انطلاق المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات في تونس

انطلقت فعاليات المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات بمسيرة شاركت فيها وفود من حوالي 30 دولة.

نزيهة بوسعيدي- زهور المشرقي  

تونس ـ بحضور غفير من النساء ووسط أجواء احتفالية انطلقت مسيرة المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات بتونس العاصمة، اليوم الأحد 4 أيلول/سبتمبر، تحت شعار "تضامن... تضامن مع النساء".

طالبت مشاركات في مسيرة المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات بتونس، بالحقوق والحريات للمرأة والعدالة والمساواة مع الرجل، مع تقديم كلمات متفرقة لأبرز الشخصيات النسائيّة من مختلف البلدان المشاركة.

ومن الشعارات المرفوعة "ثورة المرأة واجب" وتعالت أصوات تنادي بتحرير فلسطين، وبأن كردستان وفلسطين متضامنان، مؤكدات على أنهن صامدات.

وبعد حوالي نصف ساعة من الهتافات التي هزت العاصمة التونسية وصلت المسيرة إلى مدينة الثقافة، داعيات إلى وضع حد لكافة كل أشكال العنف ضد المرأة.

وجاء في كلمة افتتاح المؤتمر أن "هذا المؤتمر، يلتئم في ظروف أمميّة وعربيّة وقطريّة حاصرت وتحاصر المرأة، ولا سيما من الطّبقات الكادحة، بأطواق شديدة من الحيف والاستغلال والقهر والتّهميش ما ألقى بها في أتّون الدّونيّة والضّياع والانكسار بل الموت ماديّاً ومعنويّاً".

كما أكدت الكلمة أن "المرأة اليوم تَصْلَى أشدّ وأبشع أنواع الضّيم والغبن والاستعباد، فهذا المجتمع الأبوي الإقطاعي مازال يسومها العنف والتسلّط والقمع، وهذه الأنظمة الرّجعيّة بائتلافاتها الطّبقيّة الرّأسماليّة والإقطاعيّة وبسياساتها العميلة مازالت تصنّفها دون الرّجل أجراً وقيمة وكرامة، ومازالت تلقي بها إلى ظروف عمل لاإنسانيّة بل قاتلة أحياناً، أو إلى البطالة والهوان، وهذا المدّ الإرهابي المتوحّش مازال يعتبرها جارية وآلة جنسيّة وتجارة رابحة، وهذه الحروب المجرمة التي تؤجّجها الامبريالية هنا وهناك مازالت ترمي بها، قسريّاً، إمّا إلى الموت أو إلى الهجرة أو اللجوء مع ما فيهما من أخطار الغرق في البحار أو الاتّجار بها جنساً أو أعضاءً".

وأشارت الكلمة إلى أن المؤتمر يسعى من أجل تغيير واقع المرأة، معتبرةً أن "هذا التّغيير لا يتمّ بمجرّد النيّة أو الرّغبة إذ يتطلّب الأمر كفاحاً مريراً عنوانه الأوّل الوعي بأسس هذا الواقع المأسوي وأسبابه وخلفياته وهنا لابدّ من أن تفهم المرأة تماماً كالرّجل أنّ النضال من أجل التحرّر في بعديه الطبقي والوطني يمرّ حتماً عبر النّضال ضدّ الرّأسماليّة في بعدها القطري والعالمي ومن ثمّة لابدّ أيضاً من النّضال فكريّاً ضدّ كلّ التوجّهات الرّجعيّة وضدّ الفكر الإقطاعي الأبوي".

وأكدت على أنه "لابدّ لهذا المؤتمر أن يراكم دوراً إضافيّاً يبني على ما أنجزه المؤتمران الأمميان السّابقان في فينزويلا والنيبال ويضيف إليهما عبر تعزيز التّضامن النّسوي العالمي وتمتين أرضيّة يتّحد عليها نساء العالم ولاسيما من الطّبقات الكادحة من أجل خوض الصّراع في مختلف أبعاده تحريراً للمرأة من كلّ أشكال التّدجين والاستغلال والاضطهاد وإعلاءً لصوت الرّفض وفعل التصدّي للهيمنة الامبرياليّة والرّأسمالية والبنى الأبويّة".

