الأمثال... الأدب الشفهي المناهض للمرأة

الأمثال جزء من الأدب الشفهي الذي يوضع فيه الرجال في مكانة أعلى من النساء في الأمثال المتعلقة بالجنس، ويعود ذلك إلى حكم النظام الأبوي والنظام الرأسمالي، وفرضت العديد من الأمثال على النساء دون مراعاة المظاهر السريرية.

سایدا شیرزاد

سنه ـ الأمثال وسيلة تعبير عادة ما يكون لها تاريخ وقصة مخفية أو تم نسيانها، وخلفية بعضها ليست واضحة للجميع إلا أنه يتم استخدامها في الكلام، إنها مجموعة فرعية من ثقافة الناس وأحد العناصر المهمة للهوية، كما أنها نظراً لأهميتها في عكس ثقافة الناس، فإنها تعتبر فئة مهمة في الهوية الفردية والاجتماعية.

الأمثال جزء من الأدب الشفهي للمجتمع، وخاصة الأمثال المتعلقة بالجنس والتي تصور الرجال في مكانة اجتماعية أعلى من النساء، ويقترح أن الرجال يتمتعون بقدرات فكرية وعقلية أكثر من النساء، وقد تم إضفاء الطابع المؤسسي على ذلك وتطبيقه على النساء بطريقة تبدو في بعض الأحيان لصالحهن، ولكنها في الواقع نتيجة للتفكير الأبوي وتتماشى مع أهداف النظام الأبوي.

وبما أن تكوين الأمثال ليس له أي سند منطقي وعلمي، فكلما انتقل الناس في المجتمع من مراحل السلوك التقليدي وغير العقلاني إلى سلوكيات أكثر منطقية ومحسوبة، تقل نسبة انتشار الأمثال.

تقول كاجال، ر الحاصلة على ماجستير في علم النفس العيادي وماجستير في علم الاجتماع، أن الأمثال "جزء من الأدب الشفهي، يجب أن تكون لديهم خصائص الجاذبية الأدبية وأن يكونوا شعريين إلى حد ما، من المؤكد أن الأمثال خُلقت في الظروف، لكن مع مرور الوقت أصبحت وجهة نظر للناس في المجتمع، وأحياناً تكون نتاج أحكام غير عادلة؛ نتاج الظروف التي لم يتم التحقيق فيها على الإطلاق، واعتبر العديد من الأدب الشفهي المناهض للمرأة "عنفاً لفظياً ضد المرأة"".

وذكرت أن "علماء الأنثروبولوجيا يقولون إن القرن التاسع من التاريخ كان يتمحور حول النساء، حيث كان الرجل مسؤولاً عن الصيد في البيئة خارج المسكن وكانت المرأة مسؤولة عن شؤون المنزل ومحيطه، لكن السؤال هنا، في أي عصر وفي أي ظروف أصبحت العقلية الأبوية وكراهية النساء هي السائدة في المجتمعات؟، هو نقاش آخر"، مضيفةً أن "أغلب هذه العبارات والأمثال ضد المرأة تظهر في جغرافية كردستان بسبب حكم المجتمع الأبوي الذي يقوم على النظام الإقطاعي، ومن أشكال العنف الأخرى التي تستخدم ضد المرأة إضعافها جسدياً وفكرياً، ولأن المرأة عاطفية، تُمنع من اتخاذ القرارات".

وتفسر وجود مثل هذه الأمثال على أنه "تمثيل لآراء ومعتقدات المجتمع الثقافية والسلوكية، والقبائل مجموعات فرعية أخرى من المجتمع لعبت دوراً خاصاً في خلق الأمثال، وخاصة تبادل الفتيات القبليات في فترة السلم بسبب الحرب والخلافات القبلية، مما شكل الأساس في خلق الأمثال".

كما اعتبرت "وجود الحريم عاملاً آخر يدعو إلى مكر المرأة، وإذا لم يأخذوا في الاعتبار الأوضاع الحالية ومكانة المرأة في الحريم والحفاظ على عرش الملك الذي يعتمد على إنجاب الابن، فقد أطلقوا عليهم لقب الماكرة".

وتابعت "وهو أن المرأة اتجهت إلى السياسة في الصراع من أجل البقاء والشهرة والمكانة، وهذا ما دفع إلى ضرب بعض الأمثال عنها، ولم يكن يسمح للنساء بالخروج بسبب قواعد الحريم، ونتيجة لذلك، تم نقل الكلام إليهن عن طريق الآخرين، وخاصة الخادمات، والذي كان في معظمه مشوهاً وبعيدًا عن الواقع.

