جمعية "تفاؤل" لدعم وإدماج ذوي الإعاقة في المجتمع

لجمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة دور في رعايتهم من الناحية النفسية والاجتماعية والقانونية، فإدماجهم في المجتمع يشكل جزء لا يتجزأ من استراتيجيات التنمية المستدامة.

إخلاص الحمروني

تونس ـ بكادرها النسوي تسعى جمعية "تفاؤل" لدعم الأطفال ذوي الإعاقة من خلال تعليمهم مبادئ العديد من الحرف، إلى جانب دعمهم نفسياً للتعايش مع الإعاقة.

بأناملهم الصغيرة يصنع الأطفال ذوي الإعاقة مجموعة متنوعة من الأعمال اليدوية البسيطة تعلموا مبادئها من خلال حضور دروس يومية تقدمها جمعية "تفاؤل" لتأهيل الأطفال ذوي الإعاقات الخفيفة في مدينة قفصة بتونس، التي تكفلت بتدريبهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم والتعويل على الذات خاصة بعد مواجهتهم صعوبات التأقلم في المجتمع.

وعن دعم الجمعية لذوات الإعاقة قالت نورس ناصري البالغة من العمر 18عام، أنها التحقت بالجمعية سنة 2023 حيث تعلمت فيها مبادئ ومهارات الخياطة وصنع المرطبات، "كنت أدرس في المعهد وتعرضت للتنمر، لذلك كان التحاقي بالجمعية علاجاً كافياً لتخطي ما مررت به، حيث تعرفت على أصدقاء جدد وشعرت براحة نفسية بعيداً عن اللذين بثوا في نفسي الطاقة السلبية، كان أبرز طموحاتي أن أمتلك محل لصنع وبيع المرطبات وتحقيق اكتفائي الذاتي، لقد تمكنت من تحقيق ذلك بعد التحاقي بالجمعية".

 

 

من جهتها تقول آمنة مشري "أتقلى تعليماً شاملاً عن مهارات الخياطة والحياكة في جمعية "تفاؤل"، وقد التحقت بها منذ بلوغي المرحلة الإعدادية حيث تعرضت للتنمر الأمر الذي جعلني ألازم المنزل ولا التقي بأحد، ولم أعد قادرة على متابعة دراستي، لم اكتسب في هذه الجمعية المهارات المهنية فقط بل أصبحت أكثر جرأة وثقة بنفسي لأتخطى حالتي".

 

 

كما تعاني ريماس مقدمي البالغة من العمر 15 سنة ذات الأمر، حيث تقول "أحب الدراسة في الجمعية لأن العاملات فيها تحسن معاملتنا وتحترمنا وتقدمن لنا الكثير من المساعدة إلى جانب تعلم القراءة والكتابة والعديد من المهارات".

 

 

وعن طبيعة ومكان جمعية "تفاؤل" قالت رئيستها بثنية العبيدي "اخترنا أن يكون مبنى الجمعية في بيئة طبيعية بعيدة عن الضوضاء والإزعاج، ويبلغ العدد الإجمالي للأطفال فيه 73 طفل تتراوح أعمارهم بين سن الرابعة والثلاثين عام موزعين بين مركز للتربية المختصة والمدارس والمعاهد الإعدادية".

وأضافت أن دور الجمعية يتمثل في متابعة دراسة الأطفال ومرافقتهم خلال زياراتهم، وإيجاد الحلول المناسبة للصعوبات التي يمكن أن تواجههم في المؤسسات التربوية وكذلك التواصل مع المعلمين/ات، لافتةً إلى أن إعاقات الأطفال تتمثل في إعاقات ذهنية وعضوية وكذلك إعاقات مختلفة تجمع بين عضوية وذهنية، وفي أقسام الجمعية تشرف على تعليم الأطفال الذين يتراوح أعمارهم بين 4 و14 سنة مربيات مختصات، ومن 14 سنة ينتقل الطفل إلى مرحلة التكوين.

وقالت "نؤمن بأن هؤلاء الأطفال لديهم القدرة والإرادة لتعلم مهنة أو حرفة لتحقيق اكتفائهم الذاتي ولعوائلهم حتى يتخلصوا من شعور العوز والثقل على المجتمع، ولهذا السبب افتتحنا ورشة الخياطة للفتيات وورشة النقش على البلور والفخار وورشة الحلاقة، لكننا نعاني من قلة الإمكانيات والمعدات التي نستخدمها حالياً أصبحت قديمة ولا تفي بالغرض".

ولفتت بثنية العبيدي إلى أن الجمعية تضم وحدة إعلامية وفضاء مخصص لممارسة النشاط الفلاحي، كما تضم قسم لتصدير الأعشاب الطبية والعطرية مثل إكليل الجبل والزعتر والنعناع والعديد المنتوجات الأخرى.

وفي ختام حديثها أشادت بدور المرأة في جهة قفصة في الاعتناء وتنشئة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدةً أن النساء تمثلن الأغلبية الساحقة في الجمعية وذلك إيماناً من إدارة جمعية "تفاؤل" بحسن تعامل المرأة مع الأطفال وصبرها وإحساسها بالمسؤولية وتقوم بواجبها من باب المحبة والمسؤولية.