بقدرتها وشجاعتها استطاعت فرض ذاتها في مجتمعها

في ظل نظام الإدارة الذاتية وتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية استطاعت المرأة تحقيق ونيل الكثير من حقوقها، وباتت نموذجاً للإرادة والمرأة الحرة.

زينب خليف

دير الزور ـ عايدة الجولان واحدة من نساء إقليم شمال وشرق سوريا اللواتي عبرن عن ذواتهن وقدرتهن، وأثبتن أن المرأة جزء لا يتجزأ من نجاح مشروع الأمة الديمقراطية الذي لطالما نادى بالمساواة والعدالة.

تسعى المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا منذ انطلاق ثورة التاسع عشر من تموز/يوليو عام 2012 لإثبات دورها وقدرتها وتحملها للمسؤولية على الرغم من الذهنية الذكورية والعادات البالية، ففي مقاطعة دير الزور وتحديداً في بلدة هجين قامت عايدة الجولان وهي ربة منزل، بافتتاح منتزه خاص بها في ريف دير الزور الشرقي، وبذلك ألهمت وشجعت غيرها من النساء لافتتاح مشاريعهن الخاصة وتمكين أنفسهن اقتصادياً.

وتقول عايدة الجولان "أن تكوني ربة منزل هذا لا يعني أن تتوقفي عن الطموح والسعي لتحقيق النجاح، لقد كنت أقوم بالأعمال المنزلية وأثناء ذلك تراودني فكرة أن اتوسع في عملي حتى لو كان ذلك في مجال الطبخ وغيرها من المجالات، كانت طموحات تتخطى جدران منزلي".

‏وأضافت "بصفتي ناشطة كنت اجتمع مع الأهالي واستمع إلى مشاكلهم، لذلك أؤكد أنه قبل ‏تطبيق نظام الإدارة الذاتية، كانت المرأة تتعرض للتمييز والتهميش فهي لم تتمكن من الضلوع في أي مجال عمل سوى أن تكون معلمة أو ربة منزل، لكن بعد ثورة التاسع من تموز وتحرير بلدة هيجن من سيطرة مرتزقة داعش، انخرطت في الكومينات ثم شغلت منصب رئيسة مجلس محلي بناءً على مسيرتي الطويلة في الكومينات، ثم شغلت منصب رئاسة مشتركة في مجلس الشعب، وأؤكد أن الإنسان الناجح ستكون مسيرته النضالية في تقدم مستمر".

‏وأوضحت "بعد أن شغلت منصب رئاسة مشتركة في المجلس، عملت على توفير فرص عمل للنساء اللواتي لا تمتلكن شهادات علمية أو اللواتي كبلتهن العادات والتقاليد، عملي في مجال المرأة من أفضل مراحل مسيرتي، لقد حاولت تقديم المساعدة للنساء حتى في الأمور الأمنية والقضائية".

ومن المشاريع التي افتتحتها عايدة الجولان لمساعدة النساء "انطلاقاً من اهتمامي بإبراز جمال مدينة هجين، قمت بافتتاح منتزه عوافي واستقطبت عدد من النساء للعمل، كما قمت بافتتاح مقهى خاص بالشباب وفيه قسم للعوائل، وكان المنتزه أبرز المشاريع في مجال المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا وقد لاقى صدى واسع في المنطقة، لقد أصبح لديّ دافع قوي لافتتاح مشاريع أخرى، وفي الوقت الحالي بصدد افتتاح محل للحلويات والشوكولا من صنع المرأة، وذلك لتشجيعها لتكون قادرة على اتخاذ قراراتها وتمكينها لافتتاح مشاريع خاصة بها"، مؤكدةً على أن العلم والوعي والثقافة أفضل سلاح للقضاء على الفساد والجهل والتخلف.

‏وفي ختام حديثها وجهت عايدة الجولان رسالة لكل امرأة حثتها فيها على أن تكون فاعلة حتى لو كانت في مجتمع عشائري "المرأة إذا امتلكت القدرة والشجاعة ستفرض مكانتها وذاتها على مجتمعها، واعتبر ذلك بحد ذاته نجاح لها، عندما رأت عائلتي النجاح الذي حققته قامت بتشجيعي إلى جانب إدارتي في العمل، كوني نجاحي يصب في صالح المنطقة ككل وليس فردياً فقط، وأتمنى أن تكون خطواتي إيجابية لكافة نساء شمال وشرق سوريا".