وعلى هامش المسيرة أوضحت عضو الهيئة التحضيرية للمؤتمر أميرة دلش أن المسيرة وصلت إلى مدينة الثقافة التونسية ليتم افتتاح المؤتمر، لافتةً إلى أن من المنتظر أن يتم خلال المؤتمر تفعيل كل مخرجات وقرارات الورشات التي ستنظم خلال فعاليات المؤتمر الذي يدوم لستة أيام وتفعيلها على أرض الواقع لإيجاد حلول جذرية للمشاكل التي تعاني منها النساء حول العالم.

 

 

من جانبها قالت رئيسة جمعية النساء الديمقراطيات نائلة الزغلامي أن المسيرة نظمت في إطار حراك نسوي كبير يضم العديد من النساء المستقلات والناشطات والحقوقيات وجمعيات وتنظيمات نسوية حول العالم، من أجل التضامن النسوي العالمي والذي يعد للوقوف ضد كافة أشكال العنف والتهميش والإقصاء ضد النساء، يداً واحدة، لافتةً إلى أن جمعية النساء الديمقراطيات من بين المشاركين في الحدث من أجل الدفاع عن كافة النساء وخاصة اللواتي تعانين من التهميش والفقر والخصاصة، والمطالبة بالمساواة في الأجر بين الجنسين.

 

 

وأِوضحت رئيسة جمعية مليون امرأة ريفية تركية الشايبي، أن المؤتمر العالمي الأول للنساء القاعديات كان قد نظم في فنزويلا والثاني في النيبال، مشيرةً إلى أن النساء القاعديات حركة نسوية نضالية ثورية تقدمية، تنحاز إلى نضال الكادحات والفقيرات والمضطهدات حول العالم "اليوم نحن نسعى من خلال الحركة والمؤتمر إلى تجديد العهد في استمرار النضال من أجل غدٍ أفضل".

ولفتت إلى أن المؤتمر يستهدف بالدرجة الأولى الريفيات فهن الأكثر معاناةً، وتتعرضن لكافة أشكال التهميش والتمييز سواء في المنزل أو أماكن العمل "سنسعى من خلال المؤتمر إلى إيجاد حلول جدية لهذه الفئة الهشة من خلال توحيد الجهود".

 

 

"نعلق آمالاً على المؤتمر"

تقول الفلاحة تركية السعفي من ولاية منوبة إنها قضت سنوات في الفلاحة، وتصف الفلاحات بأنهن "ضعيفات وأميات"، لم تتمكن من استكمال تعليمهن، وتشتكي من قلة الأجور وترى أن لولا عمل الفلاحات كانت البلاد صحراء.

وبينت أن العاملات في المجال الزراعي تفتقدن للتشجيع وأنهن مهمشات اقتصادياً "نعمل دون ضمان فلا أجور جيدة ولا تحفيزات أو تعويض أو راتب تقاعدي"، ملقيةً اللوم على الدولة التي لا تلقي بالاً لهذا المجال الذي تعمل فيه النساء بشكل أساسي، وتصف ذلك بالقول "حق العاملات في الزراعة ضائع".

وتبين أن "الرجل لا يتحمل مسؤولية العائلة كما تتحملها المرأة التي لا تحب مد يدها لطلب الصدقة"، موضحةً أن النساء هن من يتحملن العبء الأكبر من العمل الزراعي، مشيرةً إلى أن الأجور التي تحصل عليها العاملات في المجال الزراعي لا تتناسب مع الجهد الذي تقمن به، وتوضح تركية السعفي ذلك بالقول "الموظفات في المكاتب والشركات تحصلن على أجور أعلى مما نحصل عليه رغم أننا نبذل جهد أكبر في العمل". مؤكدةً إنها تعلق آمالاً على المؤتمر لتحسين وضع المرأة.