حرق زوجته ويحاول تسجيل القضية كمحاولة انتحار

في ظل غياب القانون الذي يحمي المرأة وسيطرة العرف العشائري على مشهد الحياة العامة عاشت طيبة محمد أيام عصيبة قبل أن تحرق على يد زوجها بمشهد مأساوي

غفران الراضي 
بغداد ـ
طيبة محمد شابة عشرينية كانت تعاني من التعنيف الزوجي، وحاولت أكثر من مرة الهرب إلا أنها تعود بعد إتمام صلح أسري لتعيش بعد ذلك مرحلة من التعذيب النفسي، وجراء تعمد الزوج عدم الإنفاق على زوجته نشبت خلافات حسب مصدر مقرب من الزوجة.
وأضاف المصدر "طيبة فقدت الأمل في الانفصال عن زوجها بسبب رفض أهلها لخطوة الانفصال، وهذا أدى إلى تحملها ما كانت تعانيه من زوجها وحدوث الجريمة".
وعن ما كانت تعانيه في الأيام الأخيرة يقول "عاشت طيبة محاربة نفسية لم يلبي زوجها احتياجاتها الطبيعية من الطعام وتهرب من الانفاق المادي على أسرته مع الإيذاء النفسي والتهديد المستمر بالقتل". 
ومكثت طيبة محمد عدة أيام في المشفى بعد حادث الحرق حيث كانت تعاني من حروق بنسبة 100% قبل وفاتها بينما لم تلقِ القوات الأمنية القبض على المجرم إلى هذه اللحظة بالرغم من وجود كل الأدلة لتكون هناك محاولة لتأجيل القضية، وتسجيلها كحادثة انتحار كما يحصل في أغلب قضايا القتل ضد النساء في العراق.
وتأسفت أم طيبة محمد على شباب ابنتها الذي راح ضحية مجرم قاتل لم يقدر كل تضحيات زوجته، وقام بحرقها. مشيرةً إلى أن ابنتها تحملت الكثير في سبيل الحفاظ على علاقتها الزوجية. 
وقالت أنها تلقت اتصال هاتفي من زوج ابنتها القاتل قبل الحادث ب 10 دقائق، ليبلغها من خلاله أنه سوف يقوم بحرق ابنتها بغضون دقائق.
وأضافت "لم أكن أعتقد أن التهديد جدياً إلا أنني توجهت إلى بيت ابنتي فوراً، وحال وصولي وجدتها محترقة". مشيرةً إلى "محاولة تأجيل القضية، وتحويلها إلى حالة انتحار مع وجود أدلة تثبت الجريمة في الوقت الذي هرب فيه المجرم إلى جهة مجهولة". 
وأكد مصدر من القوات الأمنية المسؤولة عن القضية أن التحقيقات لازالت جارية وتم تسجيل أقوال الشهود وعمليات البحث عن الزوج لإكمال التحقيق، وشدد على حرص لجان التحقيق على نيل المجرم جزاءه العادل. 
والجدير ذكره أن قضية طيبة محمد واحدة من القضايا الكثيرة التي تطال النساء بالقتل أو التعنيف من قبل الزوج مع تساهل مجتمعي مع المجرم في القضايا التي تكون فيها الضحية امرأة.