إنهاء الاحتلال الحل الوحيد لحماية النساء وحقوقهن'

تشهد مناطق إقليم شمال وشرق سوريا المحتلة من قبل الدولة التركية بشكل يومي ومستمر جرائم واعتداءات بحق البشرية والطبيعة وخاصة على المرأة، في ظل انتشار الفوضى العارمة وانعدام الأمان والاستقرار.

روبارين بكر

الشهباء ـ تتعرض النساء في المناطق المحتلة وخاصة عفرين إلى أبشع الانتهاكات من قتل، خطف، اغتصاب، والزواج القاصر، وتعاني من ضغوطات نفسية، وبالرغم من تزايد وتضاعف هذه الانتهاكات الصارخة إلا أن المجتمع الدولي لا يزال يلتزم الصمت.

في الآونة الأخيرة ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار تصور حجم الانتهاكات داخل المناطق السورية المحتلة من قبل الدولة التركية ومرتزقتها، تمثلت بجرائم العنف والاغتصاب بحق النساء، حيث نشرت شبكة عفرين نيوز 24 الخاصة بتوثيق الجرائم والانتهاكات بتاريخ 24 حزيران/يونيو 2024 خبراً أكدت فيه العثور على جثة امرأة تم رميها في إحدى الأراضي الزراعية بمحيط مدينة الراعي المحتلة، وبحسب ما أكدت عليه الشبكة بأن الجثة كانت عليها آثار تعذيب كما أنها مجهولة الهوية، وفي التاريخ ذاته قد نشرت أيضاً على موقعها الرسمي جريمة اغتصاب لفتاة قاصر تدعى (ك. م) ذات 17 عاماً من أهالي قرية كباشين بناحية شيراوا بمدينة عفرين المحتلة، على يد مرتزق يدعى "يوسف".

وفي الأول من حزيران/يونيو نشرت الشبكة خبر إقدام "شحود الحسين" من مرتزقة السلطان مراد على قتل شقيقته (صبيحة الغانم) ذات الـ 35 عاماً بإطلاق عدة طلقات نارية وذلك بسبب تعاطيه المواد المخدرة، وأفادت مصادر محلية أيضاً أنه بتاريخ 23 حزيران/يونيو قامت مرتزقة أحرار الشرقية بالاعتداء على رجل وامرأة مسنة في عفرين المحتلة مما أدى إلى إصابة الأخيرة بنوبة قلبية، وهناك الكثير من الجرائم والاعتداءات التي ترتكب بحق النساء في عفرين وغيرها من المناطق المحتلة ويتم التستر عليها من قبل المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقو الإنسان والمرأة.

 

وحول ما يحصل في المناطق المحتلة من انتهاكات واعتداءات بحق النساء والأطفال قالت منسقية مؤتمر ستار بمقاطعة عفرين - الشهباء ريحان علو "تشهد المناطق المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها، فلتان أمني وفوضى وممارسة انتهاكات واتباع أساليب تخالف المعايير والمواثيق الدولية".

وأضافت "في الآونة الأخيرة ازدادت انتهاكات المرتزقة بحق المرأة في المناطق المحتلة، وفي أقرب مثال على ذلك جريمة الاغتصاب التي راح ضحيتها فتاة قاصر بناحية شيراوا بعد أن خطفت من قبل أحد مرتزقة الاحتلال التركي ليعيدها إلى منزلها بعد يوم واحد من الاختطاف، وهذه الجريمة ليست الأولى التي تحصل في المناطق المحتلة بل كانت استمراراً لسياسة الإبادة والتصفية التي يتبعها الاحتلال التركي ومرتزقته بحق أهالي عفرين الذين رفضوا ترك أرضهم".

وعن الهدف من ممارسة الانتهاكات في المناطق المحتلة قالت إن "تركيا تسعى عبر انتهاكاتها لتهجير السكان الأصليين قسراً من المنطقة وإجراء عملية التغير الديموغرافي، وعرقلة تنفيذ مشروع الأمة الديمقراطية وثورة شمال شرق سوريا التي قادتها المرأة".

وأوضحت أنه "بالرغم من كل هذه الانتهاكات إلا أن المرأة تستمر بمقاومتها بوجه الاحتلال، وهناك الكثير من النساء اللواتي انتفضن بوجه السياسات التي تتم ممارستها ضدها، ولكن دون رادع دولي فالمنظمات تلتزم الصمت أمام المطالب والمناشدات التي تنادي بإخراج الاحتلال التركي ومحاسبته وهذه دليل على مشاركتهم في الإبادة والجرائم التي تحدث في المنطقة".

وأكدت ريحان علو أن قضية المرأة في عفرين هي قضية جميع النساء اللواتي ترفضن الظلم والعبودية، وأي ممارسة ترتكب ضدهم، مشددةً على أن "الحل الوحيد لحماية حقوق المرأة في عفرين وغيرها من المناطق المحتلة هو وضع حد للاحتلال التركي وإخراجه من كافة المناطق السورية المحتلة".

وفي ختام حديثها طالبت المنظمات الدولية والحقوقية بوضع حد للانتهاكات والجرائم التي تحصل في المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي، وخاصة تلك الممارسة بحق المرأة، مؤكدةً أن إنهاء الاحتلال فيها يصب في صالح حماية حقوق النساء والأطفال، مشددةً على ضرورة دخول جهات إعلامية دولية حرة لفضح سياسات الإبادة في تلك المناطق وتوثيقها.

 

من جانب آخر أشارت الإدارية بهيئة المرأة بمقاطعة عفرين - الشهباء لإقليم شمال شرق سوريا وردة شيخو إلى أن "جرائم وانتهاكات الاحتلال التركي المستمرة بحق النساء والأطفال هي استهداف لإرادة المرأة الحرة عن طريق القتل والخطف والاغتصاب وحتى التعذيب، للضغط على الأهالي المتبقين في عفرين وابتزازهم وتهديدهم بسياستهم الاستبدادية".

وبينت أن "منطقة عفرين تغيرت كثيراً عن سابقها، وأصبحت منطقة تفتقد للأمان والاستقرار وتلك الأوضاع تؤثر بشكل كبير على شخصية المرأة وحالتها النفسية والجسدية، كما تشكل خطراً على حياتها ووجودها، ودليل على ذلك مقتل امرأة في منطقة الباب دون التعرف على جثتها ورميها بين الحقول، وغيرها الكثير من الجرائم التي تحصل بحق النساء في المناطق المحتلة".

وأدانت وردة شيخو الجرائم التي تحدث في عفرين وغيرها من المناطق المحتلة، مؤكدةً أنه بتكاتف ووحدة جميع النساء سيقفن في وجه الاحتلال التركي وسياساته التي تستهدف إرادة المرأة الحرة.

وطالبت المنظمات الحقوقية والإنسانية بالخروج عن صمتها إزاء ما يحصل ووضع حد لجرائم الاحتلال التركي التي يمارسها ضد المرأة ودخول الإعلام الدولي إلى عفرين وغيرها لتغطية تلك الجرائم.