مركز الأخبار ـ تستمر فعاليات الثامن من آذار/مارس في شمال وشرق سوريا تحت شعار، "معاً نحمي ثورتنا ونحرر أراضينا"، حيث عمت الاحتفالات عدة مناطق، وأقيمت فعاليات متنوعة. 

تجري التحضيرات للاحتفالية الرئيسية في مدينة قامشلو ليوم الثامن من آذار/مارس على قدم وساق، حيث بدأت منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا في مدينة قامشلو، بتزيين ملعب هيثم كجو الذي ستقام الاحتفالية الرئيسية فيه يوم غدٍ.

كما أطلقت نساء ريف دير الزور حملة تشجير لمنصفات الطرقات العامة ودوار هجين، بهدف تكثيف الغطاء النباتي، والحفاظ على جمالية المدينة، وتأكيداً على ارتباط المرأة بالبيئة. وسيتم زراعة حوالي 200 شجرة خلال اليومين القادمين، تنوعت بين أشجار حراجية وورود وريحان.

الرئيسة المشتركة لمجلس الشعب في هجين عايدة الجولان قالت إن الهدف هو توسيع المساحات الخضراء في المنطقة، خاصةً بعد الحرب إذا انعدمت هذه المساحات، مضيفةً أنهم بدأوا بزراعة الأشجار منذ بداية آذار/مارس الجاري.

وفي دير الزور أيضاً وتحت شعار "بناء الإنسانية لا يمكن أن يتم دون مشاركة المرأة الفاعلة"، نظمت هيئة التربية والتعليم في بلدة الجزرات مسيرة حاشدة. وأكدت الكلمات بمجملها أن على المرأة أن تناضل من أجل تحقيق كل الأهداف التي تسعى إليها، حتى تحقيق المساواة بينها وبين الرجل.

العضو في لجنة التربية والتعليم خلود الحسن قالت إن "الثامن من آذار هو يوم المرأة المناضلة والحرة والفاعلة"، مضيفةً "منذ 5 سنوات ونحن نحتفل بهذا اليوم ونناضل من أجل المرأة لتحصل على حريتها".

كذلك نظمت احتفالية في دير الزور أمس الأحد 6 آذار/مارس حملت طابع ولون جميع نساء مناطق شمال وشرق سوريا، حيث تم تقديم عروض من الأغاني الكردية والعربية من قبل فرقة زنوبيا.

وأكدت كلمة وحدات حماية الشعب ـ المرأة، على دور الشهداء في الأمن والأمان الذي تعيشه المنطقة لتحتفل النساء بيومهن العالمي، "لنكن يداً واحدة لندافع عن جميع النساء في العالم لتصبح المرأة حرة، ونبني مجتمع بلون المرأة وبنضالها".

وعلى هامش الاحتفالية قالت الإدارية في مكتب تجمع نساء زنوبيا شهرزاد الجاسم "جميع النساء تحتفلن بيوم المرأة العالمي يوم الانتصار والحقوق والحرية، يوم رفعت النساء صوتهن لتطالبن بالعدل والمساواة، ونحن نساء دير الزور نسير على خطى المناضلات".

فيما بينت العضو في قوات الأمن الداخلي اساييش المرأة فاطمة محمد أنه "نحتفل ونشارك نساء دير الزور بيوم المرأة العالمي، ونؤكد دعمنا لجميع النساء".

من جهتها قالت العضو في لجنة تجمع نساء زنوبيا في منطقة أبو خشب زهرة التاية "بفضل النساء المناضلات نحتفل اليوم بيوم المرأة العالمي، لنؤكد أننا سنسير على طريقهن، حتى نصل إلى حريتنا". كما تشارك المرأة الشابة بالاحتفالات حيث قدمت عمل مسرحي حول ما مرت به المرأة من ظلم، خلال سيطرة النظام، وجبهة النصرة، وداعش كما تؤكد سها السعيد في إدارة المرأة الشابة.

كما بينت عضو لجنة المرأة قطنة حسن أن اللجنة عملت على التحضير للاحتفالية "تضمنت الاحتفالية تقديم الأغاني الفلكلورية وارتدت النساء العربيات ملابسهن التقليدية".

وفي منطقة صرين بمقاطعة كوباني احتفلت المئات من النساء بيومهن العالمي، وتضمنت الاحتفالية العديد من الفعاليات ومنها تقديم فرقة الشهيد برجم عرض مسرحي، والشهيد خابور أغاني تراثية، والشهيدة ساريا عرض رقص عن قوة المرأة وإرادتها، فيما قدمت حركة الهلال الذهبي من خلال فرقة بارين مجموعة من الأغاني التراثية كما قدمت روضة الشهيدة زهراء عروض راقصة بالإضافة إلى تكريم أمهات الشهداء.

وعلى هامش الاحتفالية قالت الرئيسة المشتركة لبلدية القادرية أمل مصطفى أن "يوم المرأة العالمي يحمل في طياته الكثير من المعاني والأمنيات بالإضافة إلى تضحيات النساء وانتصاراتهن للتخلص من العبودية والاستبداد" مؤكدةً بأنهن ما زلن تكافحن في سبيل الحصول على حقوقهن "مازال الطريق أمام النساء طويلاً من أجل القضاء على العنف، يجب أن يكون كل يوم هو يوم للمرأة".

