القائد أوجلان: وقف العنف ضد المرأة وتنظيم المجتمع أولوية ملحّة
ركز القائد عبد الله أوجلان خلال لقائه الأخير مع وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب DEM، على مسألة العنف في المجتمع لا سيما ضد المرأة، مؤكداً رفضه التام لمظاهر العنف داخل الأسرة وبين العائلات والعشائر.
مركز الأخبار ـ "أحد أبرز أسباب تفاقم العنف يعود إلى غياب التنظيم المجتمعي" بهذه الكلمات دعا القائد أوجلان المجتمع إلى تنظيم شامل يمتد حتى أصغر وحداته، والمشاركة الفاعلة في مواجهة ظاهرة العنف والتصدي لها.
قال وفد إمرالي التابع لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM) في تصريحٍ لوكالة Welat، إن القائد عبد الله أوجلان، ركّز خلال لقائه الأخير على القضايا الاجتماعية، وبالأخص ظاهرة العنف داخل المجتمع، وأشار الوفد إلى أن القائد أوجلان يتابع عبر وسائل الإعلام تطورات الأحداث الاجتماعية، ولاحظ تزايد المشكلات بين الأفراد والعائلات والعشائر، الأمر الذي أثار اهتمامه وجذب انتباهه.
وأشار الوفد إلى أن القائد أوجلان، أكد على تفاقم مظاهر العنف في المجتمع في ظل حالة الطوارئ، لافتاً بشكل خاص إلى تصاعد العنف ضد المرأة الذي بلغ مستويات مقلقة، مؤكداً أنه يشعر بألم بالغ إزاء هذه الظاهرة.
وأكد القائد أوجلان خلال لقائه، أن من أبرز القضايا التي يوليها اهتماماً خاصاً هي قضية العنف في المجتمع، "أحد أسباب تركيزي الكبير على معالجة هذه المشكلات هو قدرتي على البحث عن حلول عملية لها، ومع تجاوز المرحلة الأولى من عملية السلام وبناء المجتمع الديمقراطي، ستأتي هذه القضايا في صدارة الأولويات، أتعهد بالعمل بما يعادل جهد عشر وزارات في فترة وجيزة، وستكون قضية العنف المجتمعي أولى الملفات التي سأركز عليها، ومن الضروري اتخاذ تدابير قانونية واجتماعية وأخلاقية وثقافية لمواجهة هذه الظاهرة".
وفي سياق الإجراءات العاجلة، وجّه القائد عبد الله أوجلان دعوةً إلى الجميع قائلاً "أدعوا من يستمع إلي على نبذ السلاح في مواجهة بعضهم البعض، والتمسّك بالأسلوب الأخلاقي في التعامل، ينبغي ألا يتفوّه أحد بكلمة تُسيء أو تُجرح الآخر، وأن تُحلّ المشكلات بالعقل والحوار، أرفض مظاهر العنف داخل الأسرة، وبين العائلات والعشائر، وكذلك بين المجتمعات والمدن، وأعتبره سلوكاً منافياً للأخلاق".
وطالب القائد عبد الله أوجلان جميع أصحاب الحس السليم إلى المشاركة في مواجهة ظاهرة العنف والتصدي لها، مؤكداً "على كل من يرغب في تحمّل المسؤولية أن ينظر إلى هذه القضية باعتبارها مسؤولية أخلاقية، وأن يؤدي دوره بأعلى درجات الالتزام، أوجه ندائي إلى الوطنيين والأصدقاء ورفاق الدرب "أكدت سابقاً أننا لن نسمح بوقوع ضحايا في هذه العملية، وقد نجحنا في ذلك، ومن هنا علينا أن نضع حداً لهذا العنف الذي يمزّق مجتمعنا، فالعنف مرفوض ولا ينبغي حتى التلفظ بكلمة قد تجرح الإنسان".
وفيما يخص المسؤولية السياسية تجاه هذه القضية، شدّد القائد عبد الله أوجلان على ضرورة خوض نضال قوي لمواجهتها، موضحاً أن أحد أبرز أسباب تفاقم العنف يعود إلى غياب التنظيم المجتمعي "لقد كررت التحذير مراراً، فالمجتمع بحاجة إلى تنظيم شامل يمتد حتى أصغر وحداته، هذا المجتمع لا يمكن إهماله أو تركه بلا إطار منظم، وأعظم أشكال النضال الديمقراطي يتمثل في تنظيم الشعب".
وخلال اللقاء، شدّد القائد عبد الله أوجلان على أهمية الدور الذي يضطلع به حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في الحياة السياسية وفي تنظيم المجتمع "في المرحلة الثانية من العملية سأولي هذه القضية اهتماماً خاصاً، إن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب يمتلك إمكانيات كبيرة، وعليه أن يثق بنفسه، فهو حزب لا يمكن تجاوز دوره، سواءً وصل تحالف الشعب أو تحالف الأمة إلى السلطة، لذلك ينبغي على المجتمع أن ينظم نفسه ويعزز ثقته بذاته، فإمكانياته تصل إلى نحو 20%".
ووفقاً للمعلومات التي شاركها وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، فإن القائد عبد الله أوجلان في اللقاء الأخير، ركّز كثيراً على إصدار قانون الاندماج، وطالب الجميع والأوساط الديمقراطية بتحمل مسؤولياته وبذل الجهد.