مرات، مقررةً أن تصنع كافة تلك المشغولات وتقوم بتأجيرها لمن ترغب بأن تدخل الأجواء التراثية في حفل زفافها، وسط إقبال كبير من الفتيات المقبلات على الزواج.

 

 

ومن الصعوبات التي تواجهها غلاء أسعار المواد الخام وعدم القدرة على الموائمة ما بين أسعار المواد الخام وما تستطيع العروس دفعه، خاصةً في ظل الغلاء الذي تواجهه المدينة المحاصرة لذلك تحاول دوماً أن تدخل الفرحة لقلوب النساء ولو كلفها الأمر خسارة المربح.