وأضافت "يوم المرأة العالمي والاحتفال به يعني لنا الكثير كنساء عربيات لأننا عانينا من الظلم والاضطهاد نتيجة العادات والتقاليد البالية، ومشاركتنا في هذه الاحتفالية تفتح المجال أمام بقية النساء للتعرف على حقوقهن وذواتهن". مؤكدةً أن النساء قويات بالفطرة لكن العادات والتقاليد قيدتهن وجردتهن من حقوقهن.

ودعت أمل مصطفى جميع النساء للتحرر والتعبير عن آرائهن "على النساء التحلي بالقوة والإرادة الحرة وأن يطورن من مهارتهن".

فيما قالت عضوة مؤتمر ستار في منطقة صرين يسرى علي "شاركت المرأة العربية والكردية كلٌ بلونها، فالنساء لم يكن يحتفلن أو يعرفن اليوم العالمي للمرأة قبل ثورة 19 تموز 2012".

"مركز أبحاث الجنولوجيا يكشف عن نتائج دراسته"

انطلاقاً من أن تحرير المجتمع يشمل تحرير المرأة والرجل على حد سوء أجرى مركز أبحاث الجنولوجيا في مقاطعة الشهباء ومؤتمر ستار ورشة عمل تم التأكيد فيها على "ضرورة نضال الرجل لتحرير ذهنيته مع المرأة في الثورة الراهنة لإحداث التغيير الجذري في المجتمع، وعدم القبول بالاضطهاد والعنف تجاه المرأة من الآن فصاعداً".

ونظمت الورشة تحت شعار "مسؤولية الرجل في بناء عائلة ديمقراطية ومجتمع حر"، وكانت قد عقدت سلسلة من الاجتماعات مع رجال مقاطعتي عفرين والشهباء على مستوى نواحي مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا في عفرين وذلك من 9 كانون الأول/ديسمبر 2021، واستمرت حتى يوم أمس الأحد 6 آذار/مارس.

وتمحورت النقاشات في ورشة العمل حول تغيير الذهنية وتكوين الشخصية لدى الرجل في المنطقة، بتقديم القائمات على الورشة آرائهن حول اضطهاد وطمس الرجل لدور المرأة، كما تم الاستماع لآراء الرجال.

وتم الكشف عن نتائج الاجتماعات من قبل مركز أبحاث وعلم المرأة (جنولوجي) فرعي عفرين والشهباء، ومؤتمر ستار عفرين.

عضو مركز أبحاث وعلم المراة (جنولوجي) عفرين- الشهباء خلات أليث بينت أنه "خلال ورشة العمل كنا نطرح على الحاضرين أسئلة متنوعة عن دور المرأة وتفاصيل معقدة يعيشها المجتمع، ومن خلالها يضع العوائق أمام المرأة وتقدمها، وغيرها الكثير من المشاكل التي تواجهه النساء يومياً، وفي المقابل ما هو دور الرجل في حل هذه المشاكل والحد منها والتغييرات التي تمكنت ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا من إحداثها في شخصية الرجال".

وأشارت إلى أن الهدف هو تكوين شخصية ديمقراطية وحرة، للرجال كافةً في وقتٍ تسعى فيه نساء المنطقة لتحقيق حريتهن، والمساواة في المجتمع، والوصول من خلال مشروع الأمة الديمقراطية لحياة حرة وعادلة بين الجنسين.

من جانبها قالت عضو منسقية مؤتمر ستار لعفرين شيرين حسن أن الورشة شملت جميع رجال مقاطعة الشهباء ولم تقتصر فقط على العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية مبينةً أن نتائج الورشة تضمنت تسليط الضوء على ما عاشه أهالي عفرين من معاناة جراء احتلال مدينتهم من قبل تركيا ومرتزقتها.

وأضافت "الحرب السورية والنزوح القسري الذي تسبب به الاحتلال التركي لأهالي عفرين كان له تأثيراً سلبي على حياتهم فازدادت حالات العنف، والطلاق وذلك بسبب الفراغ والضغط النفسي الذي يعيشونه، ومن خلال هذه النقاشات والحوارات تمكنا من سد الفراغ وركزنا على أنه من الضروري أن يناضل الرجل لتحرير ذهنيته في الثورة الراهنة، لإحداث التغيير الجذري في ذهنية المجتمع، وتحقيق المساواة والديمقراطية على أرض الواقع".

في السياق ذاته عبر آزاد رشو المشارك في اجتماعات الحوار والنقاش وكشف نتائج ورشة العمل أن هذه الفعاليات تساهم في تحقيق التغيير الإيجابي بذهنية الرجل والنساء أيضاً، حيث أنه من المهم أن يعترف الرجل بمكانة المرأة في المجتمع وتقبل وجودها في جميع المجالات والمؤسسات والأعمال.

ونوه إلى أنه من الضروري أن يتخلص الرجل من ذهنيته الرجعية والعشائرية التي رسختها السلطة الرأسمالية في المجتمع على مر التاريخ، وطالب جميع الرجل أن يطبقوا الديمقراطية والعدالة على الدوام وعدم القبول بالاضطهاد والعنف تجاه المرأة من الآن فصاعداً.