 

"الرجال لا يرون النساء إلا من وجهة نظرهم والعكس صحيح"

وشددت على الفروق الإكلينيكية بين الرجل والمرأة، حيث قالت "برأيي أن المرأة لديها اختلافات إكلينيكية مع الرجل، كثير من الرجال في الماضي لم يكونوا يعرفون الخصائص السريرية للنساء، كما لم تكن النساء تعرفن الكثير عن الخصائص السريرية للرجل، في العصور القديمة لم يكن هناك شيء اسمه التفاهم والاعتراف ببعضنا البعض (ذكر أو أنثى)، ولذلك فإن الرجال لا ينظرون إلى النساء إلا من وجهة نظرهم الخاصة، والعكس صحيح، فالنساء تنظرن إلى الرجال من وجهة نظرهن الخاصة، فكل الرجال سواء، الرجل يبقى كالطفل ويحتاج إلى العاطفة والجفاف، في الواقع، هو مبرر لخدمة المرأة للرجل، الذي تفرضه عليها الظروف والبيئة".

 

"كثير من الأمثال متجذرة في الأفكار والعقلية الأبوية"

أشارت كاجال، ر إلى أن الأمثال تغيرت مع مرور الوقت، وهي في الغالب متجذرة في الأفكار والعقلية الأبوية، "مصطلح شير زان هو أحد الألقاب الأخرى التي تطلق على النساء، إنهم يخاطبون امرأة قامت بشيء غير عادي وثقيل، وهذه الميزة تسلط الضوء عليها".

وأضافت إن "كلمات الحياء والكرامة وغيرها من الصفات والخصائص التي استخدمت لقياس النساء الصالحات والسيئات، لقد اختلطت هذه السمات والخصائص بثقافة المجتمع وشمل الرجال والنساء، ولكن مع هذا اللقب، يتم تقييد النساء أكثر فأكثر، وباستخدام كلمة "ضعيفة" اعتبر المرأة كائناً ضعيفاً يبكي، وهو في الواقع يعتبر نوعاً من الضعف بالنسبة للمرأة ويجعلها مقيدة وخاضعة".

 

النظام الرأسمالي والأدب المناهض للمرأة

شددت كاجال، ر على سير النظام الرأسمالي فيما يتعلق بالأدبيات المناهضة للنسوية، "بشكل عام، بعض الكلمات والقضايا التي نشأت في أدب وثقافة شعوب العالم هي نتيجة النظام الرأسمالي، وبينما يؤكد الكثيرون على التغيرات السريرية في الرجال والنساء، فإن النظام الرأسمالي يطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة؛ إلا أنه في بعض الأحيان يرفض المرأة أو يصورها بطريقة سيئة، وهو أن بعض الكلمات والأمثال فيها إهانة للمرأة دون مراعاة الخصائص السريرية لها".

وأضافت "النظرة الجنسية للمرأة كانت ولا تزال من الماضي، في الشؤون السياسية، لدينا كلمة اسمها السنونو، يتم اختيار هذا اللقب لأهداف مختلفة ولكن بنظرة واحدة، وهي النظرة الجنسية، بينما عند الرجال هناك من يشبه السنونو، لكن يتم تناوله بسلطة أكبر".

وذكرت إن خلق ثقافة متطرفة في عمليات التجميل نتيجة لنفس الثقافة المناهضة للمرأة التي تحولها إلى سلعة مرغوبة لاستهلاك الرجال، "قل للمرأة الجمال يجعلها مجنونة بالمتعة، أنه إعادة إنتاج الثقافات الزائفة والمعادية للنسوية".

وأكدت على ضرورة تغير الموقف الحاكم تجاه الأدب الشفهي المناهض للمرأة، "إذا لم تتغير المواقف الحالية ضد المرأة، فسنشهد قضايا وأحداث مؤسفة ضدها، المرأة الصالحة هي إما في البيت أو في القبر، فمثلاً قتل البنات على يد الأخ أو الأب يكون أحياناً مدعوماً من نساء أخريات، والمبرر الوحيد الموجود هو معيار الخير والشر، والذي يتم تحديده أيضاً في إطار تعريفات الرجال يمكن أن يكون "المرأة لا تمدح المرأة أبداً" وهذا أيضاً دليل على عدم الوعي الذاتي للمرأة التي تضم نفسها في صورة الرجل، وإلا فإنه يستطيع أن يغير موقفه بحكمته وفكره ويصدر الحكم الصحيح.

وفي ختام حديثها قالت كاجال، ر إن "الظروف السائدة وثقافة المجتمع تعتبر في بعض الأحيان استراتيجية وطريقة للخلاص، فهي توفر منصة لتصبح مثل المجتمع، حتى لو كنت لا تؤمن بهذا الموقف، وبهذا العنوان "إذا لم تبلغ قوتك فلا تمدحها" امدح بعض الأفعال ونتيجة لذلك، وإلى أن يتم خلق الوعي الذاتي بالهوية والفكر، يستمر إعادة إنتاج هذا الموقف".